بيننا من لا يهتم سوى بمصلحته الشخصية، يريد مالاً سهلاً، من أي نوع. هذه الفئة من البشر لا يهمها نظافة المصدر ولا النتائج على الآخرين والمجتمع، مثل أولئك ينتهزون ثغرات تداخل صلاحيات بين أجهزة حكومية وضبابية أنظمة نشاطات مختلفة. تنشأ نشاطات «تجارية» بسلبياتها، وبعد انتشارها، تأتي مسألة تنظيمها ببطء، وعند محاولة التطبيق تصطدم بمصالح بنيت على عجل بطريقة الخرسانة المسبقة الصنع. ظهرت خدمة المسّاج في السعودية في الفنادق ثم انتشرت بشكل كبير في صالونات الحلاقة، لم يظهر تنظيم سريع وواضح لها لتنتشر في الأندية الرياضية الخاصة، ثم ظهرت تحت يافطة «العلاج الطبيعي»، النشاط الذي كان ملحقاً أصبح نشاطاً رئيسياً والإعلانات عنه في الصحف يومياً. الإهمال التنظيمي والرقابي لهذا النشاط له آثار سلبية خطيرة، أخلاقياً وصحياً وعلاجياً، وليس في هذا الطرح مطالبة بإقفال هذه الأنشطة، هذا ليس حلاً، بل في تنظيمها وتنظيفها، بدلاً من تلك السراديب و «الدعاسيق» المنتشرة الآن في مواقع عدة بينها فنادق؟ أو دكاكين حُولت على عجل إلى غرف مقفلة. وزارة الصحة السعودية نشطت أخيراً في التوعية بمرض الايدز والتعامل مع المصابين به، هل تعلم وزارة الصحة انها وهي ترخص لمراكز تسمى «علاج طبيعي» يمكن ان تساهم في انتشار الايدز! هل فحصت الصحة أوضاع تلك المراكز والعاملين فيها؟ الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي ترخص للأندية الرياضية الخاصة وملاحق لها للمساج والاسترخاء، هل تعلم انها تسهل الانحرافات الاخلاقية بحجة تشجيع الاستثمار الرياضي؟ قبل أسبوعين نشرت «الحياة» عن قضية ممارسات شاذة تتم في موقع ملحق بفندق، وقبلها اكتشفت الأمانة صالوناً ملحقاً بشقة جانبية مجهزة بغرفة نوم. الأسبوع الماضي اتصل أحد القراء فزعاً وهو يروي ما شاهده في غرف المساج بأحد الفنادق، وعدد المرتادين من المراهقين، أليس هذا أمراً خطيراً ومقلقاً؟ لست أعلم كيف يتم السماح باستقدام عمالة ظهرت عليها علامات الشذوذ والانحراف؟ العجيب ان الصحة ومستشفيات حكومية أخرى مسؤولة عن استقدام بعض هؤلاء! في الجانب العلاجي، هناك أخطار من عدم كفاءة عاملين في العلاج الطبيعي، لا أسهل من إلحاق الضرر بالمرضى، مع ضعف مراقبة واستغلال بعض من الناس نفوذهم في تشغيل -خاص- لممرضين او معالجين يعملون صباحاً في جهات حكومية. ما الذي يمنع جهات حكومية من الاجتماع لتنظيم هذه الأنشطة بشكل يقي المجتمع وشبابه خطر الانحراف والأمراض والأخطاء العلاجية؟ أليست أهمية ذلك تسبق بمراحل ندوات التوعية وطباعة البروشورات - كاتب صحفي بجريدة الحياة