حين تصف شخصا وتقول إنه لا يمتلك عقلا فأنت تدرك حينها أن هذا الشخص يمتلك الدماغ ولكنه لا يمتلك إدارة العقل الذي يرشده للتصرف الصحيح، ومعنى هذا أنك ميزت بالفطرة أن الدماغ مستقل بحد ذاته والعقل مستقل أيضا، ولكنهما يكملان بعضهما ولا يجوز الفصل بينهما، (...)
تخيل أنك تقف أمام لوحة فنية مبهمة المعاني مزيج من الألوان والخطوط يملأ مساحتك البصرية دون أن ينطق بكلمة، ومع ذلك تشعر بأنها تهمس إليك بلغة صامتة تحكي قصة أو تثير شعورًا او تفتح بابًا لفكرة، في ذلك الصمت تجد حضورًا للكلام لا يُقال، وإيحاء للمعنى لا (...)
الهوية الشخصية وتعدد الأدوار الاجتماعية موضوع يتشابك فيه الذاتي مع الجمعي ويكشف عن الأبعاد الأكثر غموضا في وجود الإنسان، رحلة البحث اليوم مميزة تحتاج الكثير من التأمل، فالسؤال ليس سهلا يمكن الإجابة عليه بوضوح بل هو جدلية فلسفية كبرى تتنازعها القوى (...)
في زاوية عصرنا الرقمي الصاخب حيث تتسابق الألوان والحركات لافتراس انتباه العابرين يقف المثقف في منتصف المشهد كعابر صامت، ليس لأنه عاجز عن المشاركة بل لأنه يُدرك أن لغته ليست من جنس الضجيج المحيط، ليس صمته هروبا بل هو احتجاج ضمني على عالم بات يقيس (...)
الجماليات في الإعلام ليست مجرد زينة أو إطار شكلي يحيط بالمحتوى بل هي جزء لا يتجزأ من الطريقة التي تقدم بها المعلومة واستيعابها من قبل المتلقي، فالشكل الجمالي للإعلام يحمل أبعادا نفسية وفلسفية تثير التساؤلات حول ما إذا كانت الجاذبية البصرية تخدم (...)
بينما كان المقهى يعج بالأحاديث والضجيج احتدم النقاش بيني وبين صديق لي حول خبر قرأته على هاتفي وأصر رفيقي على تكذيبه، استند كل منا إلى مصدر مختلف يدعي الموثوقية، ومع ذلك لم نتفق على مصداقيته، بل ازدادت المسافة بيني وبينه عمقًا، بدا وكأن الحقيقة ذاتها (...)
تخيل أنك ترتدي نظارة واقع افتراضي تغمض عينيك للحظة ثم تفتحهما لتجد نفسك في مدينة لم ترها من قبل ،مدينة تتنفس الضوء وتتحرك فيها الجدران كأنها كائنات حية، تشعر بالرياح تداعب وجهك، لكنك تعلم أنك جالس في كرسيك دون أن تتحرك أو تخطو خطوة واحدة. هل ما (...)
كل بلادنا تعيش تنمية متواصلة عبر كل المراحل منذ أن وضعت الدولة بعد قيامها على يد الموحد العظيم الملك عبدالعزيز رحمه الله هدفاً رئيسياً سخّرت له كل إمكاناتها ومواردها هو وضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في كل شيء، وتميّزت كل مرحلة بملامحها (...)
في عالم الأعمال المتسارع حيث تتشابك المصالح وتتعقد العقود تبرز الحاجة إلى آليات حديثة وفعّالة لحل النزاعات التجارية بعيداً عن أروقة المحاكم التقليدية، هنا يأتي نظام التحكيم السعودي ليقدم حلاً عملياً يدمج بين السرعة والمرونة مع الحفاظ على العدالة (...)
تم خلال الأسبوع الماضي، عقد الاجتماع الخامس لرؤساء بعثات المملكة في الخارج تحت عنوان «الدبلوماسية السعودية الجديدة: الثوابت والمستجدات في ضوء رؤية 2030»، والحقيقة أن هذا الموضوع؛ أي موضوع الدبلوماسية السعودية، جدير بالحديث والنقاش لأهميته الكبيرة في (...)
شهدت المملكة العربية السعودية عبر تاريخها تطورًا مستمرًا في الأنظمة القانونية، إذ ارتكزت على الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي للتشريع مع الاستفادة من القوانين الحديثة التي تعزز العدالة وتتماشى مع تطورات العصر. وقد عُرف القضاء السعودي بمرونته التي مكنته (...)
كانت الدول الغربية حلماً ومقصداً للطامحين المبدعين الذين لا يجدون فرصةً في بلدانهم لتحقيق تطلعاتهم في التفوق والبروز العلمي والثقافي والفني. الجامعات والمعاهد الغربية العريقة، والفضاء الرحب، والتشجيع والدعم، والإمكانات الكبيرة، كلها كانت أسباباً (...)
مضى علينا حين من الدهر كانت فيه ثقافة الاعتراف بالقصور والأخطاء في قطاعات الخدمات شبه غائبة، رغم أنها تضيف للمسؤول مزيداً من الاحترام والتقدير، وتساهم في تحسين مستوى أداء قطاعه وتساعده على التطوير وتمنحه ثقة المجتمع. وأما ثقافة اعتذار المسؤول عن (...)
لماذا يستنكر الناس البيان الذي أعلنه بشار الأسد ويسخرون منه ويشنّعون عليه، وهو قد اجتهد أن يكون بياناً ساخن الكلمات رغم صقيع موسكو؟ ولماذا لا يصدقون كلامه رغم أنه تفضل أخيراً وخاطب السوريين الذين أفنى وقته وجهده خلال فترة حكمه في خدمتهم كما يجب أن (...)
ما زال الناس في صدمة كبيرة من المشاهد التي تنقلها الشاشات من السجون والمعتقلات السورية في زمن العائلة الأسدية الحاكمة لأكثر من نصف قرن. أصبح سجن صيدنايا حديث العالم كونه الأبرز والأبشع بين عدد كبير من أماكن الجحيم التي استضاف فيها النظام السابق مئات (...)
أحسن العرب صنعاً باهتمامهم بسورية في وقت مبكر بعد زوال حكم بشار الأسد الذي أصبحت فيه مزرعة للأجانب من دول وتنظيمات، وما زالت هناك أطماع وخطط ونوايا تتشكل، أو ربما أصبحت جاهزة تنتظر التنفيذ إذا لم يبادر المحيط العربي بحماية سورية وسد المنافذ والثغرات (...)
بعد يوم واحد فقط من تغيير نظام الحكم في سورية، شنت إسرائيل أعنف قصف جوي على مواقع الجيش السوري بواسطة 350 طائرة استهدفت نحو 320 هدفاً، ودمرت نحو 80% من قدراته، وذلك يعني عملياً أن سورية أصبحت دون عتاد عسكري، وأي بلد دون جيش مجهز يصبح في مهب الريح، (...)
في سورية يجب ألا تطول سكرة الفرح بزوال النظام السابق، ويجب أن تحضر فكرة كيف ستكون سورية؟ ليس مبكراً الحديث الآن عن المستقبل، لأن استمرار الحديث عن مساوئ النظام السابق والاستغراق في تفاصيل الماضي ليس مفيداً بقدر أهمية الحديث عن الحاضر والمستقبل. هناك (...)
كان مؤكداً أن صباح سوريا الجديد سيبدأ، فقد طال ليلها واشتدت حلكتها، وجفّت ينابيعها وشاخت نواعيرها وذبل ياسمينها وترهلت ملامحها الجميلة، لكنها صبرت وآمنت أن القدر سيمحو في يوم ما تلك الحقبة الكالحة من تأريخها، وأن شعبها العريق لن يستسلم للقهر (...)
تبدو الصورة شبه مكتملة لواقع جديد في سوريا، المعطيات تتوالى بسرعة عجيبة لتأكيد حدوث الواقع المستجد، لكن كيف سيكون وما هي ملامحه وطبيعته، ذلك ما لا يمكن التنبؤ به الآن، لأن الأحداث تسير بشكل دراماتيكي متسارع، لكن ما يمكن توقعه بناءً على آخر المعطيات (...)
استبشرنا بالاتفاق الذي حصل بين لبنان وإسرائيل لإيقاف التدمير الممنهج العنيف الذي تعرض له لبنان وتسبب في كارثة جديدة تضاف إلى ملف متاعبه المتراكمة، وأيضاً بزغ لنا بعض الأمل بتهدئة وحش الموت والتدمير والتهجير والحصار الذي تتعرض له غزة منذ أكثر من عام، (...)
بدأ أمس تشغيل قطار الرياض بعد تدشينه رسمياً من راعي نهضة الرياض وصاحب فكرة المشروع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبذلك تنضم إلى المدن العالمية الكبرى التي أصبح القطار العمود الفقري لمواصلاتها وأحد أبرز ملامحها، وتشكّل محطاته (...)
تُعتبر هيئة المكتبات واحدة من أهم الهيئات التي أنشأتها وزارة الثقافة، ومنذ تأسيسها عام 2020 وهي تعمل لتحقيق أهدافها التي من أهمها تعزيز المشاركة المجتمعية بتحسين إتاحة الوصول إلى خدمات المكتبات ورفع مستوى الوعي المعلوماتي وتعزيز العادات القرائية (...)
هل ثمة ما يدعو للتفاؤل بالاتفاق الذي خرج إلى النور صباح أمس بين إسرائيل ولبنان ببنوده ال13 التي تضمنها؟ إنسانياً نعم، هناك ألف سبب وسبب بعد كل الدمار الذي حدث في طول لبنان وعرضه ومئات القتلى وآلاف النازحين والمشردين التائهين، مكينة التدمير (...)
لم أعد أستطيع ملاحقة ما يحدث في الرياض، رغم أني عشت فيها طويلاً ذات زمن، وأتردد عليها الآن كثيراً للمشاركة في زخم الفعاليات المتنوعة التي تحتضنها. الدهشة في هذه المدينة لم يعد لها حدود ولا توقيت، وورشة العمل الكبرى تفاجئك كل يوم بملامح إنجاز جديد. (...)