الأمسية الشِّعريَّة تعدُّ نافذةً ثقافيَّة مهمَّة، تتيح التَّواصل المباشر بين الشَّاعر والمتلقِّي، وهي فرصة أدبيَّة رائعة للشَّاعر، تمنح الضَّوء الأدبيَّ لجوانب إبداعيَّة في تجربته؛ وذلك من خلال القصائد الَّتي يبعثها محلِّقةً فيها.
والأمسية (...)
وطنٌ تَعَتَّقَ بالمعالي في الدَّمِ
فَانْسَابَ مسكُ الكبرياءِ من الفَمِ
هو فطنةُ التَّاريخِ بعد خمولِهِ
وكسوفِهِ.. في الهامشِ المُتَشَرْذِمِ
من أَرْمَضِ الأخطارِ شَيَّدَ سؤددًا
بفضائلٍ وثَّابةٍ كالضَّيغمِ
في كلِّ أنحاءِ السُّمُوِّ تأنَّقتْ
أمجادُهُ، (...)
بعد التلاشي في فراغ الجهاتِ
أفقتُ من غيبوبة الأمنياتِ
كرعشة الصوفيِّ في فيض شكوى
بحضرة الأذكار والمكرماتِ
كرقصة الأنسام فوق الروابي
على مواويل الندى في الشتاتِ
كبسمةٍ عطريّةٍ من شفاهٍ
جفّتْ بوجه الصمت والمشكلاتِ
كهزّة الأمواج وقت التجلّي
للبدر.. (...)
رأيتكِ ما بين أنحاء عمْري
كفاكهةٍ تتلثّم
حين تهاتفها نَفَحات المطرْ
فسار انتشائي على زفّة الحبِّ
حتى يقدّم مهر الغرام إليكِ
بترنيمةٍ من تحايا القمرْ...
حنانكِ دفءٌ
يبيّض آمال قلبي الذي
كان يأكل من وَجَبات الألمْ
فتستيقظ البَسَمات
من النّكد المترسّب (...)
تأنّق القلب ممنوناً لرؤياكِ
صار الزمان جميلاً عند لقياكِ
أميرةُ الذوق.. سرُّ الليل يعصرني
بوحاً، وروحاً كماء الورد تهواكِ
عشقٌ يرطّب أنفاسي كأغنيةٍ
من مسرح الشوق قد طارتْ لمغناكِ
أشجان لهفتنا في الذات قد نشرتْ
بخورها، وأنارتْ عشب ممشاكِ
وطيف بسمتنا (...)
يعزف الليل غناءً.. يبصق النجم عطوراً
وتَسيلُ الأمنيات...
عند زاوية الغصن يرتعش الجفى
ينتفض كالنائم المذعور.. من وخز الندى
ويغرس الحب في فم العصافير
فينبت ريش الهوى..
من بعيد هناك
ظل فاتنة يداعب القمر
صوتها يركل كسل.. من لحون تثاؤبها
تخدش الليل (...)
ماذا أقول وسحر العين يضنيني
فلا الرقاة ولا الأشعار ترقيني؟
وكيف يرقى مريض صار منزله
تحت الجنادل بين التُرب والطينِ؟
ماذا أقول فلا الأوصاف تسعفني
ولا المعاني ستأتيني وتعطيني؟
تدفق الحسن في عينيك منبعه
فما تركت لحور الجنة العينِ؟
وما شممت لأزهار (...)