لماذا يثور الشعب السعودى عند هزيمته فى كرة القدم ولا يتحرك عندما يُقتل الآلاف من أبنائه ؟! هل نحن فعلاً شعبٌ أبله كالبهائم أو أشد جهلاً وتخلفاً منهم ؟! إن متابعة كيف يُفكر الشعب السعودى وكيف يتصرف حيال ما يحدث فى بلاده لا بد وأن يجزم بهذه الحقيقة المرة والمفجعة والمأساوية !! فعندما هُزم المنتخب السعودى لكرة القدم فى مبارتين متتاليتين ثار الشعب السعودى وماج وإستنكر بكل قوته هذه الهزيمة الكروية وسارع بإرسال آلاف الرسائل عن طريق الجوالات والإنترنت وغيرهما وطالب بإقالة وزير الشباب وما هو إلا يوم او يومين حتى تمت إقالته بالفعل وتم تعيين بديلاً عنه . بينما نحن نرى بعض الأصوات الصادقة والمخلصة لهذا الوطن تطالب منذ أكثر من عام بإقالة وزير الصحة ومحاربة الفساد داخل وزارة الصحة حفاظاً على حياة الآلاف من ابناء هذا الوطن من نساء واطفال ورجال وشيوخ والذين يُقتلون داخل المستشفيات الحكومية فلا يهتم ولا يبالى أى أحد !! فهل كرة القدم أهم وأغلى من حياة المواطنين وأرواحهم !! إن مظاهر الفساد والإهمال داخل وزارة الصحة والإستهتار بحياة وارواح المواطنين قد وصل إلى درجة غير مسبوقة حتى فى أشد دول العالم فقراً وجهلاً وتخلفاً فهل يليق ان يحدث هذا فى المملكة أكبر مصدر للبترول فى العالم !! والعجيب أن الجميع فى هذا البلد يعلمون هذه الحقيقة المرة ومع ذلك يلتزم الجميع الصمت ولا ندرى ما السبب فى ذلك !! ويمكن تلخيص بعض مظاهر هذا الفساد فيما يلى :- 1 - فساد وزير الصحة وسكوته عن الجرائم التى ترتكب فى حق المواطنين !! 2 - تشغيل اللصوص من كبار الأطباء المعروفين للجميع بسوء السمعة والعلاقة المشبوهة مع رجال الأعمال !! 3 - عدم وجود رقابة حقيقية على ميزانية وزارة الصحة وعلى ميزانية المستشفيات الحكومية !! 4 - التشغيل الذاتى للمستشفيات حيث يتم تخصيص مئات الملايين بصورة مباشرة إلى مدراء المستشفيات الذين تم إختيارهم بعناية لنهب اكبر قدر من المال العام !! 5 - فساد الهيئة السعودية للتخصصات الصحية حيث يتم تجديد التراخيص الطبية بناءً على ساعات عمل وهمية يتم بيعها لمن يريد !! 6 - التعاقد مع الأطباء من الدول المتخلفة طبياً مثل بنجلاديش والسودان والدول التى تباع فيها المؤهلات الطبية كالهند والتجديد التلقائى لتعاقدات الأطباء بعد دفع الرشاوى والهدايا !! 7 - سوء مستوى التمريض حيث يتم التعاقد مع حديثى التخرج الذين يقبلون بالأجور المتدنية !! 8 - التحقيقات الشكلية والطويلة فى الأخطاء الطبية والتعويضات الهزيلة وعدم وجود عقوبات رادعة لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء !! 9 - سيطرة الشيعة وحلفاؤهم على مديريات الشئون الصحية والمستشفيات بالمنطقة الشرقية وتواجدهم المؤثر فى ديوان وزارة الصحة وبعض المديريات الآخرى كالرياض ونجران وغيرهما !! 10 - أصحاب شركات تشغيل المستشفيات من رجال الأعمال الذين لا هم لهم سوى تحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب دماء المواطنين وحياتهم وأرواحهم !! إن محاربة هذا الفساد والإهمال ممكن من خلال الخطوات التالية :- 1 - الإقالة الفورية لوزير الصحة وإختيار شخص من المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة الإدارية. 2 - إحالة اللصوص من كبار الأطباء داخل وزارة الصحة إلى التقاعد وتعيين آخرين من المشهود لهم بالكفاءة وحسن السمعة . 3 - فرض رقابة حقيقية على ميزانية وزارة الصحة وعلى ميزانية المستشفيات الحكومية وليكن ذلك عن طريق لجنة خاصة من الشخصيات العامة والمستقلة والنزيهة . 4 - إلغاء مشروع التشغيل الذاتى للمستشفيات بحيث تدار كافة المستشفيات الحكومية بمعرفة وزارة الصحة . 5 - إقالة مديرالهيئة السعودية للتخصصات الصحية ووضع شخصية نزيهة مكانه وإلغاء نظام ساعات العمل المعمول به الآن . 6 - التعاقد مع الأطباء والإستعانة بالخبراء من الدول المتقدمة فى المجال الطبى ووضع نظام جديد لتجديد تعاقدات الأطباء . 7 - التعاقد مع طواقم التمريض من الأشخاص ذوى الكفاءة والخبرة . 8 - وضع نظام جديد للتحقيقات فى الأخطاء الطبية بحيث تكون سريعة وحاسمة مع رفع مبلغ التعويضات ووجود عقوبات رادعة لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء . 9 - الإقالة الفورية للشيعة وحلفاؤهم العاملين فى ديوان وزارة الصحة والمديريات والمستشفيات التابعة لها وذلك بموجب مرسوم ملكى للمصلحة العليا للمملكة فى ذلك وتعيين بديلاً عنهم . 10 - وضع لجنة خاصة لإعداد وإدارة المناقصات داخل وزارة الصحة مع وضع لائحة سوداء من رجال الأعمال أصحاب الشركات المشبوهة وسيئة السمعة . وختاماً فنحن نناشد الشعب السعودى البطل صاحب الحضارة الضاربة فى عمق التاريخ والذى حكم العالم لقرون عديدة بكافة اطيافه من رجال ونساء وشباب وشيوخ - ونناشد بصفة خاصة أقارب شهداء الفساد والإهمال - أن يثأروا لدماء اقاربهم الطاهرة والزكية . ولتكن البداية عن طريق إرسال رسائل الجوالات والبلاك بيرى والإنترنت وغيرهما للمطالبة بالإقالة الفورية لوزير الصحة والمحاكمة العلنية والقصاص من المجرمين القتلة الذين تسببوا فى إزهاق آلاف الأرواح البريئة بدءاً من كبار أطباء وزارة الصحة ومروراً بأصحاب شركات تشغيل المستشفيات وإنتهاء بمدراء المستشفيات المعروفة للجميع بالفساد والإهمال وتتحدد الخطوات التالية بناءً على إستجابة المسئولين لمطالب المواطنين. بقلم أحمد العنزى