سيرة الحروب كما يبدو تستعد لكتابتها. السلاح جاهز، والدخان يحوم في السماء. لا حلول حسب ما يتضح. فالبعض منها قد يتحول إلى أزمات. والكثير قد استفاد من دروس الماضي؛ والبعض لا لم يستفد. والوقائع باتت مجتمعة في ملفات أصبحت كبرى. ولا شيء يغير المعادلات (...)
بنظرة فاحصة، شاملة، يتضح أن أغلب الأنظمة الديمقراطية لا تملك من الأركان ما يخولها ويمنحها الاستمرارية.
جُل الانقلابات على مدى التاريخ استهدفت أنظمة ديمقراطية. الاستقرار والثبات هو الحلقة المفقودة في ذلك الأسلوب السياسي. كيف لا، وهو الذي لا تضبطه (...)
المتلونون هم أكثر بني البشر دناءة. لا حدود لديهم في العلاقات القائمة على اللغة المصلحية،ولا يملكون أي شكل من أشكال الإنسانية. هذا على مستوى الأفراد. أما من ناحية علاقة الدول ببعضها البعض، فإنجلاء الصورة عن حليفٍ ما؛ واتضاح أنه يملك أكثر من الكذب، (...)
الوفاء سلعة لا تُباع ولا تشترى، تولد مع الإنسان ولا تُكتسب. هذه الصفة مثلها مثل الهيبة تُفرض ولا تؤخذ، ليسن كما الخسّة والسواد يتعاظم مع الإنسان بمرور الأيام والسنين، مثل فقدان المصداقية.
والكراهية كذلك ما إذا فُتحت أبوابها العريضة، والإنقلاب على (...)
الأحداث تتلاحق. والخنادق بعضها لا يجد من ينظر إليها، والبعض الآخر يمتلئ بالجثث وبواقي الرصاص وبقع الدماء. والهرج والمرج يسود العالم الذي يقف على قدمٍ واحدة. وعناوين الاخبار تشي بأن القادم سيشوبه كثير من الظلام.
التضيحة باتت تطل برأسها من نافذة كييف، (...)
التاريخ غالباً ذو شجون، والسياسة كذلك؛ كثير من أوراق الماضي شاهدة على صناعة الأساطير؛ ممن خدمتهم الظروف التاريخية والسياسة معاً واستفادوا منها، فقد كان لفترة أعقاب الحرب العالمية الأولى الدور الكبير في صناعة الزعيم النازي هتلر، والحرب العالمية (...)
الارتماء في أحضان الخارج اسمه خيانة. لا عمليات تجميل يمكن أن تخضع لها هذه الحالة؛ لأنها ستكون فاشلة. لها وجه واحد؛ مظهره قبيح وباطنه أقبح. والطائفية كذلك، إن لم تكُن أكثر بشاعة وجُرماً. سرطانها سريع الانتشار، ولئيم الانتقام. الفُرقة أول أهدافها، (...)
الصحافة كسيدة فاتنة تأسر من يقع في حبها. وحب صاحبة الجلالة وسحرها أكثر بكثير من سحر تلك السيدة؛ خصوصاً إن كانت الصُدف العنوان الرئيسي للقاء الأول. قد أكون أسيراً لحالة الحب تلك، وهو ما جعلني أرفض أو أتعالى على أيٍ من الفرص التي تُتاح لي من الناحية (...)
قد أكون متأخراً في نقاش موضوعي هذا اليوم. لكن الكتابة الأسبوعية دائماً ما تكون ضحيةً للأحداث الطارئة. إذ يجد الكاتب نفسه أسيراً لعامل الوقت والحدث، عكس الصحافة اليومية التي تحول الصحافي إلى راقص تانغو، وهذه أجمل اللحظات للباحث عن الحقيقة المحفوفة (...)
الحروب في العالم ربما هي الشيء الوحيد الذي يُعرف أوله دون آخره، فبداية اندلاعها يفترض أن يرتبط بساعة صفر، ونهايتها تقتضي وجود «الصفر» أيضًا، لكنه ليس في التوقيت، بل مقياس الربح، والخسارة، والانتصار، والهزيمة. والمعادلة التي يُفترض توفرها حتى تضع أي (...)
كل عاقل في هذا الكون الفسيح، يُدرك دون أدنى شك أن أي دولة لا تُراعي لقمة عيش إنسانها وأمنه، فهي لا تستحق أن تتصف بأدنى من مجزرة، ينتظر فيها «الخرفان» التوقيت المناسب لأن يكونوا تحت المقصلة. وباعتباري عدوًا لما يسمى «ديمقراطية»، ولا أخشى من إعلان (...)
لا تزال كثير من ذكريات الصحوة تلقى مساحةً كبيرة في ماضي الكثير منا، حتى وإن كانت نتيجة التجديد الذي تعيشه بلادنا لا تجد المتسع الذي كانت تتمتع بها في السابق. والقول إن غيومها السوداء انجلت من ضرب الخيال. والخروج من ذلك النفق المظلم الذي أنتج خطاب (...)
في روسيا الاتحادية شخصٌ اسمه فلاديمير بوتين. تعمّد أن يجعل العالم أجمع يعيش على وقع الصدمة؛ باتخاذه قرار مواجهة أوكرانيا عسكريًّا، من الأرض، والسماء، والأوراق تطايرت من العواصم الغربية وواشنطن.
وفي مساحات ودول أخرى، كان الصوت عاليا، نظير الخشية من (...)
يتعاظم الشعور الإيراني بالكبرياء الزائف يوماً بعد يوم، بالارتباط بعدة عوامل، أهمها الإحساس بالأمن من العقوبة والحساب، الناتج عن التراخي الدولي تجاه الجمهورية التي لا تملك أكثر من اعتماد التخريب وزعزعة المنطقة بأدواتها الفاشية.
وحديثي هذا اليوم عن (...)
هناك الآلاف في عوالم السياسة بلغوا مبلغا مهما في صفحات التاريخ من خلال الحظوظ، وتصدروا المشهد، بل ربما المشاهد، وتبوأوا منصب الرجل «رقم واحد» في دولٍ ما، وحصلوا على كثير من الفرص التي لا يستحقونها.
سأحاول أن أتمتع ببعض من لباقة المفردات، وأتجاوز (...)
أعادت المملكة العربية السعودية تاريخها الحقيقي إلى اتجاهه الصحيح، من خلال ربطه ببعض، والقضاء على فكرة تجزئته أو فصل بعضه عن الآخر.
وبالضرورة على المستوى الشعبي أن يكون للاحتفاء بيوم تأسيس الدولة الثلاثاء الماضي، وقعٌ كبير على النشء بأقل تقدير، وهذا (...)
مُحللو العالم انشغلوا بشكل الطاولة التي بشكلها البيضاوي، جمعت الرئيس الروسي مع الرئيس الفرنسي؛ واستمروا طويلاً بذلك، بينما كان فلاديمير بوتين، يعمل بصمت ومن وراء الكواليس على التخطيط لخلط أوراق العالم بأسره، وعلى رأسه دول الاتحاد الأوروبي. فبقرار (...)
لم أجد إجابة عن سؤال على الدوام ما يكون حاضرا في ذهني، هو: كيف لمن يعرف أنه دنيء القيمة لدى طرف، ويظهر بمظهر القوة والرفعة والكرامة وامتلاك الحجج، وهو كاذبُ مخادع متزلف، ومزيف للحقائق والتاريخ، أن يرى نفسه. وما هي القيمة المعنوية والأخلاقية (...)
يعارض رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، فكرة وجود نفوذٍ إيراني على أراضي بلاده. ويعتبر أن حزب الله حزبا سياسيا موجود على الساحة اللبنانية.
يعتقد الرجل أنه بإمكانه بهذا القول نسف كل صور وأشكال الانغماس الإيرانية التي أسهم بها الحزب، وتحوله على مدى (...)
بقراءة تاريخ جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية»، سيتضح للمرء أنها لا يمكن أن تكون عنصراً طبيعياً يشابه غيره من الأحزاب أو التكتلات السياسية، التي تتبنى برنامجاً تستطيع من خلاله المنافسة على السلطة، وبالتالي المشاركة في الحكم، بل هي بمثابة صداع دائم (...)
كل ما حاولت الابتعاد عن الكتابة والدخول في دوائر الملف اللبناني، أجد نفسي مرغمًا بالعودة إليه. فالرياح القادمة من هناك بالغة السخونة.
ولبنان في أصله التاريخي أحد أهم منارات العالم العربي، إلا أنه استبدل جلدته، أو «أبدلوه»، وبات من يد مرتزق قيمته (...)
قفز العراق على حالة الركود الحذر المفروض عليه منذ 2003، صناديق اقتراع الانتخابات البرلمانية تُفتح من جديد بعد سنوات من إغلاقها، خيوط العنكبوت وجدت لها مرتعا طويل الأمد في مراكز الديمقراطية، والحيرة تضع بصمتها على صوت الناخب العراقي، والرغبة في (...)
القطيعة التي طرأت أواخر أغسطس الماضي بين الجزائر والمملكة المغربية ليست الأولى من نوعها. ولن تصبح الأخيرة. والأسباب التي استند عليها صانع القرار في الجزائر لم تكُن وليدةً للحظة. فتاريخ النزاع بين الدولتين طويل الأمد. والظاهر من تفاصيل الخلاف الظاهر (...)
المحارق أشكال وتصنيفات ومراتب، أبرزها المحرقة السياسية، والسياسة أنواع، سياسة تكتل؛ وهي التي يستطيع طرف من خلالها إقناع آخر بتبنيها لتحقيق مصلحة خاصة، وسياسة إدارية تُعنى بالمؤسسات، وأخرى اقتصادية تحقق التخصيص والتوزيع، وتحارب الركود والتعويم.. وغير (...)
مرّت على الأرض حروب عالمية، عصفت حينها ببني البشر. التاريخ يزخر بأحداث عظام، يُقيد في صفحاته أخلاق وسلوك المجرمين، الذين صاحبتهم هالةً كبرى، لكنهم مضوا «بغمضة عين» إلى منتهاهم، وبقي العالم بعدهم رافعاً راية التعايش، والسلام، والتجدد، والتقدم. لا (...)