منذ الحواري القديمة والطرقات الضيقة، منذ أعمدة الكهرباء الشاهقة وتجمعات الأطفال البريئة أسفلها، منذ كانت أحضان بيوت الطين تحتوينا وأعتاب الأزقة تشهد جلساتنا وأنس حكاياتنا، منذ كانت أيادينا الصغيرة تعبث بكتل الطين عقب الأمطار ونحن نشكلها كيفما نتخيل، (...)
هتفت في مسمعي...ماذا نصنع إذا أحاطت بنا أمواج متلاطمة كألسنة اللهب وقارب مثقوب ومجداف منكسر؟
قالتها بملء فيها.. بصوت يتعالى نبضه ويحتضن دفؤه.
يندب حظه ويبدي ضيقه.. لا.. لن يظهر عجزه
بصمتٍ لم.. ولن يهتز له ولم يشعر من حوله به
لأنه اعتاد واعتدنا أن (...)
حينما نشتمّ عطباً نبادره بحثاً بكلّ الطرق وبشتى السبل.. إلى أنه ندركه.. فنتداركه.. ونتدارك فيه أشياء قد تقع من شيء قد وقع.. وقد توفق في إصلاحه أو استبداله أو حتى في إخفاء معالمه!! وكأن شيئاً لم يقع.. فنحمد الله!!
بيد أن يكون هذا عَطباً في القلب.. (...)
أمسكتُ بقلمي لأخط حرفي.. فإذا هو يعتذرني
ياااه.. حتى الأقلام بدت تشكو عجزاً لعارض ألمَّ بها!
كما نحن.. بل كما أنا.. أشكو حيرة لمصير أنتظره وينتظرني..
أجدها.. أجدها تعاودني من جديد.
تلك الحيرة.. بلغت مني مبلغا.. أعجزت مني منطقا. لتلجم في (...)
الكُلُّ منا مصابٌ واحتوته العلل
والعينُ فينا بكاءُ واكتوتَ منها المقل
يا لمصابنا.. يا اا لمصابنا فينا
القلوبُ ثكلى.. والقبورُ ملأى؟؟!!
ما الخطبْ؟ وما الذي حدثْ؟
ما الجُرم؟ ومَنْ الذي اقترفْ؟
أجزمُ لا مُجيب! لأنه لا مبدأ ولا رقيب
ولا أقربُ من رقيب (...)
في ذلك الصباح ..
خطوات متتالية .. متسارعة .. تقفز تارة .. وتنتظم تارة
لتتخطى كل العقبات .. ولتسخر كل الظروف .. لتمتثل بالوقت .. كما هو الوقت!! كان الجرس أسرع من خطواتي ..
يااااه .. أجدني أتعثر من جديد لأسرع الخطا .. وأسرع الخطا .. والكلُّ كأنا .. . (...)
تستضيفنا ونجيب إليها
تثقلنا ونذعن لها
ترهقنا ونأسى منها.. ولا مفر!!
بلا موعد نقتطعه.. ولا لقاء نتلهّف له.. نجدها.. نجدها أمَامنا.. بكل ثقلها!!
تستغفل السعادة فينا.. وتبتر الضحكات بنا.. وتحجِّر الابتسامة في شفاهنا!
لا.. لشيء.. ولا عن شيء.. إنما هي (...)
أمر جلل ان يصاب الأمن في مكمنه، وأن تدمى القلوب في مكتنفه، وأمر عضال ان تسدد سهام الأذى لأهله..
والأمرُّ في الأمرين.. أنها لم تكن سهاماً من المتعارف عليها فنتصدى لها بكل ما نملك ونمتلك ديناً وفكراً واقتصاداً وسلاحاً، فنلثم اتجاهها ونكسر حدتها، ونخفي (...)
يا آآآه.. يا لهذه القلوب
لطالما شكاها الأنين أسى
ولطالما بكاها النحيب صبراً
لم .. تذعن لهذا وذاك بالرغم من ألمها
لم .. تعُد هنا وهناك بالرغم من خوفها
لا لشيء .. إنما
إيماناً واحتساباً لعجز أمام قدرْ
قضاه الله فيها.. وقدَّره الإله في أمرها
فما فتئ (...)
ريشٌ مبتدئه انتشلها
ألوانٌ متميزة ألملمها
مشاعرٌ جياشةٌ أترجمها
لأُداعبَ منها ما افتنته لما افتننه
لأعملها فيك لو حتى عن كثب
لا تمتتم بها لك عن قرب.. قد.. اجهل فيك فن الرسم وأصوله
وافتقر اليك ذوق اللون وفنونه
بيد أني.. اغتني بكِ احساسه وصدقه!!
.. (...)
أهلا بالمدرسة وضجيجها.. لم تكن عابرة
استوقفتني برهة.. أتبعتها ابتسامة.. ما إن بترتها،
واريت على قلبي.. أين هي منها..؟
وأين الضجيج من صوتها.. أنفاسها.. تحركاتها.. طيبتها.. لعمري افتقدها كما نحن!!
كيان عطاء لسنوات مضت.. وكلت أمانة اثقلتها.. اضنتها.. (...)
تعقيباً على الكاتبة عبير البكر في مقالتها «وأبدو كأني لا أبالي» حقاً.. بدت كأنها لا تبالي وحتماً أضحت شاكية وأمست باكية وما زالت آسية.. هكذا رأيتها!! كما رسمتِها عبير وكما ابدعتِ رسمتِ جرحاً ونزف جرح وترجمت أسى وأي أسي وما زلت أشتمُّ نزفها!! كنت (...)