على شارعين ممكن تزوره يا معالي الوزير؟ خلف الحربي معالي وزير الصحة يقوم هذه الأيام بزيارات للمرضى في المستشفيات، كما أنه فتح باب الزيارات على مصراعيه لزيارة المستشفيات ابتهاجا بعودة والدنا الغالي خادم الحرمين الشريفين إلى أرض الوطن وبرغم تحفظي على هذه الخطوة التي أرى أنها سوف تزعج المرضى وتربك الطواقم الأمنية إلا أنني أرى أن زيارات الوزير للمستشفيات أمر إيجابي ليرى الحقيقة بأم عينيه. ولا أدري ما إذا كانت زياراته هذه قد شملت مستشفى الشميسي في الرياض الذي يعاني من رداءة الحال وانعدام النظافة أم أن هذا المستشفى العتيد خارج جدول زياراته، لأنني تلقيت رسالة الزميل خالد البليطيح وهو صحفي شاب يشرح لي خلالها معاناة شقيقه سعود الذي يرقد في هذا المستشفى وأنقلها على ذمته لمعالي الوزير وأتمنى من معاليه زيارة المستشفى للتأكد من حقيقة الأمر: (تعرض شقيقي سعود إبراهيم البليطيح (19 عاما) لحادث سيارة مؤلم وتم نقله إلى مستشفى الشميسي وإبقاؤه في العناية المركزه بعد أن أصيب بنزيف داخلي في الرأس أدخله في غيبوبة، واستمر وجوده في العناية المركزة أكثر من 10 أيام، كانت أيام مقلقة ومحزنة خصوصا أنه يعاني من سوء التشخيص والرعاية وأيضا تضارب وعدم وضوح مقولات الأطباء لذوي المريض، حتى أصيب بفايروس خلال وجوده في العناية أدى لرفع حرارة جسمه بشكل مخيف، ما تسبب في تأجيل عمليته المقررة لترميم كسور الوجه والجمجمة بعد أن أفاق من غيبوبته وتوقف نزيف الرأس، وحين قررنا نقله إلى أي مستشفى آخر ليتلقى رعاية أفضل واجهنا مماطلة وتهرب مسؤولي المستشفى من إعطائنا تقريرا طبيا يوضح حالته الصحية ليتسنى نقله عاجلا بعد تمكننا من الحصول على أوامر نقل ومتابعة من عدة جهات رسمية، بما فيها مكتب وزير الصحة ومكتب رئيس هيئة حقوق الإنسان ولا زال التهرب من إعطائنا التقرير مستمرا وعدم الرد على الاتصالات الهاتفية أو التجاوب معنا عند الحضور لهم ويبدو أنهم معتادون على ذلك كونهم لم يقوموا بعمل أشعة متخصصة لمنطقة الرأس والمخ حتى الآن، وقالوا أيضا بأن الفايروس الذي انتقل له كان بسبب سقوطه في الشارع لحظة وقوع الحادث أي قبل 10 أيام من تعرضه للفايروس رغم أن كل الشواهد تقول بأن الفايروس انتقل له خلال وجوده في العناية المركزة بسبب عدم منع زيارات أهالي المرضى عن غرفة العناية المركزة كما تقتضي الأصول، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث تم نقله إلى قسم التنويم في البرج الطبي القديم جناح رقم: 300 ه في غرفة يرقد بها ثلاثة مرضى كان أخي رابعهم، فالذي لم يكن في الحسبان أن أحد المرقدين في هذه الغرفة يعاني من اختلال عقلي حاد إثر سقوطه من الطابق الخامس حسب رواية أحد الأطباء الأمر الذي جعل البقاء في هذه الغرفة خطرا جدا على المرضى وزوارهم، فقد قام المختل قبل يومين بالتهجم على أخي سعود بواسطة حاجز السرير الحديدي الذي قام بخلعه بنفسه وفك قيوده، حتى سقط أخي من سريره في وقت متأخر من الليل وأوشك على التعرض لإصابة أكثر خطورة في رأسه ووجهه الذي يعاني من 5 كسور صعبه، وهذا المريض لا يتوقف عن الصراخ طوال الليل والتفوه على بقية المرضى بكلمات بذيئة، وقد بذلنا جهودا غير عادية لنقله من هذه الغرفة دون جدوى، وحين لاحظت إدارة المستشفى إصرارنا على عدم مغادرة الغرفة دون حل المشكلة وافقوا على نقله لمكان آمن بينما مازال بقية المرضى في تلك الغرفة يعانون الأمرين من ذلك المريض الذي تم تكبيله في السرير وكأنه في مستشفى أمراض عقلية!).