وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين، مشروع مركز الجمعية الجديد في منطقة جازان بأنه يمثل أنموذجاً متفرداً للعمل المبادراتي من مؤسساتنا الاقتصادية العملاقة، وصورة متميزة من برامج المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة في المناطق التي تعمل فيها تلك المؤسسات . وقال سموه :" إن المركز الذي تستعد الجمعية للاحتفال بوضع حجر أساسه يوم الخميس القادم ، حظي بسباق دعم مميز من عدد من المنشئات الصناعية والقلاع الاقتصادية الوطنية، والتي تنفذ مشروعاتها في منطقة جازان، إذ بادرت تلك الشركات بالتبرع بكافة تكاليف إنشاء المركز والتي تصل إلى أكثر من 16 مليون ريال، إضافة إلى إسهامها في تمويل مشروع خيري استثماري مساند لنفقات تشغيل المركز والتي تصل إلى نحو أربعة ملايين ريال في مرحلته الأولى. وأضاف سمو الأمير سلطان بن سلمان: " يحق لنا جميعاً كمواطنين أن نعتز بما تعيشه بلادنا من تكاتف، وبما نشهده من تكامل الجهود لتحقيق التنمية الشاملة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله ، كما يحق لكل من يهتم بالعمل الخيري أن يسعد بتجربة جمعية الأطفال المعوقين كمؤسسة خيرية وطنية استطاعت أن تقود مسيرة التصدي المجتمعي لتلك القضية بوعي وديناميكية واستمرارية، وفي إطار منهجية علمية ورؤية متكاملة تستهدف توطين برامجها في كافة المناطق التي تحتاجها". وأوضح سموه أن مشروع مركز جازان سيكون الحادي عشر ضمن مظلة جمعية الأطفال المعوقين، مشيداً بمساندة إمارة منطقة جازان بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان لفكرة المشروع ودعم كافة خطواته بدءً من توفير الأرض المناسبة وصولاً إلى تذليل أية صعاب تواجه الانجاز. يذكر أن مركز رعاية الأطفال المعوقين في منطقة جازان يقع على مساحة عشرة آلاف متراً مربعاً، بجوار مدينة الملك فيصل الرياضية وتبلغ طاقته الاستيعابية 200 طفل يومياً، وتصل تكلفته الإنشائية إلى 16 مليون ريال، ومن جهة أخرى تم تخصيص موقع مناسب لإقامة مشروع استثماري خيري يقام على مساحة 15 ألف متر مربع لدعم نفقات تشغيل المركز، والتي تصل إلى أربعة ملايين ريال سنوياً. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد سكان منطقة جازان يصل إلى أكثر من 1.5 مليون مواطن، موزعين إلى جانب مدينة جيزان على 13 محافظة ومركزاً، وهناك مؤشرات بحثية ترى أن نسبة الإعاقة في المنطقة تمثل واحدة من النسب الأعلى محلياً، بما يدفع بأهمية إقامة مركز لرعاية الأطفال المعوقين ممن تنطبق عليهم الشروط، حيث يقدم خدمات رعاية شاملة ومتخصصة مجانية للأطفال المحتاجين لتلك الخدمات. وفي إطار رسالة الجمعية " تأهيل الأطفال المعوقين لتجاوز سلبيات الإعاقة، ومساعدة المجتمع في التصدي لأسبابها والتعامل الإيجابي معها "، ويقدم المركز منظومة من برامج الرعاية والعلاج والتعليم والتأهيل والتدريب والتوعية المجانية، إلى جانب الخدمات الاجتماعية والاستشارية للأطفال المعوقين وذويهم. وتبدأ الخدمات العلاجية بقسم الاستقبال، ومن ثم يحال الطفل إلى العيادات الاستشارية لإجراء الفحص العام والتشخيص من قبل فريق التقييم، وبعد تقييم حالة الطفل يتم وضع البرنامج التأهيلي لكل حالة على حدة، وتتكامل جهود عدد من الوحدات في تنفيذ برامج العلاج والتأهيل هي :العلاج الطبيعي ، والعلاج الوظيفي ، وعيادة الأسنان، وعيادات علاج عيوب النطق وعلل الكلام، وحدة الخدمة الاجتماعية ، ووحدة الإقامة اليومية ،والمسبح الطبي أما البرامج التعليمية فتأتي في إطار استثمار الجمعية لرصيد خبرتها التراكمية والذي يمتد إلى نحو 25 عاماً في مجال تعليم الأطفال المعوقين وتأهيلهم لتكون مراكزها بمثابة قاعدة علمية وطنية لتطوير برامج الرعاية المقدمة لهذه الفئة، حيث تطبق الجمعية إستراتيجية متكاملة لمواكبة أرقى البرامج المنفذة في هذا الصدد، وبما يتناسب مع طبيعة إعاقات الأطفال والبيئة المحيطة، حيث يتلقى الطفل برنامجاً تربوياً تعليمياً داخل القسم التعليمي بالمركز والذي تضم ثلاث مراحل تعليمية :مرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة التمهيدي ،ومرحلة الابتدائي ، بالإضافة إلى الأنشطة المساندة ( القرآن الكريم - معمل الحاسب الآلي - الوحدة الفنية- غرفة المصادر) ،وفيها تطبق مناهج تعليمية متخصصة تتناسب مع حجم الإعاقة ونوعيتها وسن الطفل، الأمر الذي يمكْن الكثير من الأطفال من التأهل للالتحاق بمدارس التعليم العام بعد استكمال برامج التأهيل. وتتولى الوحدة النفسية العناية بالطفل وتقييم قدراته العقلية بواسطة استخدام مقاييس الذكاء من أجل تحديد عمره العقلي مما يمكن المتعاملين مع الطفل سواء الأهل أو المعلمة من وضع أهداف تساعد على تطوير قدراته، وتأهيله لتجاوز ظروف إعاقته والتعامل مع الآخرين. وإلى جانب وحدات القسمين الطبي والتعليمي يضم مبني المركز الوحدات الإدارية حيث يخصص أحد أدوار المبنى الرئيس للجهاز الإداري للمركز، ويضم الوحدات الإدارية والمالية، والعلاقات العامة وتنمية الموارد، وقاعة الاجتماعات. ويقام سكن خاص للموظفات المختصات ممن تم استقطابهن من خارج جازان، ويضم ثماني وحدات سكنية مجهزة ومؤثثة وذلك لإقامة فريق العمل التأهيلي الذي يضم متخصصات تتطلب ظروف التعاقد معهن توفير السكن لهن داخل مبنى المركز. كما خصصت وحدة ضمن مبنى المركز لورشة الأجهزة المساعدة، وأخرى للأنشطة التدريبية، وثالثة للخدمات المساندة، ومقر للإقامة اليومية الطويلة مخصص للأطفال الذين يحصلون على برامج تأهيلية مكثفة بمشاركة الأمهات، حيث يتم تدريبهن على كيفية تعامل أفراد الأسرة مع الطفل، ووسائل تطوير قدراته. ويضم المركز مسبحاً طبياً يتلقى فيه الأطفال جزءً من برنامج العلاج الطبيعي والتأهيل بالماء. وحظي مركز رعاية الأطفال المعوقين بمنطقة جازان، ومنذ أن كان فكرة بمساندة عدد من الإفراد والجهات، وبجهد تطوعي ملموس من عضو مجلس الإدارة، رئيس لجنة الرعاية الدكتور محسن بن على فارس الحازمي ، كما تسابق من عدد من أبناء الوطن ومؤسساته لتوفير التمويل اللازم للمركز . ومن شروط القبول بمراكز الجمعية أن يكون لدى الطفل إعاقة (جسدية مركبة) أساسية بناء على تشخيص استشاري الأطفال ، وأن يكون قادراً على الاستفادة من البرنامج التعليمي بالمركز، وأن لا تزيد إعاقته العقلية عن المستوى البسيط حتى يستفيد من البرامج التعليمية ، وإلا يزيد عمر الطفل عن 12 عاماً ،وأن تكون قوى الطفل البصرية والسمعية على درجة تمكنه من الاستفادة من البرنامج التعليمي، ولا يقبل الأطفال المكفوفون أو الصم أو البكم (صمماً كاملاً) ، وأن يكون الطفل سعودي الجنسية أو سعودي الأم. مما يذكر أن جمعية الأطفال المعوقين، جمعية خيرية تتصدي لقضية الإعاقة بشمولية، ومنذ تأسيسها عام 1402ه باتت واحدة من أكبر المؤسسات المتخصصة في رعاية الأطفال المعوقين في العالم العربي، حيث تحتضن أكثر من ثلاثة آلاف طفل سنوياً تقدم لهم برامج تعليمية وتأهيلية وعلاجية متخصصة مجانية كما أسست أول مركز بحثي متخصص في شئون الإعاقة (مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة) ، ومن إنجازات الجمعية : إنشاء 11 مركزاً للرعاية المتخصصة، تسعة منها تم تشغليها في كل من، الرياض، مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، جدة، حائل، الجوف، عسير،الباحة، جنوبالرياض، ومركز في طور التشغيل في محافظة الرس، إضافة إلى مركز منطقة جازان الجاري ،وإنشاء أول مركز بحثي متخصص في شئون الإعاقة "مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة " ،وتنظيم الجمعية لثلاثة مؤتمرات دولية عن الإعاقة والتأهيل. وتتبنى الجمعية جائزة دورية تمنح في مجالي الخدمة الإنسانية ،وجائزة التميز للمعوقين ، فيما تتبنى برنامج دمج الطلاب والطالبات المعوقين في مدارس التعليم العام، والنجاح في دمج أكثر من مائتي من خريجي الجمعية سنوياً ، وبرنامج توظيف المعوقين والمعوقات في منشآت القطاع الخاص بالتعاون مع عدد الجهات ،وتقديم خدمات رعاية شاملة لأكثر من ثلاثة آلاف طفل وطفلة سنوياً ، كما تسهم الجمعية في تحديث وثيقة المنظمة الدولية للإعاقة والتأهيل ، والإسهام في طرح فكرة النظام الوطني للمعوقين في المملكة, وإنجاز مشروع النظام. كما تتبنى الجمعية مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين ،التي شارك في فعاليتها على مدي سبعة عشرة دورة أكثر من1800طفل وطفلة من كافة مناطق المملكة وعدد من دول الخليج العربي ، بالإضافة إلى تطوير منهج متكامل لتعليم الأطفال المعوقين بدعم من برنامج الخليج العربي (الأجفند) ، وإصدار مجلة متخصصة عن الإعاقة ، والإسهام في توفير منظومة من التسهيلات والخدمات للمعوقين في المنشآت العامة والمرافق والمؤسسات.