بدأ يتحدث بعد أن أخذ تنهيدة عميقة كمن يريد أن يتخلص من جمرة تتلظى في داخله.. حاول قبل سرد حكايته أن يبتلع شيئاً من ريقه الذي جف هما وكمداً كما بدا لي..
- يا أخي اضطررت للسفر بضعة أيام مرغما أن أترك خلفي أطفالي الذين لا أعدل بحبهم شيئا في الدنيا..
- (...)
1/ (درس)
التلميذ:
مستواي كان سيئا في كتاباتي السابقة..
لأنه نتاج ما كنت أقرأ من كتاباتك!
الأستاذ:
شكرًا
ولن ألومك بدوري..
فقد تصرّفت مثلك تمامًا مع أساتذتي!.
2/ (نفح)
لعلكِ لا تتذكرين يا أمي
لكنني ما نسيت!
عندما كنت يافعًا..
قبل ثلاثة عقود..
ما أن (...)
يعرفه كل أهل القرية.. لا يثير حفيظة الكثير.. ومتى كان للناس شأن بمثل (سلمان) راعي الغنم؟!
تذيقه عمته وزوجها كل أصناف الهوان.. لم يكد يبلغ العاشرة حتى مات أبوه... وتلحقه الأم الرؤوم بعد أيام قلائل.. تاركين وراءهما كومة لحم من الأطفال الصغار.. (...)
سفح تقوده الصدفة إلى محل لبيع الكتب المستعملة.. يلمح واحدًا منها.. يقلبّه.. يفغر فاه.. أحرف إهدائه لم يجف دمها بعد! جرح يبطش بمن يحاول النيل منه.. لا يصمد أحد من لداته على الوقوف في وجهه.. شيء واحد يجعله ينهار بالبكاء.. حين يهمس أحد الأشقياء: (ما (...)