أكدت دراسة حديثة أن ما نسبته 90 بالمائة من العاملات يفضلن العمل تحت إدارة الرجل، وأن أكثر من 85 بالمائة منهن قلن إن المرأة تبالغ في قراراتها حتى تثبت أنها قادرة على القيادة. عللت النساء اللاتي شملتهن الدراسة التي حصلت صحيفة "الشرق الأوسط" على نسخة منها، الأمر بأن المشكلات التي تحدثها إدارة المرأة تأتي بدافع من الغيرة أو حب التسلط وفرض الرأي، وأشار بعضهن إلى أنه في حال صُرِف لإحداهن راتب وهي تعمل تحت إدارة الرجل أقل منه تحت إدارة المرأة لاختارت العمل تحت إدارة الرجل. وفي محاولة لتوضيح مفهوم رغبة عمل بعض السيدات تحت إدارة الرجال، قال الباحث الاجتماعي "محمد الحميد": "إن عاطفة المرأة، وسرعة تأثرها بالعوامل الاجتماعية المحيطة بها، الأسباب الرئيسية خلف تفضيل البعض العمل تحت إدارة الرجل". وأضاف: "إنه لا يوجد أي فرق بين المرأة والرجل في القدرة على تولي مناصب معينة، لكن توافر خصال القيادة بحكمة وتحمل مسؤولية القرارات الخاطئة عند الرجل القيادي يصنع الفارق لصالحه". من جهتها، علقت الاختصاصية النفسية الدكتورة "نورهان متوكل" بقولها: "إنه على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والصبر، التي من شأنها تمكينها من تولي مناصب قيادية كبيرة، فإن عاطفتها هي التي تغلب على مجمل قراراتها، وهذا من شأنه أن يضع شيئاً من الضغوط على من هن تحت إدارتها". ولم تغفل في حديثها عن تدخل الغيرة، التي من شأنها أن تتسبب في كثير من الضغوط بينهن، مما دفع إلى إخفاق بعض القياديات في احتواء مرؤوساتهن، إلى جانب تحمل المرأة القيادية عبئاً يفوق ما يتحمله الرجل القيادي يتمثل في عبء المنزل ومهامه، ما قد ينعكس سلباً على آلية عملها واتخاذها القرار. وقال "سهام الشدي"، وهي موظفة في أحد البنوك ل"الشرق الأوسط": "إن إدارة المرأة لمثيلتها تبرز بعض الصعوبات في عملية تفهم الظروف وتقدير مشاق العمل"، مؤكدة أنها تواجه في عملها الكثير من المشكلات مع مديرة الفرع، نتيجة كثرة القال والقيل من بعض الزميلات المثيرات للمشكلات. وأضافت: "نلجأ معظم الأحيان إلى المدير الرئيسي للفرع في حال واجهتنا بعض تلك الأزمات النسائية، فهو يتصرف بحكمة، ويضع المشكلات الشخصية جانباً، ويوجه بعقوبات رادعة لا تؤثر على أدائنا المهني". وحول ذلك، قالت "خلود الدوسري" وهي معلمة لغة عربية للصحيفة: "يخجلنا ما نراه بين المعلمات، فالوسط مشبع بكل أنواع الغيرة والانتقام، فنرى تكتلات واضحة بين المعلمات، كما أن بعض المديرات يعززن تلك التكتلات عبر الجاسوسات". وأضافت: "هذه الطريقة تؤثر على علاقة المعلمة والمديرة، إلى درجة قد تدفع بعض المديرات إلى تجاهل جهود معلمة معينة عمدا بهدف إرضاء المعلمة الواشية، وعلاوة على ذلك كله نجد أن بعض المديرات يصبن بالغيرة من معلمة حازت إعجاب إدارة الإشراف مقابل عملها الجاد، ليتم التقليل من قيمة جهودها، وتسريب ظواهر النجاح لدى المعلمة الناجحة إلى سراديب الفشل".