صديقي .. رغم كل الامتعاض من القطاع الصحي العام والخاص، ورغم سفر الكثير للدراسة والسياحة ومتابعة ومشاهدة القطاع الصحي في الدول ككندا على سبيل المثال وآلية عمل القطاع الصحي، وكيف هو «طبيب الأسرة» أهم شخص في القطاع الصحي، إلا أنه غائب لدينا وما زال القلة لدينا في هذا التخصص غير قادرين على فتح عيادة، لأن المجتمع ما زال يتجاهلهم ؟ مع أن «طبيب الأسرة» أهم من أي طبيب، فهو لا يتعامل مع جزء من جسد المريض أو وقتيا كما يفعل كل أطباء المستشفيات والعيادات، فهو يرعى الفرد بالأسرة رعاية صحية شاملة ومستمرة من الجانب الفيزيائي والعضوي والنفسي والاجتماعي، دون التقيد بالعمر أو نوع المرض، فهو منذ أن يدخل طفل جديد للأسرة التي يرعاها، يفتح له ملفا صحيا، سيوضع به كل ما يخص صحته الجسدية والنفسية والاجتماعية منذ الولادة. وسيكون طبيب الأسرة المعالج الأول له ولأسرته، إذ أن دراسته وشهادته تخوله هذا، فشهادته أعلى من شهادة الطبيب العام، وفي كندا لا يدخل هذا التخصص إلا من حصل على معدلات عالية في كلية الطب. هو كذلك أي طبيب الأسرة سيكون مرشدا لأفراد الأسرة من خلال كشفه الأولي، وسيعالجه أو يساعد الفرد في علاجه وإلى أي طبيب وتخصص يذهب للكشف إن احتاج الأمر، وسيرسل ملف مريضه للاستشاري الذي سيعالجه، وسيشارك في طريقة العلاج ليطمئن على أفراد الأسرة، فهو وبهذه العلاقة ليس طبيبا للأسرة، بل وصديقها الذي يهمه أمرها. صديقي .. إن فكرة «طبيب الأسرة» هي حل ناجع لأزمة المجتمع مع القطاع الصحي، لأن الأسرة ستستند على طبيب يعالجها ويرعاها ويدعمها دائما، وسيوجهها للمعالج الأفضل، وسيدعمها إن حدث خطأ طبي من المستشفى، وأن عليه رفع قضية على المستشفى لأن ما حدث له لا دخل له «بنسبة فشل العملية»، هذا على افتراض أن المستشفى تجاهلت أن من يتابع عملها ليس المريض وأسرته بل وطبيبهم الخبير. فمتى تنتشر العيادات الخاصة «لطبيب الأسرة» في المجتمع ؟ أقول العيادات الخاصة، وليس العيادات بالمستشفيات، إذ أن الإنسان عادة يساند ويقف مع مموله المالي، وبقاء «طبيب الأسرة» داخل المستشفيات لن يجعله صديق الأسرة ليطمئنها بأنه سيحارب حتى لا يحدث خطأ. التوقيع : صديقك بقلم صالح إبراهيم الطريقي