انتقد عدد من النساء اللاتي يعملن تحت إدارة المرأة أسلوب بعض السيدات في الإدارة، منتقدات ما يحدث تحت إدارتهن من مشكلات يومية مستمرة بدافع الغيرة أو حب التسلط وفرض الرأي، حيث كشف البعض منهن عن تفضيل أن يكون الرئيس في العمل رجلاً، معتبرات ذلك أفضل. وأشار بعضهن إلى أنه في حال صُرِف لإحداهن راتب وهي تعمل تحت إدارة الرجل أقل منه تحت إدارة المرأة لاختارت العمل تحت إدارة الرجل لأن الغالبية ترى أنه عادل ولا يرضى بالظلم بعكس إدارة المرأة. وقد أوضحت إحدى موظفات البنوك بالمملكة هناء محمد "أن إدارة المرأة لمثيلتها تبرز فيها بعض الصعوبات في عملية تفهم الظروف وتقدير مشاق العمل، مؤكدة أنها تواجه في عملها الكثير من المشكلات مع مديرة الفرع، نتيجة كثرة القال والقيل من بعض الزميلات المثيرات للمشكلات، لافتة إلى أن المسؤولة لا تتغاضى عن تصديق ما ينقل لها من الأقاويل الملفقة، بدافع الغيرة، لذلك نلجأ معظم الأحيان إلى المدير الرئيسي للفرع في حال واجهتنا بعض تلك الأزمات النسائية، فهو يتصرف بحكمة، ويضع المشكلات الشخصية جانبا". كما تقول المعلمة جمانة سعيد "بأنها لا ترى الإدارة النسائية جيدة فالمرأة لا تستطيع أن تتميز بإدارتها بل الغيرة وحب التسلط والانتقام وتدخل العلاقات الشخصية والمصالح في عملها سبب في حدوث العديد من المشاكل في إدارتها بعكس إدارة الرجل فإنه يعمل من أجل نجاح الإدارة ولا يفرق بين شخص وآخر مع صفة التسامح لديه ويحل المشاكل بحكمة أكثر من المرأة ، إضافة إلى أن المرأة لا تريد أن يتميز أحد غيرها من زميلاتها وموظفاتها ومن تتميز تضع لها العراقيل حتى تحبط وهذا لا نجده لدى الرجل". وكذلك العاملات في القطاع الصحي والإعلامي يؤكدن أن إدارة الرجل تعطي المرأة مساحة من القدرة على الإنجاز، بالإضافة لمراعاته لعمل المرأة داخل المنزل ويقدر ظروفها. وفي محاولة لتوضيح مفهوم رغبة عمل بعض السيدات تحت إدارة الرجال، علق الباحث الاجتماعي محمد الحميد، قائلا "بأن عاطفة المرأة، وسرعة تأثرها بالعوامل الاجتماعية المحيطة بها، هي من الأسباب الرئيسية خلف تفضيل البعض العمل تحت إدارة الرجل، لافتا إلى أنه لا يوجد أي فرق بين المرأة والرجل في القدرة على تولي مناصب معينة، لكن توافر خصال القيادة بحكمة وتحمل مسؤولية القرارات الخاطئة عند الرجل القيادي يصنع الفارق لصالحه". ومن جانب آخر، يرى الباحث الاجتماعي أن عمل المرأة تحت إدارة الرجل فتح آفاقا أخرى تتسم بالموضوعية تجاه قدرات وإمكانات المرأة العاملة، ووضعها الأسري، لا سيما أن طبيعة حياة المرأة السعودية تحاط بهالة من الخصوصية، إلى جانب التزاماتها العائلية." وفي ذات الصدد، ذكرت الأخصائية النفسية الدكتورة صباح الزهار فقالت " بأنه على الرغم من قدرة المرأة على التحمل والصبر، التي من شأنها تمكينها من تولي مناصب قيادية كبيرة، إلا أن عاطفتها هي التي تغلب على مجمل قراراتها، وهذا من شأنه أن يضع شيئا من الضغوط على من هن تحت إدارتها، كما أن أكثر من 85% من السيدات في مواقع الإدارة يبالغن في قراراتهن حتى يثبتن أنهن قادرات على القيادة. ولم تغفل في حديثها الزهار تدخل الغيرة، التي من شأنها أن تتسبب في كثير من الضغوط بين النساء، مما يدفع إلى إخفاق بعض القياديات في احتواء مرؤوساتهن، إلى جانب أن المرأة القيادية تتحمل عبئا يفوق ما يتحمله الرجل القيادي يتمثل في عبء المنزل والأطفال ومهام الزوج مع العمل، مما قد ينعكس سلبا على آلية عملها واتخاذها القرار". وقد أوضح ل" الوطن " المحلل النفسي وأستاذ الدراسات والبحوث الاجتماعية الدكتور هاني الغامدي "أنه في علوم الإدارة تحصل عدة مشاكل في العمل والتي قد تؤدي إلى مصادمات، ولكن الإبداع في علم الإدارة أن يكون القائد المسؤول عن المنشأة يكون بمعنى قائد وليس بمعنى مدير، فإن أي منشأة يكون المسؤول عنها مديرا لابد أن يتصف بصفات مهنية وليس فقط أن يهتم بالإدارة والتعامل مع الأمور الإدارية فيكون تعامله بطريقة جافة تؤثر في الإنتاج العام من الموظفين، أما إذا كان هذا المدير يتصف بصفة القائد ففي هذه الحالة يكون هذا القائد من أساسياته وأهم ما يشغله في العمل هو الفهم في التعامل مع الموظفين والمنسوبين لهذه المنظمة، طبعا بما يعادل إحدى النظريات المعروفة في الإدارة هو إثبات حق الموظف وإثبات حق المنظمة هذا هو القائد". وأضاف الغامدي بأننا نجد أن بعض السيدات يفضلن أن يكون مديرهن رجلا والسبب في هذه الجزئية لأننا نجد الرجل يعتمد على المساواة في العمل بعكس أن كانت المرأة هي القائد للمنشأة، وبالتالي تقبل قيادة الرجل بشكل أفضل لأن هذا الأمر جاء من جنس مختلف ولأن الرجل معروف دائما أنه هو القائد فهو قائد في البيت وفي المجتمع وفي الأمور الحياتية".