ليس من عادتي التبرؤ من شيء كتبته ؟، وليس لدي أي مشكلة مع أي شخص يختلف معي بل أنني أستمتع حتى بالشتائم التي تطالني عبر شبكة الإنترنت وأعتبر ذلك شكلا من أشكال الدعاية المجانية، ولكن أشعر بالانزعاج حين ينسب لي شيء لم أكتبه وأستغرب في أحيان كثيرة بأنني لست المستهدف بعملية التلفيق بل الطرف الذي تمت مهاجمته عبر المقال الملفق، وللأسف الشديد كثير ما نسبت لي مقالات وأقوال لم تصدر عني من أشهرها مقال ركيك وعنصري يهاجم أهل القصيم نفيته في حينه، وفي بعض الأحيان يكون نصف المقال صحيح والبقية كلام ملفق مثل مقال نشرته هنا عن الموقف المتخاذل للفنان دريد لحام تجاه جرائم النظام السوري حيث نشرت بعض المواقع السورية المقال كاملا ثم أضافت له فقرة خصصت لمديح فنانين آخرين !. على أية حال التلفيق في مواقع ومنتديات الإنترنت أمر طبيعي وهو ضريبة يدفعها كل كاتب رأي، لذلك غالبا ما أتجاهل مثل هذه الأمور ولا أكلف نفسي حتى بنفيها، ولكن حين يأتي التلفيق من قبل وكالة أنباء عالمية عريقة عمرها أكثر من قرن فإن المسألة تستحق التوقف، حيث نشرت وكالة (يو. بي. أي) أمس تقريرا اختصرت فيه مقالي أمس في عكاظ ثم أضافت إليه دراسة وصفتها الوكالة بأنها (غير رسمية) تذكر أن نسبة الفقر في السعودية 60%، وبرغم أنني أرى أن هذه النسبة مبالغ فيها جدا إلا أنه لا يحق لي الاعتراض على الربط بين المقالة والدراسة لأن هذا الأمر يخصهم ولا يخصني، ولكن ما أذهلني أن الوكالة وضعت عنوانا للتقرير نصه: (الصحفي السعودي خلف الحربي يقول إن 60% من السعوديين تحت خط الفقر) !. من حق الوكالة العالمية أن تضع أي عنوان مثير لتقريرها ولكن ليس من حقها أن تضع عبارة (الصحفي السعودي خلف الحربي يقول) فهذا يذكرني بعبارة الفنان الراحل نظيم شعراوي حين قال لعادل إمام في مسرحية شاهد ماشافش حاجه: (ماقالشي يامفتري ) !!، وبإمكانكم أن تعودوا إلى المقال الذي نشر أمس في عكاظ والذي حمل عنوان (رشوا عليهم من التريليون) لتتأكدوا بأنني لم أتطرق إلى نسبة الفقر من قريب أو بعيد، وهذه ليست المرة الأولى التي تعرض وكالة أنباء أو وسيلة إعلام عالمية أو عربية ما كتبه العبد الفقير إلى الله بشكل مثير ولكن في كل المرات السابقة كانت المسألة تعتمد على اجتزاء فقرة أو سطر محدد من المقال بغرض الإثارة، وهذا أمر مشروع من الناحية المهنية ما لم يتم إخراج هذا السطر من سياقه، ولكن ما حدث في هذا التقرير هو أنه قولني مالم أقل بل أن ما جاء في ثنايا التقرير يتعارض مع العنوان. يوم أمس كنت كالعادة جالسا (مع نفسي) في مقهى هادئ أفكر في ثلاثة مواضيع (غثيثة) كي اختار واحدا منها ليكون موضوع مقال اليوم، وما أن تناولت أول رشفة من فنجان القهوة حتى بدأت تطاردني مكالمات الزميل سعيد آل منصور ليذكرني بأنني تأخرت كثيرا في إرسال مقال اليوم، وهو أمر يحدث يوميا حيث يكلمني سعيد يوميا ليقول العبارة المكررة (أخلص علينا يا أبو فهد ورانا أشغال.. والجريدة تبي تروح المطبعة)، اتجهت إلى الإنترنت كي أكتب المقال وأتخلص من إلحاح سعيد ولكن الشيطان وسوس لي بأن أدخل تويتر قليلا فسعيد بإمكانه أن يصبر قليلا والجريدة لن تطير. وفي تويتر نبهني أحد المتابعين إلى تقرير وكالة (يو بي أي) فوجدت في هذا الموضوع فرصة لكتابة مقال يخلصني من إلحاح سعيد ويوضح الصورة للجميع، صحيح أن هذا الموضوع لا يهم القراء الكرام ولكنه يهمني فأنا مهما كتبت وتذمرت وانتقدت لا أقبل بأن أكون وسيلة لتشويه صورة البلد بهذه الطريقة الفجة، بالمناسبة... قبل أن أخرج من تويتر نبهني متابع آخر إلى أن قناة الجزيرة عرضت التقرير فقلت: (خلاص.. رحنا فيها.. ما ينفع الكلام) !. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة