القضية الماثلة في العنوان ذات تفرعات لا تنتهي، ولذا سأركز على الأسباب، التي جعلت المثقفين في زاوية قصية مُعتِمة من زوايا وسائل التواصل، قارنا كل سبب بما أستطيع الاهتداء إليه، من طرائق مقترحة للخروج من هذا الواقع.
المقال يباشر مشكلة ضعف حضور المثقفين (...)
دأب الباحثون في تاريخ الأدب والثقافة على إدراج الصحافة في عوامل نهضة الأدب والثقافة في أي قطر من أقطار العالم، ويذكرونها مقرونة بالتعليم، والمؤسسات الثقافية، والصوالين الأدبية، والجوائز؛ وذلك دال على أن الصحافة الأدبية عامل مهم من عوامل النهوض (...)
كان المقال الماضي تحت عنوان: «هكذا تفكر حين تصير الحياة خلفك»، وتناول بعض التغيرات التي تطرأ على طريقة التفكير بعد بلوغ خمسين عاما من العمر، وفي هذا المقال إضافات إلى تلك الأعراض والتغيرات.
في هذا العمر، قد تتغير نظرة الرجل إلى المرأة، وأقول: «قد»؛ (...)
قبل مباشرة الأعراض التي تطرأ على طريقة التفكير بعد بلوغ خمسين عاما من العمر، أوضح بأنني قرأت عن هذا الموضوع في غير كتاب من كتب علم النفس المتوافرة، فلم أخرج بشيء ذي بال، سوى الأطر العامة، وبعض المصطلحات ذات المفاهيم العائمة، والتقسيمات المعروفة (...)
المتأمل في الخطابات التربوية والوعظية السائدة في بلادنا ومحيطنا العربي، يلحظ أن أكثرها ينحو إلى البرمجة والقولبة والتنميط واستنساخ النماذج، سواء أكانت البرمجة فكرية أم سلوكية، وأنها لا تمنح عقل الفرد حقه في العمل الذي خلقه الله من أجله، وهو التفكير (...)
يقول لي خيالي المريض المصاب بفوبيا الحركيين المتطرفين: إن حياة أيّ جماعة سياسية مؤدلجة وقوتها وتأثيرها، مرهونة بنجاحها الدائم في تجنيد أعضاء جدد، بمعنى أن الاستقطاب هو الإكسير الذي يطيل عقود حياتها، وهو ما يجعلها قادرة على إرهاب خصومها بالكثرة، وهو (...)
معرفة مكامن الخلل في أدبيات التيارات المعاصرة دون نقدها خطأ جسيم؛ لأن عدم النقد شكل من أشكال التخلي وعدم المبالاة بما قد يفضي إليه الخلل من مشكلات كبرى على المستويين: الوطني/ الأمني، والاجتماعي، فضلا عن أن النقد نوع من الترشيد، ودعوة مجانية إلى (...)
مدار هذا المقال هو بعض المشكلات التي واجهتها الجامعات السعودية الناشئة منذ إنشائها، وهي مشكلات تنقسم إلى نوعين رئيسين: أحدهما: إداري مالي، ويمكن حل المشكلات المنضوية تحتهما؛ لأنها في إطار الممكن، والآخر: فكري سياسي، يصعب حل المشكلات التي تنضوي تحته؛ (...)
آخر مقال كتبتُه، ونشر على صفحات «الوطن»، عنوانه: «أبهانا كما يحب أهلها»، نشر الأحد 30 ديسمبر 2018، أي قبل ما يقرب من عام، لم أكتب أو أنشر خلاله مقالاً صحفيّا مكتملاً، على الرغم من كثرة الأحداث، إلا أنها – كما أزعم - أحداث جزئية داخلة في أطر عامة، (...)
تباين مفاهيم مصطلح: «التطرف»، والمصطلح المركب: «التطرف الفكري»، بين: تعريفات توسّعه وتعمّمه، فتجعله كل خروج على المعايير والقيم القارّة في مجتمع ما، وتعريفات تحصره في فرض الرأي الأوحد بالقوة، وتعريفات ترى أنه الجمود العقائدي والانغلاق العقلي، (...)
ين يكون حب الأوطان والحنين إليها جبلّة وفطرة، ويصير التشوق إلى الأوطان علامة من علامات الصحة النفسية وسلامة العقل، وهو ما عبر عنه الجاحظ – في رسائله – ب«الرشد» حين قال: «وقالت العجم: من علامة الرشد أن تكون النفس إلى مولدها مشتاقة، وإلى مسقط رأسها (...)
لا يوجد منصف يشكك في الدور التاريخي المهم الذي نهضت به القبائل العربية في شبه الجزيرة العربية إبان توحيد المملكة العربية السعودية، وهو دور لم تكن هذه القبائل العصيّة على التطويع لتنهض به إلا نتيجة اقتناعها الكامل بحتمية وجود وحدة جغرافية وسياسية، (...)
لا يستطيع الإنسان أن يعيش إلا في مجتمع، وذلك يعني حاجته الدائمة إلى الآخرين، ويعني في المقابل حاجتهم البدهية إليه، مما يحتم عليه التفاعل – إيجابيا – مع أفراد مجتمعه/ وطنه/ أمته/ كوكبه/ كلهم، دون النظر إلى اختلاف عقولهم وعقائدهم وانتماءاتهم وطرائق (...)
خاض القشعمي معمعة المعرفة بشجاعة نادرة، برغم أنه نفسه الطفل الذي خاف من أن تعضه السيارة عندما رآها أول مرة تغزو قريته النجدية، ولا إقدام إلا بعد إحجام، وما الإحجام إلا حذر، ولعل هذا يفسر تأخر القشعمي في الانتقال إلى شارع التأليف، حيث يسبق الاستدلال (...)
لو أن الإنسان القديم اصطدم بمن يحذّره من خطورة سنابل القمح بحجة أنها دخيلة أو خطيرة أو سامة أو مفسدة للعقائد والأخلاق، ما اكتشف القيمة الغذائية لهذه السنابل، ولا جرَش حبوبَها أو طحَنها أو أكلها خبزاً هو «العيش» بكلّ إيحاءات هذه اللفظة.
لا خلاف حول (...)
بعد أمطار غزيرة تهطل بالغزارة نفسها منذ عشرات السنين، أطلّت الأم الخمسينية الشاعرة ومشرفة اللغة العربية فاطمة عسيري، من شرفة بيتها في حي «الصفرا» بمدينة أبها، فلم تر الوادي الذي كانت تراه منذ خمسين عاما، لتتداعى ذكرياتها، وتبدأ في سرد حكايتها (...)
يستطيع الناظر في قصائد مدح الشعراء السعوديين للملك عبدالعزيز، أن يلحظ فروقا، - في الأسباب والبواعث- بين قصيدة المدح عند هؤلاء، وقصيدة المدح في الشعر العربي القديم؛ ذلك أن قصيدة المدح عند الشعراء السعوديين صارت ممزوجة، بالحس الوطني، والحب النابع من (...)
الوطن - السعودية
حين تأوي إلى فراشك، بعد أن تشاهد مقطعا يقتل فيه "مجاهدو داعش" – بدم بارد وعقول ذات لوثات 1500 شخص لا حول لهم ولا قوة، وبطريقة بشعة جدا؛ إذ يساقون إلى الموت جماعات، فيكبون على وجوهههم، مقيدين في قبرهم الجماعي، ثم يبدأ إطلاق النار (...)
يصعب تصنيف محمد بن عبدالرزاق القشعمي؛ لأنه جمع على صيغة المفرد، أو مفرد على صيغة الجمع، فهو ببلوجرافي، ومؤرخ، وباحث، وراصد، ومؤرخ، وهو في هذه المجالات كلها "مبدع"، وجاد، ومجتهد، ودؤوب ومثابر، وجلد، وقادر.
أمام ما يزيد على ثلاثين مؤلفا، لا يمكن لعارف (...)
حين يتحدث محمد العثيم عن المسرح يشعر السامع بأن "العثيم" هو المسرح، وأن "المسرح" هو "العثيم"؛ فهو "يمسرح" النظرية حتى تبدو أمام السامع "مشهدية"، تتحول فيها اللغة إلى صورة بصرية.
وحين يتحدث محمد العثيم، فإن حديثه يكون عميقا، ليصل إلى درجات لم يصلها (...)
الوطن - السعودية
بدأت الضجة حول برنامج: "رامز قرش البحر"، قبل أن يبدأ عرض حلقاته، بعد أن رفعت الفنانة آثار الحكيم دعوى قضائية ضد رامز جلال، وزميلته الصحافية شريفة شحاتة، ومنتج البرنامج، طالبت فيها بوقف بث الحلقة التي صوّرت معها، بعد إصابتها بنوبة (...)
لا يمكن لأي قارئ في شعر أحمد الصالح، أو متأمل في تعرجات سيرته الذاتية، إلا أن يربط بين: "طليعيته" و"تقدميته" و"ريادته التحديثية" من جانب، وانتمائه من جانب آخر إلى مدينة عنيزة، بوصفها رمزا مكانيا للانفتاح والجمال والإبداع، وبوصفها المدينة التي يتسم (...)
كان الدكتور محمد الصبيحي، يؤمّل في بدء طموحاته، أن يكون طيّاراً، لكن قلب أمه كان يخشى عليه من التحليق في فضاءات الواقع، فأحجم عن أمنيته امتثالاً لرغبة والدته.
ويبدو أن عشقه القديم، وأمنيته العتيقة، قد تحققت مجازيا، بعد أن استحالت حقيقة، فصار محمد (...)
محمد علي علوان المثقف، أنموذج ماثل لما استقر عليه مصطلح "الانتلجنسيا" في أذهاننا؛ فهو يمتهن الإبداع والتنوير، منذ زمن كانت فيه "الوظيفة"، و"العسكرية" أقصى طموح أقرانه، وبرغم ذلك بقي هذا المحمد غير آبهٍ بالأضواء التي تريده بإلحاح، فينزوي عنها بإصرار، (...)