من المعلوم أن هناك جوانب سلبية لإسناد تربية الأبناء للمربيات، إلا أن مختصاً بريطانياً حذر مؤخراً من تأثير المربيات على الصبيان تحديداً، وأن الصبي الذي تساعد في رعايته مربية قد يصبح "زير نساء" عند البلوغ. ويزعم د. دينيس فريدمان، زميل الكلية الملكية للأطباء النفسيين في كتابه الجديد "الهبة غير المرغوبة: لماذا نفعل أشياء نقوم بها"، إن قيام امرأتين برعاية المولود الصبي قد يرسخ في دماغه الصغير، فكرة أن هناك العديد من الإناث لتلبية احتياجاته، مما قد "يولد مفهوم المرأة الأخرى." ويستكشف فريدمان، في كتابه كيفية أن حب الأم لذريتها قد يحدد سلوكيات الأطفال عند سن البلوغ، فالفتيات يتأثرن برعاية المربيات، وهو ما يخلق بين هؤلاء الصغيرات حالة من "فراغ في الحاجة"، قد يحاولن تعويضه في حياتهن لاحقاً بإتباع سلوكيات غير سوية أو الدخول في علاقات جنسية مع رجال متزوجين، ربما تربوا بدورهم على أيدي مربيات. إلا أن الأطروحة المتعلقة بالبنين في دراسته هي التي كانت أكثر إثارة للجدل، فبوجود شخصيتين تمثلان الأمومة، كما يقول فريدمان "يخلق انقساماً في عقل (الصبي) بين الأم التي يعرفها كأمه البيولوجية، وتلك التي تشاركه حياته لحظة بلحظة، تلك التي تغسله يومياً وتأخذه في نزهة للحديقة ويشعر معها بتوافق تام." ويضيف الكاتب: "حياة المرأة المزدوجة هذه.. واحدة من العائلة وأخرى ترعى كافة احتياجاته، قد تنطبع كنمط في ذهنه، بحيث يشعر عندما يكبر بأن احتياجاته تتجاوز تلك المتوفرة داخل المنزل." واقترح العالم بامتناع النساء عن العمل، وأن لا يعدن إليه بعد الولادة، وفي حالات الضرورة القصوى، حتى يتجاوز الأطفال العام الأول من عمرهم، وهو اقتراح قوبل بانتقادات عنيفة من قبل الأمهات العاملات، اللواتي أشرن إلى افتقار نظريته إلى الإحصائيات الداعمة. وهاجمت النساء فريدمان باعتبار أن اقتراحه غير عملي، خاصة وأن العديد منهن لا خيار أمامهن سوى العودة إلى العمل بعد الإنجاب، وقالت العديدات إن الباحث يلقي بتبعة "خيانة" الرجال على النساء، فإن لم تكن غلطة الزوجة الغافلة التي تدفع بزوجها إلى أحضان امرأة أخرى، فهو خطأ الأم غير المتنبهة، كما أوردت مجلة "تايم" الشقيقة لCNN. ومن جانبها انتقدت د. جان ميرسر، بروفيسور علم النفس في كلية ريتشارد ستوكتون في ولاية نيو جيرسي ، والمتخصصة في تنمية الرضع، استنتاجات فريدمان بالقول: "الرضع لا يطورون رابطاً للتعلق بالأم دون سواها، فهم يتعلقون أيضاً بالآباء، والأجداد، والمربيات، وأشقائهم وشقيقاتهم، وكل من يتفاعل معهم اجتماعياً أو يشارك في رعايته بشكل دوري، مثل إطعامهم." وأضافت ميرسر أن هذه العلاقات صحية وجزء من التكوين والنمو الطبيعي، فالتعلق بالمربية لا يوازيه بالضرورة الانفصام عن الأم.