كنت جالسا في الظل، أتفيأ قتادة خضراء، صغيرة ومتلبدة بالشوك الكثيف، لا يزيد ظلها عن مجلسي، بحصة لا تزيد عن ثلاثة أقدام عرضا وطولا، كافية لتمر ساعة استراحتي تحت ظل، وعلى كل لا نية للمكوث طويلا، ساعات الظهيرة في القيظ أشبه بالجحيم في مكان مجدب، حرارة (...)
تحدثني نفسي بالصبر رغم مذاقه المر أمر من الصَّبر هو أحلى الأمرين. يسألني قائلاً ما بك يا صاحبي أنت حزين؟ أجيبه بلباقة «لست بالحزين يا سيدي، بل متألم؛ فالأيام تمضي وقلبي يعتصره الشوق. أحببتها بصدق فحالت بيني وبينها حواجز ومسافات طويلة من صروف (...)
تركت السرير مذعورا، أتفصد عرقا، ألهث بشدة، أتعوذ وأنفث، مبتعدا بسرعة دون أن ألتفت، الاستعاذة تلازمني منذ الصغر، أتلفظ بها إذا داهمني الكابوس، وأنفث عن يساري، لازمتني السنوات التي تلت الطفولة، ومازالت سجية حتى الآن.
حملت جسدي المبلل، أشعر أن ملابسي (...)
أوقف سيارته جانبا على عجل، ترجَّل منها، يده اليمنى معلقة على صدره، الساعة تشير إلى التاسعة مساء، قضى ساعات النهار بين مستوصف الحي ومستشفي المدينة العام وللتو وصل بعد معانات التنقل بين تلك الأماكن المروعة.
أمام مدخل المدينة الطبية الفسيحة باستثناء (...)
تطلع عند غروب القمر وتتجلى بين نجوم السماء كالماسة كلمات تتردد في نفسه بما يشبه الوسواس. ظل على هذه الحال لاهثا جادا في طلبه يبحث عن كنزه بين النجوم وفي يوم من أيام دأبه المستديم أسرت إليه الثريا هامسة في إغفاءة هاجسه بعد أن قرصت إذنه بدلال مفرط (...)