بعض الأطباء وهم (ليسوا كثيرا) ولكن للأسف عددهم غير قليل حينما تصل عياداتهم الخاصة ترى بشاشة الوجه وحسن الاستقبال ومراعاة المريض نفسيا ومعنويا والاستطراد في شرح وبيان كل مايتعلق بالمرض للمريض بنفس راضية فسرعان مايفتخر المريض بهذا الطبيب ويروج له هنا وهناك ممتدحا تعامله. ولكن هذا الطبيب عندما يكون في عيادات المستشفى الحكومي هذا إذا (شق) على نفسه وأدارها بنفسه تجد ذلك الوجه المبتسم أصبح خاليا من البسمة إن لم يكن مقفهرا وتجد التعامل الجاف وقلة الكلام والتبيان وسرعة الغضب .. غريب أمر هذا الطبيب. السؤال هل أصبح المال غاية أكثر بألف مرة من أن يكون وسيلة أم هل أصبحت الواجبات والأخلاق دعاية رخيصة لجلب المال والترويج للعيادات أم أن المشكلة تكمن في ذلك المريض المسكين الذي يحاسب من قبل الطبيب على ضغوط العمل. إن هذا الأمر واقع وقد رأيته ولم يحدثني عنه احد يجعلنا نراجع أنفسنا وعلى تصرفاتنا وأخلاقنا الاختيارية ، فالطبيب يعمل مايقارب من 40 عاما لو انه تخلق بما يرضي الله بنية صالحة لربح خيرا كثيرا بدل أن يندم بعد هذه الأعوام بالخسران ولو أن ذلك الطبيب تجمل بهذه الأخلاق في كل أحواله بنية رضا ربه لربح تجارة الدنيا والآخرة ولكنه غفل عن الآخرة بالانشغال بالدنيا . خاتمة كن أنت كما أنت أينما كنت أيها الطبيب * طبيب مقيم جراحة عامة.