هل فكرت الهروب من الحياة الحسية، لاجئاً إلى الحياة الشعرية من أي باب من أبوابها كان، ورأيت فيها مالا تراه في تلك، مما يريح فؤادك ويثلج صدرك ويذهب السآمة منه.
فلولا الحياة الشعرية التي نحياها أحياناً لصقنا ذرها من حياتنا الحسية لمرارة مذاقها:
كما لو (...)
استوقفني مقال منشور في إحدى الصحف، يروي حياة طبيب غارق في عمله حتى النخاع، فهو لا يكاد يجد وقتاً لنفسه.
مرت حياته ما بين المرضى وغرف العمليات...
طابع الجدية واضح في كتابته للمقال عن الشيء الذي يبحث عنه لإسعاد نفسه بعد تلك السنين...
كل الأشياء التي (...)
في العشرين من عمري كنت أفكر في «لو كنت قد فعلت هذا.. لو كانت الظروف مختلفة..» حيال أي فشل أمر به.
إنها لا تغيّر شيئًا، كل ما في الأمر أجد نفسي أستمر في الطريق الخطأ متجهة للخلف بدلاً من الأمام، فهي تهدر الوقت، وتجعل مني أدور في حلقة مفرغة.
مع مرور (...)
بيدٍ مرتجفة أسندت يدها إلى ذلك العكاز الخشبي، وقد أثقلت سنواتها السبعون كاهلها ورمت بها في مفترق طرق الحياة، فتارة كانت تنقلها إلى حيث الأحزان وأخرى تنقلها تحت أجنحة الفرح، وهكذا مرَّت السنوات مسرعة حتى طرحتها في نهاية طريق الحياة الوعر المحفوف (...)
فكر أولا ثم احكم بعد ذلك، هذا المبدأ استخدمته بطريقة مجدية مع تلك السيدة الأنيقة الجميلة التي كان زوجها قد رحل عن الحياة مؤخرا، فقد كانت مشكلتها مادية، وعما ستود فعله في حياتها بعد أن أصبحت وحيدة، وبعد نقاش طالت مدته قلت لها: دعينا نأخذ ورقة وقلما (...)
قرأت في أحد الكتب أن صبياً منذ فترة طويلة انحنى على سور جسر وراقب مجرى النهر في الأسفل، فمرّت بعض القطع والشرائح الخشبية، ثم ما أن عاد سطح النهر طبيعياً مرة أخرى، فقد ظل الماء يسير تحت الجسر كما هو الحال، فأحياناً تسير المياه بسرعة أكبر، وتارة أخرى (...)
قبل سنوات لم تكن بالبعيدة ذهبتُ إلى الهند في رحلة علاج لابني الأصغر، وهي لم تكن الرحلة الوحيدة، وليست الأخيرة أيضًا.
كانت المصحة العلاجية في كيرلا، وتحديدًا في كلكتا. اصطحبت معي أخي الأصغر الذي كان في المرحلة الثانوية حينها.
بعد عناء الرحلة وصلت إلى (...)
لا يعجبني ذلك القناع الذي أرتديه.
أُجبرت قصراً على ارتدائه هل الحياة تريد ذلك؟
لكن في كل مرة أحاول فيها ضبط بوصلتي حينما أبدو غارقة في بحر من التساؤلات بين زحام أفكاري التي تأخذني كطائر مهاجر فتح جناحيه للريح حاملاً معه أحلامي كسحب بيضاء سرعان ما (...)
وقفت متذكرة ومتأملة فصول أعوام ما مضى من حياتي كأوراق مخضبة بقطرات الحبر وكرسوم مبعثرة مملوءة خطوطاً وألواناً متباينة متناسقة فيها أفكاري وأحلامي، ألقيتها في ثنايا قلبي كما يلقي المزارع البذور بين ثنايا التراب ويعود إلى بيته راجياً أيام (...)
كم هي المرات التي حدثت بها نفسك بالأمس كشجرة قوية تمتد عروقها إلى أعماق الأرض وتتعالى غصونها إلى ما لا نهاية هل أزهرت نفسك في الربيع وأثمرت في الصيف وعند الخريف قطفت الثمر...؟
هل عدت لتزرع نفسك في حقل بعيد في مكان آخر على مفترق طرق الزمن..؟
هل كنت (...)
كان ضرباً من الخيال أن نبحث عن مدينة تشبع رغبات أحلامنا، لا الأرض فيها هي الأرض ولا السماء هي السماء وظلالها فردوس، أو ليس أكثر غرابة أن يبقى ذلك الفردوس منطقة حياة مكتنزة بالحيوية التي لا يراها سوى من يدخلها عن مايلي اسمع... نيوم هي المدينة الحالمة (...)
في ذات نهار وعندما تلاشى ضباب الصباح الذي يخيم على عناقيد العنب الأرجوانية اللون، وعلى حين عزفت في الخارج نسمات باردة منذرة بالمطر.
وفي منتصف نهاره توردت الوجوه من البهجة ولاذت بالفرح والابتهال، مستبشرة بقدوم الوليد، كعذوبة حلم يسيل أملاً، يتجلى (...)
التاسعة.. منتصف ديسمبر.. السماء تمطر والطرقات ساكنة على غير المعتاد..
توشح الناس قلوب الملائكة، أراهم يدخلون من باب واحد، ويخرجون من أبواب متفرقة، رائحة المطر تعانق جدران المقهى، وفي مشهد دافئ يعانق ضوء الشموع في «منتصف ديسمبر».. «أصبح متاحًا».
كان (...)