إن خمول النقد برمته في وطننا العربي هو ما أفسد الذائقة لدى القاعدة العامة من الأفراد، وظهور طفح غير تقني من الفن والدراما، وهذا لا ينفي وجود نقاد كبار في وطننا العربي ولا ينفي وجود دراسات كثيرة وجادة في النقد ومناهجه، ولكنها للأسف تظل حبيسة أرفف (...)
صدور قرار سمو ولي العهد -حفظه الله- بإطلاق «خريطة العمارة السعودية» التي تشمل 19 طرازًا معماريًا مستوحاة من الخصائص الجغرافية والثقافية للمملكة.. يدل على مدى متابعته واتساع رؤيته وإدراك مدى أهمية التراث والهوية وخصوصية المكان والإنسان في متلازمة (...)
رؤية 2030 أنشأت هيئة كبرى بالعُلا لإحياء هذا المكان واستصراخه في وجه الزمن وخاصة لاقترابه من مشروع نيوم العظيم، فمحافظة العلا أكبر بكثير من إقامة حفلات غنائية لمشاهير الغناء، بل يجب استصراخ الحجر والشجر والأمكنة لكي تنطق هي بصوتها للعالم واستجلابه، (...)
الإلهام حالة إبداعية لا تتأتى للمبدع إلا حين يكون في اتساق تام مع ذاته أولًا وقبل كل شيء، ثم اتساق ذلك النسق الثقافي وثقافة واقعه في حالة من التواؤُم التام بين كل هذه الدوائر المعرفية في تماس دائم وأنس معرفي من تلك الروحية المستفيضة..
المعروف أن (...)
لماذا الخوف الذي أصبح مرض العصر؟.. إن أصابتنا النعم نخف، وإن أصابنا الهم نخف، يبدو أن ثيمة الخوف متأصلة في الإنسان العربي، فإذا تداعت المخاطر خاف، وإن زالت جميعها خاف حتى من المجهول، فلا مناص له من الخوف واستنباط بواعثه حتى في الأحلام حيث تبدو على (...)
تحتل المملكة -اليوم- موقع القيادة لهذا العالم المتنازع الأطراف، لنجد فيها وفي قادتها الصديق الحميم لكل هذا العالم وقادته وشعوبه، وأيضاً ثقة ومحبة وفهماً لكل مدارات الفكر لقادة هذا البلد العظيم الذي ينشر أجنحة الحب والسلام والعطاء، مع الفهم العميق (...)
في هذا الزمن ومع ظهور المدرسة المادية يتلبس الحب بثوب المال وتحقيق أهداف وتطلعات نفعية تعرض قيمة الحب ذاتها إلى أداة المنفعة، وهذا ما نجده في المسلسلات والأفلام والأغاني، دون علم أو دراية أنها تضر بالصحة الذهنية للبشر فيسود الشقاق والطلاق وتخريب (...)
الأسواق العربية، رغم أنها مكان للتجارة والمقايضة، إلا أنها كانت أيضًا ميدانًا فسيحًا لتبادل الآراء، وعرض الأفكار، والتشاور في مشكلات الأمور، ومجالًا للمفاخرات والمناظرات والمحاورات، ومعرضًا لإذاعة مفاخر القبيلة وشرف الأرومة، وناديًا واسعًا لإلقاء (...)
من هنا نشأ ما يمكن أن نسميه «بفنون المجاملة أو فنون التخدير» التي لا يقدر عليها غير حلاقي الصحة العاجزين رسمياً عن ممارسة الطب الفني، فالتذوق الفني هنا قد هبط أو انتكس إلى مضاعفات ومتناقضات غامضة تلقائية يكون من الصعب تماماً التحكم في اتجاهاتها أو (...)
قد نجد في بعضها ما يشبهنا، لا بأس من التفاعل معه، أما أن نحاول التفاعل مع ما يناقض ملامحنا، ملامح تكويننا، وجيناتنا الحضارية، فإن الاغتراب بمعناه المؤلم نتاجٌ مؤكد، فلنلتفت إلى مرايانا أولاً، ثم فلنلتفت لمرايا الآخرين في الجهات الأربع لنبحث عن (...)
إن التمادي في العطاء واللطف، ما هو إلا قنبلة موقوتة تنفجر على حين غرة وبلا مبررات، بينما الطرف الآخر يصبح حينها معذبًا لما استدره واستنزفه من مشاعر تعطى له بلا حدود، ويلوم نفسه في كل لحظة على خسارته الفادحة.. ولكنه قد فات الأوان..
في ظل ما يُعرَف (...)
كل هذه المشكلات التي طرأت على الشخصية العربية نتاج سرعة هذا التطور -الذي لا يزيد على مئة عام وهو بحساب بناء الحضارات لمحة بصر- لم تخلق شخصية متوازنة بين تلامس الأمس واليوم، فالشخصية لا تزال هي تلك القبيلة المتحجرة والمبنية على مفاهيم معينة، وبين ثوب (...)
إن محتوى رسائل التواصل الاجتماعي لا تعبر إلا عن آراء أصحابها؛ لكن مع غياب الوعي العام، والقدرة على الفهم والتحليل، يتقبلها الكثير من الأفراد على أنها أمور مسلمات، فتعم الفوضى المعرفية، وكل يلقي بما في مئزره على قارعة الطريق..
في يومنا هذا يكثر (...)
تطور المجتمع السعودي من تنظيماته القبلية إلى مستوى الأمة الواحدة بسلطتها المركزية، قد بدأ مع مطلع القرن العشرين ويرجع الفضل في النمو الثقافي والاجتماعي في المجتمع السعودي، إلى جلالة المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز آل سعود، الذي وحد أجزاء (...)
منذ تأسيس وزارة الثقافة السعودية -في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي محمد بن سلمان حفظهما الله- وهي تعمل على شمولية الثقافة العربية ووحدتها والصعود بها إلى مصاف العالمية وهذا مطلب كبير وشاق؛ إلا أنه قفز (...)
لم تكن أنسنة المدن بدافع رفاهية الإنسان وتحسين عيشه فحسب، وإنما للحفاظ على أثره الإنساني المستمد من عراقة وعمق تاريخه، ذلك لأنه في الآونة الأخيرة من تحرير الهندسة المعمارية المعاصرة، وخاصة في الثلاثين سنة الماضية، أصبحت هناك قطيعة معرفية بين (...)
لم يكن هذا المشروع للأهداف المذكورة سلفاً لتحقيق رؤية 2030 فحسب؛ وإنما لخلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، هذا بالإضافة إلى إنه أصبح أيقونة عالمية يستخدم تقنيات الطاقة المتجددة، إنه مشروع استثنائي وتاريخي، ما يجعله أحد أكثر أنظمة النقل كفاءة (...)
إذا كانت عولمة الحداثة قد ارتبطت منذ بدايتها بالتباعد بين الزمان والمكان، فإن الصور المعاصرة منها قد بالغت في هذا التباعد ووسعت منه، يبدو ذلك جلياً في علاقة الحاضر بالغائب فقد اتسعت الهوة بين الأشكال والأحداث الاجتماعية المحلية الحاضرة وبين الأحداث (...)
إذا كانت عولمة الحداثة قد ارتبطت منذ بدايتها بالتباعد بين الزمان والمكان، فإن الصور المعاصرة منها قد بالغت في هذا التباعد ووسعت منه، يبدو ذلك جليًا في علاقة الحاضر بالغائب؛ فقد اتسعت الهوة بين الأشكال والأحداث الاجتماعية المحلية الحاضرة وبين الأحداث (...)
على القائمين على الفعاليات الفنية إحضار نقاد متخصصين في لجان التحكيم ولا يخلطون بين مبدع وناقد بدعوى استغلال النجومية للتسويق الإعلامي وهذا سبب كبير في تدني مستوى الفن برمته وخاصة في إصدار الأحكام ومنح الجوائز لأنها أمانة علمية وما أثقلها من (...)
النظر في آلية الخطاب -كونه إبداعيًا- أمر حتمي، لامتلاك ناصية المتلقي ولكي نجعله متخذًا لقرار ما، بما يحتويه الخطاب نفسه في ضوء هذا الغثاء الذي تحدثه وسائل التواصل ومخاطرها، وفي ضوء عدم امتلاك الذكاء الاصطناعي للوجدان والعاطفة..
إذا ما سلّمنا أن لكل (...)
ارتداء السلاسل والأساور يرجع إلى مفهوم ليس للالتزام فحسب وإنما يتعدى ذلك إلى الإذعان والخضوع والامتثال، لأن الأسطورة اليونانية تقول إنه لم تكن هناك مظاهر لهذه الأزياء إلا عندما سرق بروميثيوس النار وأهداها للبشر فعوقب بوضع السلاسل في عنقه والأساور في (...)
المدير أو المسؤول يقع بين حدين، إذا لم ينتبه لهما أصبح مريضًا نفسيًا، وذلك لأن شأنه شأن الممثل في علم الأداء التمثيلي، ذلك أنه في عمله يتقمص شخصية المدير المسيطر المؤهل لأداء مهام يجب أن تنتهي بنجاح مع أفراد عمله.. لأنه كما ذكرنا يقع بين حدين إما (...)
قدسية المرأة العربية التي تميّزها عن غيرها هي قدسية جسدها، والذي بات لحمًا تنهش فيه عيون الغرباء جرّاء ما نراه اليوم من تحلّل أخلاقي، يدّعون أنه تحرر وجرأة ومنافسة للمرأة الغربية في سلوكها وممارساتها، وهنا يكمن تذويب الشخصية العربية التي تسعى بلادنا (...)
مسألة مواصلة الاتجاه من أصعب المهام لدى الكاتب، وهي التي تعمل على التشعب والتلاقي في الوقت ذاته، وهي من تحافظ على ترابط الفكرة برغم ما يعتمل العمل من أفق انتظار ومن ترقب يأخذ بتلابيب المتلقي في شد وجذب، مما يؤدي إلى ربط المتلقي بالعمل تاركًا العديد (...)