حدثتكم قبل أسبوع عن موقع لجينيات، وقد حاولت إنصاف الموقع قدر الإمكان وقلت يومها إن الموقع تطور مهنيا ولكن مشكلته تكمن في لغته العنيفة وتحاشيت القول بأن لغته (متطرفة)!، المهم أن القائمين على هذا الموقع تكرموا بإعادة نشر المقال وهذا دليل على قبولهم بالرأي الآخر وأشكرهم على هذا التفاعل الطيب، وقد لاحظت يوم أمس إبراز الموقع لمقال يرد صاحبه (الشيخ) عبد الرحمن الهرفي على ما كتبت بشكل أو بآخر وهذا حقه بالطبع، ولكنني صدمت بعنوان هذا المقال.. (لجينيات كعبة المجد)!. شعرت بالاشمئزاز من العنوان ولكنني حاولت إقناع نفسي بأن الكاتب قد خانه التعبير لأنه ربما يكون متأثرا بأغنية أم كلثوم: (بغداد يا قلعة الأسود .. يا كعبة المجد والخلود)، ولكنني حين قرأت المقال وجدت أن المسألة تخطت خيانة التعبير حيث يقول صاحبنا: (لم يعد لجينيات موقعا عاديا بل أصبح كعبة يحج إليها القريب والبعيد)!، بالله عليكم هل هذا كلام مقبول؟، كيف يقوم (شيخ) يدعي الدفاع عن الدين بتشبيه موقع إلكتروني بالكعبة التي يحج إليها القريب والبعيد؟!. بعد ذلك تفرغ الكاتب لتمجيد موقع لجينيات ومؤسسه (أبو لجين)، وهذا شأنه ووجهة نظره رغم الكمية الهائلة من المبالغة في حديثه الطويل العريض، ولكنه في كل سطر من ذلك المقال كان (يخبص) ويستخدم عبارات خطيرة بحق من ينتقدهم من شخصيات عامة أو مؤسسات ومن الأمثلة على ذلك قوله: (صحفنا المأجورة)!.. مأجورة لمن؟ ولأي جهة أو دولة؟.. هذا اتهام خطير جدا ولا أظن كاتب المقال يعي خطورة ما يقول!. كنت قد أشرت في مقالي السابق إلى أن مشكلة هذا الموقع تكمن في تورطه بتراث منتديات الإنترنت وأن القائمين عليه يجب أن يتخلصوا من هذا التراث المتخبط إذا كانوا يريدون أن يجعلوا من موقعهم وسيلة إعلامية مؤثرة ورصينة، فمنتديات الإنترنت (بتلم!) والكتابة مهنة معقدة وليس كل من وجد الطريق إلى فضاء الإنترنت يمكن أن يكون كاتبا، وقد صدق ما توقعته فصاحب مقولة (كعبة المجد) يعترف في مقاله المقزز هذا بأنه تعرف على (أبو لجين) في موقع الساحات الذي يعتبر واحدا من أشهر مواقع الإرهاب الفكري ومنتدى للشتامين والملتقى المفضل لأنصار تنظيم القاعدة!. عموما لقد لاحظت في ردود زوار لجينيات على مقالي السابق تركيز بعضهم على كلمة واحدة دون غيرها وهي (الاقصائية) في الصحافة السعودية، ويبدو أنهم حفظوا هذه الكلمة أخيرا لأنهم رددوها بكثرة!، وأنا هنا لا أدعي أن الصحافة السعودية مثالية فهي لا تخلو من العيوب، ولكنني متأكد أن السبب في عدم نشر مقالات البعض يكمن في عدم صلاحيتها للنشر وليس بسبب ما يحمله كتابها من آراء مختلفة، فحين يقول أحدهم: (كعبة المجد التي يحج إليها القريب والبعيد) ويقول آخر: (يا أبناء الخنازير) ويقول ثالث: (اللهم اهتك سترهم واقطع نسلهم وشل أركانهم) فإن الصحف ترفض نشر هذا الهراء ليس لأنها إقصائية بل لأنها تحترم نفسها وتحترم قراءها وتلتزم بقواعد واضحة للنشر، أما من لا يستطيع أن يعبر عن رأيه بعبارات نظيفة فبإمكانه أن يردد مثل هذا الكلام في الاستراحة أو في الشارع أو في منتديات الإنترنت الهابطة. وأخيرا، بكل صدق أنصح لجينيات بالاعتذار عن ما جاء في مقال (كعبة المجد) وأن ينقلوا هذا (الشيخ) من فريق الكتاب إلى فريق المعلقين، خصوصا أن بعضهم أكثر وعيا منه!.