مثلما يفعل أصحاب المحلات في الأفلام المصرية حين يفتح الواحد منهم دكانه صباحا ويرش الماء أمام الدكان وهو يقول: (يا فتاح يا عليم.. يا رزاق يا كريم.. استعنا على الشقاء بالله)، فتحت جهاز الكمبيوتر المحمول (دكاني المتنقل)، وبدأت بقراءة الرسائل الواردة على الإيميل، وبالطبع كانت هناك وجبة صباحية من صديقنا (أبو عزيز) وهو أحد ناشطي الإنترنت وعدو الليبراليين ومن لف لفهم من التغريبيين والعلمانيين (سأحدثكم عن أبو عزيز فيما بعد فحكايته حكاية!)، المهم أن الوجبة الصباحية لأبو عزيز احتوت على مقالة للأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي صاحبة الروايات المثيرة: (ذاكرة الجسد، فوضى الحواس، عابر سرير)!. تناولت أكبر فنجان قهوة في العالم كي (أصحصح) وأطرد بقايا النوم من جفوني وأعدت قراءة الرسالة مرة أخرى، خصوصا أن مثل هذا الأمر يعد انحرافا خطيرا في مسيرة صديقنا (أبو عزيز) الذي لا يمكن أن يقبل حرفا من بدرية البشر أو حليمة مظفر أو حصة آل الشيخ أو رجاء الصانع فكيف يحتفي بمقال لأحلام مستغانمي التي تعد أبرز مؤلفة للروايات الجنسية في العالم العربي؟، قلت لنفسي: (عليه العوض ومنه العوض فيك ياشيخنا أبو عزيز)، ولكنني ما أن فتحت الرابط المرفق حتى صعقتني المفاجأة الكبرى فالمقال منشور في موقع (لجينيات) وهو من أشهر مواقع الإسلاميين!، فشعرت بأن شيئا ما غير طبيعي يحدث في هذا العالم: (أبو لجين وأحلام مستغانمي.. ما تجي)!. لا أستطيع أن أنكر بأن موقع لجينيات قد حقق تطورا مهنيا وفنيا واضحا في الفترة الأخيرة ولكن مشكلة هذا الموقع تكمن في لغته العنيفة التي تضر بأطروحات القائمين عليه وتقلل من مصداقيته، وقد يبدو الأمر غريبا لو قلت لكم بأنني لا أتفق غالبا مع ما يطرح في هذا الموقع من أفكار ولكنني أتمنى له النجاح والتوفيق لأنني أرى أن التعددية من صالح الوطن، بالتأكيد أنا أرفض بعض ما يرد في لجينيات من عبارات تكفيرية أو طائفية ولكنني أجد أن هذه العبارات هي من تراث منتديات الإنترنت وسيتجاوزها الموقع في يوم من الأيام إذا كان القائمون عليه يسعون فعلا لأن يجعلوا منه وسيلة إعلامية مؤثرة!. نعود إلى مقالة أحلام مستغانمي، فقد وجدت أنها مقالة أكثر من رائعة، انتقدت مستغانمي الأحوال البائسة في العالم العربي حيث تحتفي الدول والجماهير بالمطربين مثل الشاب خالد وتتجاهل المناضلين والأبطال مثل جميلة بوحيرد، وهي مقالة تنسجم مع أطروحات موقع لجينيات حتى لو كانت رواياتها مرفوضة من قبل كتاب الموقع وزواره، وهذا يعني أن ثمة نقطة التقاء بين البشر مهما اختلفت مذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية، فلماذا لا يبحث رواد هذا الموقع عن نقاط الالتقاء مع الكتاب المحليين حتى وإن اختلفوا معهم فكريا؟!، لماذا يسعون دائما إلى تقسيم البشر على طريقة جورج بوش: (إذا لم تكن معي فأنت ضدي)؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة