افتتح معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس أمس ,اللقاء السنوي للباحثين في موسم رمضان المبارك الذي نظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بمشاركة الجهات ذات العلاقة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف بحضور وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور ثامر بن حمدان الحربي ووكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي ووكيل وزارة الحج لشؤون التخطيط والتطوير الدكتور محمد سمسم ومستشار وزير الحج حاتم قاضي وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عاطف بن حسين أصغر وذلك بالخيمة البحثية بمقر المعهد في فرع الجامعة بالعزيزية . وبدأ الحفل الخطابي بتلاوة آيات من القرآن الكريم بعدها ألقى عميد المعهد الدكتور عاطف بن حسين اصغر كلمة , مبينًا أن المعهد يتشرف بأن يكون الجهة البحثية المتخصصة في مجالات الحج والعمرة والزيارة ،وأن يعمل بجانب الجهات التنفيذية لتحقيق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله نحو تقديم أرقى الخدمات وتذليل العقبات لضيوف الرحمن كافة ، مشيراً إلى أنه من هذا المنطلق وسعياً لمزيد من الإتقان والجودة في تقديم الدراسات المتميزة عقد المعهد منذ مطلع هذا العام العديد من ورش العمل وحلقات النقاش واللقاءات المتخصصة بمشاركة ممثلي الجهات الحكومية للإطلاع على الدراسات والأبحاث وإبداء المرئيات نحوها وذلك للجمع بين البحث العملي والتطبيق الميداني في جهود تتكامل للوصول إلى خدمات متميزة لضيوف الرحمن تبنى على أسس علمية ودراسات متعمقة وخبرات ميدانية متخصصة . وقال الدكتور أصغر أن المعهد يجري خلال موسم رمضان لهذا العام 35 دراسة وبرنامج يشترك فيها جميع أقسام المعهد المتمثلة في المجالات الإدارية والإنسانية والبيئية والصحية والهندسية والعمرانية والإعلامية والمعلوماتية ،مؤكداً إلى أن طيبة الطيبة قد حظيت بعدد من الدراسات خلال هذا الموسم يتركز معظمها على دراسة الخدمات المقدمة في المسجد النبوي والمنطقة المركزية تقييماً وتطويراً مثل أمكانية إنشاء حضانة أطفال ،وتطوير دليل إرشادي للرموز الأكثر فعالية ،وتطوير خدمة سقيا زمزم ،وتنظيم إلية البيع حول المسجد النبوي الشريف ، بالإضافة إلى دراسة معدل النفايات الصلبة في مساكن الزوار ، لافتاً إلى أنه تم تعميد المعهد من اللجنة الفنية لمشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - لتوسعة المسجد النبوي بإجراء دراسة إحصائية لخصائص مرتادي الحرم النبوي ومناطق الجذب بالمدينةالمنورة. وأضاف الدكتور أصغر أن المعهد يقوم بالعديد من الدراسات بمكةالمكرمة والمسجد الحرام تضمنت احتياجات المعتكفين والترجمة وتابعة حركة الحشود والتطبيقات الحديثة في مجال النقل وتقدير معدلات تضخم الأسعار بالإضافة إلى دراسات تغذية الإعداد الكبيرة والمنشآت الغذائية ،والأثر الصحي للمتغيرات المناخية وبنا منظومة تفاعلية لقياس مستوى المرافق والخدمات بالحج والعمرة والزيارة ،مشيراً إلى أن المعهد يسعى سنوياً إلى تطوير منظومة معلوماتية متكاملة لدعم وحركة الحشود في أوقات الذروة . وأوضح أن المعهد حظي هذا العام بثقة العديد من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بالحج والعمرة والزيارة ،مفيداً أنه يقوم بإجراء عدد من الدراسات والأبحاث بتوجيه من لجنة الحج العليا وأمارة منطقة مكةالمكرمة وأمارة منطقة المدينةالمنورة ،بالإضافة إلى تلقيه عدداً من طلبات الأبحاث والاستشارات من الجهات ذات العلاقة في الحج والعمرة والزيارة مشيرًا أنه تم التعاقد مع المعهد لإجراء عدداً من الدراسات المدعومة كالدراسة الإحصائية لخصائص مرتادي المسجد النبوي ، وإدارة الحشود والنقل في الفروع الجديدة لإحدى الشركات الغذائية ، كما تم مؤخراً توقيع عقد مع معهد الإبداع وريادة الإعمال لتقديم مخرجات ابتكاريه متعلقة بالحج والعمرة والزيارة مبنية على البحث العلمي. بعد ذلك بدأ عرض البرنامج العلمي للقاء باستعراض دراسة "مؤشرات مرافق وخدمات الحج والعمرة" التي قدمها الباحث بقسم المعلومات والخدمات العلمية الدكتور سامي بن ياسين برهمين ، ودراسة " غازات الاحتباس الحراري بمكة " المقدمة من الباحث بقسم البيئية والصحية الدكتور عصام مرسي ،ودراسة " تطوير برنامج الترجمة في المسجد الحرام " التي قدمها الباحث بقسم البحوث الإدارية والإنسانية الدكتور رمزي الزهراني ،ودراسة الدليل الإرشادي للأشكال والرموز الأكثر فاعلية في المسجد النبوي " المقدمة من الباحث بقسم الشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله فوده ، بالإضافة إلى دراسة " متابعة حركة الحشود في المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك" والتي قدمها الباحث بقسم البحوث العمرانية والهندسية الدكتور محمد إدريس . بعدها ألقى معالي مدير الجامعة كلمة أبرز فيها مكانة مكةالمكرمة والصفات التي خص الله عز وجل بها هذه البقعة الطاهر على سائر بقاع الأرض إلى جانب المكانة الإسلامية العظيمة التي احتلتها وتحتلها مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ( المدينةالمنورة )، مؤكدا أن المملكة ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - لهذه الدولة الفتية ومن بعده أبناءه البررة، سخرت كافةَ الإمكاناتِ الماليةِ والبشريةِ والتقنيةِ للنهوضِ والازدهارِ والتنميةِ لكافةِ مرافقِ المدينتينِ المقدستينِ وخدمة قاصديهما من حجاج وعمار وزوار، ولتظل هذه البقاع الطاهرة المباركة رمزاً لهذا الإشراقِ الحضاريِ والحياةِ العلميةِ النابضةِ بالنشاطِ في التعليمِ والدراساتِ والإبداعِ والريادةِ الذي يُستمد ويُلهم من شرفِ المكانِ والزمانِ ناهيك عن المخدومِ وفدِ الرحمنِ وضيوفهِ . وأوضح معاليه أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى جاء ليكونَ الكيانَ والصرحَ الذي قاد دفةَ التطويرِ بجهودِ باحثيهِ وفق إستراتيجيةِ وإتقانِ ورؤية ثاقبةِ لقادة هذه البلاد - وفقهم الله - للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لملايين الحجاج والمعتمرين والزائرين الذين يفدون إلى الديار مقدسة كل عام، مشيرا إلى الدور الذي قدمه المعهد على مدى أربعة عقود من الزمنِ وإسهاماته في مجالاتٌ متعددةٌ كانَ نَتَاجَ ذلك العديدُ من المشاريعِ والمبادراتِ والاستشارات التي أحدثت نقلةً نوعيةً في منظومةِ الحجِ والعمرةِ والزيارةِ شملت الهندسةِ والعمارةِ والنقلِ، والإعلامِ والتوعيةِ والإرشادِ ، والإدارةِ والاجتماعِ والاقتصادِ والصحةِ والبيئةِ والتغذيةِ ، وتقنيةِ المعلوماتِ، وبين أن دراسات المعهد وانجازاته حازت قبولا وانتشارا واسعا لدى الكثير من الجهات المعنية بهذا الشأن وعالجت العديد من القضايا المختلفة فيما يتعلق بخدمات الحج والعمرة من خلالِ ورشِ العملِ والملتقياتِ العلميةِ التي نظمها المعهد والبحوث والدراسات الميدانية التي قدمها بمشاركة علماء وباحثون متخصصون في تلك المجالات وعبر اللجانِ المتعددةِ التي شكلت لصياغة التوصيات وحبكِ الآليات وصولاً لصنع القرارات. وفي ختام كلمته توجه بعد شكر الله تبارك وتعالى بالشكر لولاة الأمر في هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - سمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد ، ولسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة ، ولمعالي وزير التعليم ، كما شكر معاليه القائمين على المعهد من باحثين وإداريين، وفي ختام اللقاء قدم عميد المعهد هدية تذكارية لمعالي مدير الجامعة .