زواج المسيار زواج محمود وليس حراما إن إطلاق بعض العلماء حرام وحلال على الأحكام الشرعية تحتاج لدليل شرعي فما هو الدليل من الكتاب والسنة على تحريم زواج المسيار إن زواج المسيار زواج طبيعي عادي، فالعبرة بالمسميات والمضامين وليس بالأسماء والعناوين، هناك قاعدة فقهية تقول العبرة في العقود للمقاصد والمعاني وليس للألفاظ والمبان ((إن زواج المسيار اكتملت فيه الشروط الشرعية ففيه العقد والإيجاب والقبول والشهود (والحد الأدنى في الإشهار في الإسلام فيه المهر(وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) (النساء: 4) ، وفيه الولي أيضا؛ فهو زواج مستكمل لشروطه وأركانه، فكيف يسع فقيه أن يقول عن هذا الزواج أنه حرام؟ قد لا يقبله المجتمع نعم ، ففرق بين أن يكون الزواج مقبولاً اجتماعياً وبين أن يكون مباحاً شرعاً، فهناك زواج غير مقبول اجتماعياً، مثلاً أن تتزوج مخدومة خادمها أو السائق مخدومته، هذا اجتماعياً مرفوض ولا نحبذه، ولكن إن حدث بإيجاب وقبول وباقي الشروط فهو حلال شرعا)) زواج المرأة من رجل مثل جدها لأنه غني فقط، لا نحبذ هذا، إن هذا مستنكر اجتماعياً، هل هو حلال أم حرام، هذه قضية في غاية الخطورة، مسألة حلال وحرام ؛ينبغي للعالم الذي يخشى الله ويحرص على دينه ولا يهمه إرضاء الناس، ألا يقول أن هذا حرام إلا إذا كان لديه من الأدلة ما يجعله يقول إن هذا الأمر حرام. إنني سأورد بعض أمثلة زواج المسيار التي تؤكد انه زواج جائز بل محمود وأشجع عليه وبكل قوة 1- فتاة مصابة بمرض (صرع –تخلف عقلي – شلل وغيره من الأمراض ) لا تستطيع معه القيام بواجباتها (الزوجية والمنزلية ) يقوم وليها بتزويجها من رجل وتبقى في منزل أبيها تقدم لها الرعاية من والديها ولا تحرم من إشباع رغباتها وهذا زواج مبارك وهو خير لها وتشجع عليه , وليس الخير في بقائها بدون زوج تتحسر عندما ترى أخواتها متزوجات ولديهن أطفال فتحس بالنقص والقهر مما قدره الله عليها من المرض والبلاء 2- امرأة مات زوجها ولديها أبناء تريد تربيتهم ولا تريد الزواج برجل قد يحرمها من بقاءها مع أولادها أو إذلال هؤلاء الأبناء فتتزوج رجل لا يبقى معها في منزلها وبهذا تتحقق المصالح بتربيتها أولادها وعدم حرمانها من الزوج 3- فتاة لديها والد ووالدة كبار في السن وتقوم على خدمتهما ولا تستطيع تركهما هل الأفضل أن تتزوج وتبقى بجانب والديها لخدمتهما أو حرمانها من الزواج بسبب برها بوالديها إن زواج المسيار هو من أفضل الزيجات التي تناسب شريحة كبيرة في المجتمع هن بناتنا وأخواتنا بل وتحمى المجتمع من التفكك والانحراف قال الإمام مالك: \"كل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر \" وأشار بيده إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم إن أقوال العلماء يحتج لها بالادلة الشرعية ولا يحتج بها على الأدلة الشرعية هذا ما وجب توضيحه (فإن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان. الدكتور محمد بن سليمان الطالب [email protected]