** أن تشمل البطالة حتى الأطباء والمهندسين والمحامين .. فإن ذلك أمر لا يمكن القبول به أو السكوت عليه من قبل الوطن وأهله.. وعلى وزارة الخدمة المدنية.. ووزارة العمل.. بل وأجهزة الدولة بكل من فيها وما فيها..ان تتحمل مسؤوليتها بالكامل تجاه هذا الوضع المستغرب بشدة.. ** فما كتبه الأخ الدكتور عبدالله صادق دحلان في جريدة الوطن بعددها الصادر يوم الأحد الماضي.. عن وجود بطالة بين الأطباء حديثي التخرج من الجامعات السعودية أو الأجنبية.. هو مظهر خطير.. من مظاهر سوء التخطيط.. وعجز الإدارة .. وعدم المسؤولية أيضاً.. ** ولقد نبهت كثيراً من خطورة هذا الوضع .. وقلت ان كليات الطب بجامعات المملكة تخرج سنوياً المئات من الأطباء والطبيبات المتميزين والمتميزات .. وتلفظهم إلى المجتمع يهيمون على وجوههم فرادى وجماعات دون وجهة وظيفية محددة لهم.. وقلت إن (3) من بين كل ألف خريج وخريجة فقط يجدون فرصتهم للحصول على وظيفة معيد بهذه الجامعات لكي يواصلوا دراساتهم العليا ويكملوا مشوارهم.. نظراً لمحدودية عدد وظائف الإعادة بهذه الجامعات وهو عدد لا يتفق مع طموحات الجامعات نفسها ولا يراعي احتياجات التوسع في هذا النوع من الدراسات بالجامعات الجديدة أيضاً.. ** وهكذا يواجه الخريجون والخريجات من الأطباء والطبيبات أول صدمة عنيفة بعد تخرجهم مباشرة.. وبالذات حين تكون طموحاتهم في الالتحاق ببرامج الزمالة في الخارج فلا يجدونها.. وتكون أحلامهم عريضة لمواصلة مسيرتهم والحصول على أعلى المراتب والدرجات العلمية من أعظم الجامعات والمؤسسات الطبية في هذا العالم.. ** صحيح ان برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعطي اولوية مطلقة لابتعاث الاطباء المتخرجين حديثاً إلى الخارج لاستكمال تحصيلهم العلمي هناك.. بل ويعطي الفرصة لخريجي الثانوية العامة المقبولين لدراسة الطب ويلحقهم بأرقى الجامعات في العالم.. ** غير ان الأكثر صحة هو .. انه حتى بعد تخرج هؤلاء الأطباء فإنهم لا يعرفون إلى أين يتجهون .. ولا أين سوف يعملون .. ولا كيف سيجدون فرصهم الوظيفية المستثمرة لكفاحهم العلمي الطويل حتى مع وجود بعض العروض المتناثرة.. والعابرة لهم.. ** وما أتمناه الآن هو .. ان يتحقق الآتي: أولاً : ان تحصل الجامعات على اكبر عدد ممكن من وظائف (المعيدية) في كل تخصص ولاسيما في المجال الطبي والمجالات العلمية المهمة.. وأن تحتفظ بالمتميزين منهم فيها.. ثانياً : ان يتم استيعاب وزارة الصحة لعدد وافر من هؤلاء الخريجين وأن تلحقهم بملاكها فور تخرجهم وتعمل على ابتعاث البعض إلى الخارج على حسابها.. أو ان تتيح لهم فرصة الحصول على الزمالة السعودية وإكمال تحصيلهم العلمي في الداخل ولا تسمح بتسرب الكثيرين منهم بعيداً عنها. ثالثاً : ان تستوعب كل من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والحرس الوطني والمستشفى التخصصي بالرياض وجدة اعداداً أخرى وتعينهم على وظائف أطباء فور تخرجهم وتمكنهم من إكمال تأهيلهم العلمي حتى النهاية.. رابعاً : ان يتم التنسيق مع جميع المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة سلفاً لاستيعاب اعداد أخرى من هؤلاء الخريجين وبنسبة عالية من إجمالي احتياجاتها الكلية على ان تتعهدهم بالرعاية وتمكنهم من مواصلة تحصيلهم العلمي والانخراط في الخدمة بها بعد ذلك.. ** على ان هذه الخطوات وغيرها لابد وان تكون ضمن خطة شاملة ومدروسة ومتكاملة.. ويجري تنفيذها قبل ستة شهور من تخرج الدفعات الجديدة من خريجي الكليات الطبية المختلفة.. ** وبدون هذا .. فإن ما حذر منه الأخ عبدالله دحلان وسواه سيتحول إلى كارثة لا يجب السماح بوقوعها في بلد فيه الخير الكثير.. ولاينقصه إلا حُسن التخطيط .. وروح المبادرة.. واستباق الحدث.. والله المستعان. *** ضمير مستتر: **(لاشيء يهز كيانات الدول والمجتمعات مثل الإهمال.. والتراخي.. وقصر النظر.. وبطء التنفيذ).