ينتهج 15 مختصاً يعملون في المركز الوطني لاستشارات الإدمان "الرشيد" لمدة 14 ساعة في اليوم، على مبدأ السرية التامة في المكالمات التي يتلقونها يومياً لأسر تطلب إستشارة أو توجيه أو طلب نقل قسري لمدمن مخدرات. ويعد المركز الوطني لاستشارت الإدمان"الرشيد" من المراكز التي تقدم خدماتها عبر الهاتف، وانشىء المركز بمقر الأمانة العامة للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، بتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ، لتلقي الاستشارات حول المواد المخدرة والمؤثرات والعقلية, ومباشرة طلب التدخل لمساعدة الأسر المتضررة من مريض الإدمان وتقديم العلاج القسري له بتحويله للمؤسسات العلاجية المتخصصة داخل المملكة. وتكمن أهميه المركز أنه يسهم في مواجهة تعاطي وإدمان المخدرات والمؤثرات العقلية المهددة للشباب وأسرهم ومجتمعهم، التي غالباً ما يكون سبب إحجام المدمن أو أسرته عن طلب العلاج وجود مخاوف من مسائلة أو ملاحقة قانونية أو عدم سيطرة الأسرة على المريض المدمن ورفضه للعلاج، مما يجعل هناك خطورة على نفسه أولاً وعلى أسرته ثانياً، وهو ما توجب على ضوءه إنشاء المركز لتقديم الاستشارات والتدخل السريع للحالات التي تتطلب ذلك، ويقوم المركز بحلقه الوصل بين المدمن وأسرتة والجهات العلاجية. وقال مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بالمركز علي الشيباني: يقوم عملنا على تقديم الاستشارات والإرشاد والتوجيه ومقابلات الحالات التي تتطلب جلسات تعديل السلوك المبني على الأسس المهنية للمساعدة في وقاية أفراد المجتمع من آثار الاضطرابات الإدمانية والمشكلات المتعلقة بها, مع التدخل الإرشادي لمساعدة طالبي الخدمة في تجاوز مشكلاتهم على أسس علمية مدروسة, مع خدمة التدخل السريع للعلاج القسري للأسر الطالبة للمساعدة في علاج مريضهم ونقله للمصحات العلاجية بسرية تامة". وحول الإجراءات التي يتخذها المركز لتعزيز ثقة المتصلين، وطمأنتهم على سرية التعامل معهم، قال الشيباني " المركز يخضع لمتابعة من أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشئون الوقائية عبدالإله بن محمد الشريف ، حيث يحرص المركز على انتهاج مبدأ السرية التامة مع الاتصالات التي ترد للمركز، ورفع أعلى درجات الاهتمام بالمتصلين ونيل ثقتهم وتطمينهم بسرية جميع المعلومات التي يكشفون عنها". وأشار مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية بالمركز إلى أن المركز يسعى لتحقيق 15 هدفاً خدمياً منها، تعزيز دافعية المدمن نحو العلاج، وتقديم النصح والإرشاد لأسرة المدمن وتزويدها بأفضل الطرق التي ينبغي اتبعاها لاحتوائه التي من شأنها الدفع به نحو العلاج، وتجنب سلوكياته المؤذية، وتقديم معلومات كاملة عن الإجراءات التي ينبغي على الأسر إتباعها لعلاج أفرادها، وتقديم المساعده في نقل المرضى لمستشفيات الأمل قسراً وبسرية تامة. ومن الأهداف التي يسعى المركز إليها تقديم معلومات كافية لكل من يرغب في الحصول على معلومات حول مخاطر وآثار تعاطي المواد المسببة للإدمان، وتقديم معلومات متخصصة للأخصائي غير المتخصص في مجال الإدمان الذي يرغب في الحصول على معلومات وإرشادات متخصصة في كيفية توجيه المدمن وإرشاد أسرته، وتقديم معلومات متخصصة عن مضار المخدرات وآثارها على المدمن وأسرته وزرع قناعات صحيحة بديلة لديه, فضلا عن إرشاده لخطوات العلاج. كما يهدف المركز إلى مساعدة المدمن على التصرف السليم واتخاذ القرار الحكيم الذي يجنبه مزيداً من التعاطي، والتحويل للمراكز المتخصصة كالمراكز العلاجية والعيادات النفسية، الإبلاغ عن حالات العنف التي تتطلب تدخلات لازمة، مساعدة الأسر المتضررة من إعتداءات مريضها المدمن ورفضه للعلاج، والإرشاد إلى المؤسسات المتخصصة في العلاج والتأهيل، إضافة إلى تقديم الحلول المثلى للمشكلات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والقانونية، التي تواجه الحالة أو أسرة الحالة. وأشار مدير إدارة البرامج العلاجية والتأهيلية والمشرف العام على المركز الوطني لإستشارات الادمان (الرشيد)، إلى أن المركز يعد بمثابة المرجع المتخصص للمرشد الطلابي الذي يوجد لديه حالات طلابية يتعاطون أو يوجد لديهم آباء أو أقارب يتعاطون، وتقديم الحلول المناسبة لمديري العمل ومراقبي سلوكيات العاملين والموظفين عند تعاملهم مع مثل تلك الحالات. وأوضح الشيباني أن سياسات المركز تنطلق في تقديم خدماته للمجتمع معتمداً على عدد من الأسس من بينها: أهمية الاحتواء المبكر لحالات التعاطي (قبل وصولها لمرحلة الإدمان) وتوجيهها وفقاً للمنهج الصحيح نحو مرحلة العلاج، وأهمية تبصير الأسر بالطرق الملائمة للتعامل مع حالات الإدمان وكيفية احتوائها وتشجيعها على الدخول في مرحلة العلاج، وضرورة تقديم المعلومات المتخصصة لكل من المتخصصين في مجال الاستشارات الاجتماعية والأسرية والنفسية، لكي ينطلق تعاملهم مع الحالات التي تخضع للدراسة من منظور خبير متخصص. وقال " إننا نضع في الحسبان اعتبار الأسرة هي الفاعل الأول في عملية العلاج والإقلاع عن تعاطي المخدرات ومن ثم تأتي أهمية التواصل معها وإرشادها بالطرق السليمة لمزيد من فاعلية العلاج والاحتواء لحالات التعاطي والإدمان"، مؤكدا أن المركز يتبني السياسات الاستشارية الفاعلة والحديثة والهادفة لإيجاد مجتمع أكثر حصانة وفاعلية خلال مواجهته مع ظاهرة المخدرات، ومساعدة الأسر المتضررة من مريضها المدمن ورفضه للعلاج بتحويله للعلاج القصري في المصحات العلاجية المتخصصة، وتكوين الوعي الصحي والثقافي بأضرار المخدرات وتقديم معلومات عن المركز إعلامياً. من جهتهم، أكد الاخصائيين في المركز عبدالرحمن الدخيل واسامه اليوسف، على الدور الذي يقوم به المركز الوطني لإستشارات الادمان (الرشيد) في مجال تقديم الاستشارات والمساعدة للأسر أو الأشخاص الذين يحتاجون إليها، مشيرين إلى أنهم وجميع المختصين في المركز يسعون إلى مساعدة الناس للتصدي للمخدرات أو التخلص منها.