أوضح جابر الفيفي عضو تنظيم القاعدة الأسبق الذي سلم نفسه للسلطات السعودية في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن فرع التنظيم في اليمن عمل على قطع الطريق أمام المغرر بهم من السعوديين، للخروج إلى مناطق أخرى تشهد فتناً وصراعات في الصومال وأفغانستان والعراق، مشيراً إلى أن التنظيم تشدد في اتصالات عناصره مع ذويهم، لدرجه أنه لم يعد يسمح لهم بالاتصال بذويهم سوى 12 دقيقة في السنة، لافتاً إلى أنه استخدم العائدين من غوانتانامو للتغرير بالشباب، عبر سرد رواياتهم وتجربتهم في حرب أفغانستان وتعامل الجيش الأميركي معهم في المعتقل. وقال الفيفي في اعترافات جديدة بثتها القناة الأولى في التلفزيون السعودي أمس، أنه عزم على تسليم نفسه بعد شهر ونصف الشهر من تسلله، عندما تأكد من وصول القائد الميداني للتنظيم (سابقاً) محمد العوفي إلى السعودية رغبة منه في تسليم نفسه، إلا أن قيادات التنظيم تشددت في الاتصالات التي يجريها عناصرها مع ذويهم، بحيث منحت 6 دقائق للشخص خلال 6 أشهر، على أن تكون الاتصالات مراقبة من القيادة عبر استماعهم إلى تفاصيل المكالمة. وأشار التائب الفيفي (المكنى ب عبدالله الشبهواني) إلى أن المطلوب رقم 85 في القائمة يوسف الشهري الذي قتل في نقطة تفتيش الحمراء في جازان في أيلول (سبتمبر) 2009، ساعده على الخروج إلى اليمن، بعد التنسيق معه عبر رسائل الهاتف المحمول، ولا سيما أن الفيفي ينتمي إلى منطقة فيفا في جازان وعلى دراية كاملة بالطرق الحدودية. ونقلت جريدة (الحياة) عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها أن التائب الفيفي تسلل إلى اليمن للالتحاق بالتنظيم برفقة القائد الذي نصبته «القاعدة» أخيراً عثمان الغامدي وهو المطلوب رقم 53 في القائمة، إضافة إلى المطلوب رقم 55 عدنان الصائغ، مشيرة إلى أن الغامدي والصائغ كانا برفقة الفيفي خلال اجتماعهم مع نائب التنظيم سعيد الشهري والتائب محمد العوفي قبل إعلان التنظيم على وليمة في أحد فنادق الطائف للتغرير بالشبان للالتحاق بصفوف التنظيم. ولفت الفيفي إلى أن سعيد الشهري ومحمد العوفي قاما بدعوة أشخاص من العائدين من غوانتانامو على وليمة، وطرحوا عليهم بعض المسائل عن العلماء الشرعيين في المملكة، مشيراً إلى أن حديثهم في تلك الوليمة تطرق إلى «أن الدولة تساعد الكفار ضد المسلمين». وأضاف: «سمعنا أن الشهري تسلل إلى اليمن برفقة أربعة أشخاص، وعزمت على الرحيل إلى اليمن بعد أن تأثرت في أحداث غزة، ولست مؤيدا للعمل داخل السعودية، وتحدثت مع القتيل يوسف الشهري الذي نصحني بالتريث بسبب انه سيخرج إلى اليمن ومعه 7 أشخاص، بالتنسيق مع زوج شقيقته سعيد(الشهري)». وذكر الفيفي أن التقى مع منسقين يمنيين هدفهم الربح المالي على الحدود السعودية – اليمنية، وساعدوه على الدخول إلى اليمن، حيث ساروا على الأقدام في طريق جبلي بين 6 و7 ساعات، وقال: «وصلنا إلى إحدى القرى الحدودية، وتم تزويدنا بالسلاح، بسبب أن المنطقة في ذلك الوقت تشهد مواجهات بين الحوثيين والجيش اليمني، ووصلنا إلى منزل أحد عناصر التنظيم في منطقة وادي (وايلة)، وبقينا في المنزل 45 يوماً». وأضاف: «سمعنا عن تأسيس فرع للتنظيم في اليمن لاستقطاب كوادر، للانضمام لهم، بعد يوم واحد من استقرارنا في منزل أحد عناصر التنظيم، ومعنا عدنان الصائغ وعثمان الغامدي وإبراهيم الربيش (جميعهم مطلوبون للسلطات السعودية)، والقتيل يوسف الشهري، وتمت مبايعة الزعيم أبو بصير اليمني ناصر الوحيشي، وتم توثيقها عبر كاميرا الهاتف المحمول». وأشار الفيفي إلى التنظيم جعل من العائدين من «غوانتانامو» أدوات للتغرير بالشباب، عبر سرد رواياتهم وتجربتهم في حرب أفغانستان إلى أن انتهى المطاف في اعتقالهم في «غوانتانامو»، وشرحوا للمغرر بهم كيف تعامل الجيش الأميركي معهم.