في العشرين من عمري كنت أفكر في «لو كنت قد فعلت هذا.. لو كانت الظروف مختلفة..» حيال أي فشل أمر به. إنها لا تغيّر شيئًا، كل ما في الأمر أجد نفسي أستمر في الطريق الخطأ متجهة للخلف بدلاً من الأمام، فهي تهدر الوقت، وتجعل مني أدور في حلقة مفرغة. مع مرور الزمن استطعت أن أركز وأغيّر الكلمات مستخدمة عبارة أخرى، ترفع من معنوياتي بدلاً من تلك التي تضع عائقًا. «لو» دائمًا ما تقود إلى ردة فعل كئيبة، وغير ملهمة للأمور. حينما استبدلتها ب«كيف» أصبحت أفكاري تهجم هجومًا إيجابيًّا شجاعًا نحو مشكلاتي. حينها عرفت كيف أبذل قصارى جهدي تجاه أي موقف مهما كان صعبًا. وجعلتني أسأل نفسي على الفور، وأبحث عن أفضل الحلول نحو أي إخفاق لأني علمت أن ثمة حلاً؛ كيف يمكنني استخدام هذا الإخفاق بشكل إبداعي؟ كيف يمكنني التشافي من هذا؟ كيف أستخرج شيئًا جيدًا من تلك المواقف؟ فلم أعد أضيّع وقتي مع أفكار «لو» الساذجة العقيمة.. أصبحت على الفور أفكر ب»كيف» الإبداعية.. لكنّ - للأسف - كثيرًا من الناس لا تطبق ذلك؛ فهم يعيشون في الماضي والحاضر والمستقبل في وقت واحد.. حتمًا هذا أمر غير منطقي؛ فهو هدر للطاقة العقلية. حينما نفكر في أحداث الماضي، ونحملها فوق رؤوسنا، ننتظر وقوعها يومًا ما في المستقبل، وقد تحصل، وربما لا.. فالواعي يتعلم العيش في الحاضر فقط، أما الماضي فهو درس تعلمناه وطوته الأيام. إذًا -صدقوني- حينما يكون لدينا الكثير من مفكّري «كيف» في عالمنا فلكم أن تتخيلوا ما يمكن إنجازه.