رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية اليوم / المؤتمر العالمي السعودي الأمريكي الأول لأمراض السرطان / الذي تنظمه جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية ومستشفى الملك فهد التخصصي بالتعاون مع جمعية السرطان الأمريكية "الآسكو" ومركز رازوال بارك للسرطان وذلك بفندق شيراتون بالدمام ويستمر ليومين . وقد بدأ الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة بالقرآن الكريم , ثم ألقى رئيس جمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية عبدالعزيز بن علي التركي كلمة أكد فيها ضرورة تكثيف العمل لمكافحة هذا المرض وذلك من خلال البحث والتكاتف والتشارك مع جهات ذات اختصاص ولها باع طويل في متابعة المرض , مشيراً إلى أن هذا التعاون مع أول مركز متخصص في الأورام منذ عام 1889م في أمريكا إلى جانب جمعية السرطان الأمريكية " أسكو " التي تأسست عام 1964م والتي تعد الجمعية الأولى في معالجة السرطان جاء لمصلحة المرضى في المملكة ودول الخليج والعالم العربي , مشيداً بالتطورات الطبية التي يشهدها القطاع الصحي في المملكة الأمر الذي منح هذا المؤتمر عدد " 15 " ساعة تدريبية . ومن جانبه أوضح رئيس العلاقات الدولية بمستشفى رازول بارك الدكتور يوسف رستم أن انتشار سرطان الثدي قد يكون بسبب أنواع الهرمونات التي تتناولها النساء في المملكة , كما أن للتركيبات الجينية أسباب تختلف من دولة لأخرى , مفيدا أن أكثر المنشورات الموجهة لمرضى السرطان باللغة العربية لم ترتقي بالمستوى المطلوب كما أنها لم تلامس حاجة أكثر من 300 مليون مواطن عربي . بعد ذلك ألقى رئيس جمعية السرطان الأمريكية الدكتور دوغلاس بليني كلمة بين فيها أن من أسباب زيادة انتشار مرض السرطان في المملكة يعود إلى انتشار ظاهرة التدخين حيث أن مادة النيكوتين تعد من المواد التي تسرع بانتشار الخلايا السرطانية في الجسم ويصعب السيطرة عليها , مشيرا إلى أن 60% من الحالات التي يتم اكتشافها في المملكة تشخص في المرحلة الرابعة وهذا أمر يستحيل معه الحد من انتشار المرض أو القضاء عليه . وفي ذات السياق قال رئيس المؤتمر واستشاري الأورام بمستشفي الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور حافظ حلواني أن ورشات العمل ستركز على أحدث ما توصل إليه العلم في مجال جراحة الأورام وكذلك أحدث الاكتشافات المتعلقة بالعلاج الكيماوي والبيولوجي في أنواع السرطانات . إثر ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز كلمة قال فيها // يسرني في هذا اليوم المبارك أن أرحب بكم في هذه المناسبة العلمية المتميزة حيث نحتفل بافتتاح أعمال المؤتمر العالمي عن أمراض السرطان ، وإننا نفتخر بأن تكون المنطقة الشرقية هي المحطة الأولى لانطلاق هذا المؤتمر // ، متمنياً سموه التوفيق للمشاركين والباحثين والوصول إلى نتائج مثمرة تحقق الخدمة الطبية المتميزة. وأكد سموه أن المملكة تشهد تطورا كبيرا وواضحا في المجال الصحي بمختلف مجالاته ، وأصبحت تنافس اليوم دول العالم في معالجة الأمراض الخطيرة وغيرها بفضل الله ثم بما توفر لها من إمكانيات كبيرة ومستشفيات متخصصة ومدن طبية في مختلف مناطق المملكة ، والعمل على تأهيل وتخريج الكوادر الطبية السعودية التي أثبتت نجاحها وتميزها في ظل ما يحظى به القطاع الصحي من دعم واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله . وعبر سموه عن فخره واعتزازه بوجود صرح طبي متميز كمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وبوجود مؤسسة اجتماعية كجمعية السرطان السعودية حيث استطاع هاذان الصرحان الوصول الى هذا المستوى العالمي المشرف الذي مكنهم من استضافة الاستشاريين في هذا المجال وهو يؤكد الدعم والرعاية من ولاة الامر - حفظهم الله- لإيمانهم بأهمية العلم والعلماء والسعي لوضع المملكة على خارطة الدول المتقدمة في جميع المجالات العلمية بمشيئة الله . وأكد سموه أن الإمارة لن تتهاون في محاسبة أي محل مخالف تسبب في حالات تسمم وسينال جزاءه وسنصدر قرارات حاسمة لمعاقبة المتسبب والمهمل في الصحة العامة , فالأمن الصحي والحفاظ على الصحة العامة للناس من أهم أولويات الإمارة والجهات ذات العلاقة وسنتابع مع الجهات المختصة تنفيذ الأوامر والقرارات بهذا الصدد . وشكر سموه في ختام كلمته رئيس مجلس إدارة جمعية السرطان السعودية عبدالعزيز التركي ومنسوبي الجمعية ومدير مستشفى الملك فهد التخصصي خالد الشيباني والدكتور دوجلاس بليني والدكتور يوسف رستم والقائمين على هذا المؤتمر على جهودهم الطيبة ، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ الجميع وأن يبارك في الجهود وأن يحقق ما نطمح إليه للوصول إلى رفع مستوى الوعي بهذا المرض ورعاية المصابين به . بعد ذلك كرم سموه الداعمين والمشاركين في المؤتمر , ثم تسلم سموه درعين تذكاريين بهذه المناسبة . يذكر أنه سيعقد على هامش المؤتمر غدا ورشتي عمل تتعلق بأحدث ما توصل إليه العلم في مجال التمريض المتخصص بمرضي السرطان وورشة عمل للصيادلة من مختلف مستشفيات علاج السرطان بالمملكة , وسيتم إصدار توصيات في ختام المؤتمر لبحث كيفية التعاون بين مراكز علاج السرطان في المملكة والولايات المتحدة في مجال أبحاث هذه الأورام والكشف المبكر والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال . وكان مختصون عالميون في أمراض السرطان طالبوا اليوم خلال جلسات عمل المؤتمر ببناء شركات استراتيجية مع الدول العربية للحيلولة دون تزايد أعداد حالات الإصابة بمرض السرطان من خلال تبادل الدراسات والبحوث . وأكدوا ضرورة فتح مجال البحث بين مراكز علاج السرطان في أمريكا والمملكة والتركيز على سرطان القولون والرئة والثدي للنساء لأن هذه السرطانات تمثل أكثر من 50% من أنواع السرطانات المنتشرة في دول الخليج بما فيها المملكة .