فانتازيا سياسية ميرغني معتصم ويل للعالم إذا تململ الساموراي، ويل له إن غسل يديه من المتعهد به والمتفق عليه، ويل له إن ألغى العمل بفقرة في الدستور الياباني الصادر عام 1946 وثناياها: «تنبذ اليابان سياسات القوة بعدم لجوئها مستقبلا إلى الحرب كحق من حقوق سيادة الدولة، فضلا عن امتناعها عن استخدام القوة أو التهديد بها بغية تسوية منازعاتها الخارجية»، ما يقف بالحيلولة دون حيازتها لقوات مسلحة بتشكيلاتها الثلاث البرية، الجوية والبحرية. ماذا لو تحول مفهوم الحرب عندهم إلى الجمع بين أختي التفوق التكنولوجي والعسكري؟. ضربت بيرل هاربور بال «كاميكازي»، .. ضربت بيرل هاربور وكانت تمثل المناعة الرمزية لقوة أمريكا العسكرية في الشرق، قوة وجب أن تكون معززة بنصر متألق في جنوب شرق آسيا، فكان العكس. تلعثم العالم، وفقد لأيام أو أسابيع قبضته على رباطة جأشه، القلق زحف إلى بهجة حياة كاليفورنيا، هوليوود فقدت فجأة ثقتها بنفسها، ولم تكن على يقين بأنها تستطيع تصوير الأوهام نفسها، والأساطير، وصور التفوق الافتراضي كما ذي قبل. إن أصبحت أمريكا ضميرا واعيا ولاواعيا، مرجعا إدراكيا وعاطفيا، لأكثر الناس الذين يعيشون في العالم الغربي، عدا كونها مركز القوة، الثروة، المعلومات، قد كانت أيضا مصدر مجموع القيم الأساسية: الحرية، الروح التجارية، صنمية الشخصية الإنسانية، أفكار ومبادئ جديدة، حركات وأنماط حياة، وفجأة، يتحطم هذا المحور الرمزي لعالمنا، ويظهر فراغ مخيف، حتى ولو لأيام أو أسابيع في هاربور قبل هيروشيما أو ناجازاكي، حيث ولد الحقد التاريخي في النفس اليابانية. هبطت قلوب أحفاد الساموراي، وبدا واضحا أنهم، كارتداد نفسي، سيعودون إلى نقطة ثابتة في النفس البشرية لتتشبث بها، على الرغم من تناقضاتها الداخلية، وعلامات الاستفهام حول مستقبلها. الخسارة في الحرب العالمية الثانية، كانت تجربة مخيفة لمئات ملايين الناس في اليابان، لكن على الرغم من التأثير المزعج لهذه الخسارة، لم توضح بشكل كامل شدة الصدمة التي عانى منها الناس بعد القنبلتين، ويبدو أن إرهاصاتها قد بدأت تحت الرماد بعد تصريح لسياسي ياباني مخضرم متسائلا عبره: إلى متى، ونحن أحفاد الساموراي؟. ليس حقيقة أن تغيير أسماء الأمكنة، انقلاب على ذاكرتها. وفي الأطلس الياباني، الناحي بنفسه إلى مضاهاة التفوق، في ماضيه السابق خصائص صيرورته اللاحقة، ومن مستحدث الحال يمكن وضع فانتازيا سياسية تصور نهوضا يابانيا عسكريا يضع القوة الأعظم على محك المارد الثاني القادم من الشرق. عصف من هذا ممكن، إن كان هناك في الشرق الأدنى من لايؤمن بمبدأ الاتفاقيات أصلا، فلم المكيالين؟.