نشأت ونمت بحيرة المسك شرق محافظة جدة على شرق الخط السريع – بمحاذاة طريق هدى الشام – الممتد من كوبري بريمان باتجاه مكةالمكرمة وتبعد عن حي الصفا 17 كيلومترا بجهود 800 صهريج تصب يوميا مياه الصرف الصحي فيها قادمة من كل حدب وصوب وزاد العدد ليتجاوز 1400 صهريج حاليا، ويوما بعد يوم اتسعت مساحة تلك... البحيرة وتحولت إلى ما يشبه البحر الميت باتساعه ولكنها سوداء اللون وتمتد رائحتها الكريهة في الجو على بعد خمسة كيلو مترات. وأشارت دراسات قامت بها هيئة المساحة الجيولوجية إلى أن سطح تلك البحيرة ارتفع إلى 125 مترا فوق مستوى سطح البحر وباتت تحجز نحو 17 إلى 19 مليون متر مكعب من المياه الآسنة نتيجة التفريغ اليومي المتكرر لذلك العدد الهائل من صهاريج مياه الصرف والمجاري فيها بعمق يصل إلى 7 أمتار في بعض المواقع، وقد سدت أطرافها بالرمل للمحافظة على مخزونها في المساحة المحدودة التي من الممكن أن تفيض وتتسبب في انهيار أي جزء منها وتدفق مياهها نحو الأحياء القريبة منها وحدوث الكارثة. ولقد راقبت هيئة المساحة هذه البحيرة ووضعها مع الزيادة في مخزون المياه التي تشكل خطرا كبيرا على مدينة جدة، وبدأت في متابعة التغيرات الديناميكية في الموقع وأوصت بضرورة حماية المدينة من الملوثات الجوفية والسطحية عن طريق إنشاء سد رئيسي في مدخل وادى العصلاء لمنع دخول المياه الجوفية الملوثة إلى داخل جدة. وأشار تقرير إلى أن حمولة المياه الملوثة التي كانت تفرغ في البداية لم تكن تتجاوز 5 آلاف متر مكعب يوميا ثم تضاعفت الكمية تدريجيا إلى أن وصلت إلى 30 ألف متر مكعب يوميا، والموقع الحالي للسد يقع ضمن حوض بني مالك الذي يصرف مياهه باتجاه الغرب، والتوافد اليومي لكميات مياه الصرف شكل مجرى مائيا يشبه النهر المتدفق، الأمر الذي استدعى من أمانة جدة إنشاء الحاجز الترابي، وأوضحت الهيئة أن طريقة تنفيذ الحاجز الترابي لم تتم وفق المفاهيم والأسس المتبعة في هندسة السدود خاصة أن ارتفاع البحيرة وصل إلى 125 مترا فوق سطح البحر وبلغت الأبعاد الهندسية لجسم السد الترابي القائم 1300 مترا طولا و18 مترا عرضا وبارتفاع 10 أمتار وخلصت الدراسة إلى إمكانية انهياره في أي لحظة ما استوجب إقامة السد الرديف.