كشفت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس على الانترنت عن بعض المراسلات حول اتصالات وحوارات جرت بين القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس حسني مبارك ونجله جمال مبارك ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان وبعض المسؤولين والدبلوماسيين الامريكيين خلال العامين الماضيين. وتتناول هذه البرقيات آراء مصرية حول التعامل مع عدد من القضايا أبرزها ايران والعراق والقضية الفلسطينية. و كشفت المراسلات عن فحوى تصريحات تعود إلى شهر مايو/آيار 2008 حين التقى الرئيس مبارك ونجله جمال واللواء سليمان عددا من نواب الكونجرس الأمريكيين على هامش اجتمعات المنتدى الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ. كما تكشف عن تصريحات أخرى لمبارك خلال اجتماع مع السيناتور الأمريكي جون كيري والسفير الأمريكي في القاهرة في يوليو/تموز 2008. وفي الملف العراقي قال الرئيس المصري بحسب إحدى البرقيات إنه نصح ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق بعدم غزو العراق. لكن الرئيس المصري رد حين سئل عن وضع جدول زمني للانسحاب الأمريكي "لايمكنكم الانسحاب". ونصح مبارك الأمريكيين بدعم القوات المسلحة العراقية "ما سيؤدي إلى حصول انقلاب عسكري يأتي بديكتاتور لكنه ديكتاتور عادل". ومضى الرئيس المصري قائلا بحسب إحدى المراسلات" انسوا الديمقراطية.... العراقيون قساة بالفطرة". وحين سئل عن رأيه في رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال مبارك" لقد جاء إلى القاهرة وأعطيته رقم هاتفي لكنه لم يتصل بنا". وأضاف أن مصر عرضت استضافة وتدريب القوات العراقية لكن العراقيين لم يردوا على هذا العرض. إيران وحذر مبارك واشنطن من ايران واتهمها ب"الكذب الدائم من أجل خدمة هدف أكبر" مضيفا أن "مصر قد تضطر لبدء برنامج نووي تسلحي لو نجحت ايران في برنامجها النووي الذي اعتبر أنه يسبب له وللجميع حالة من الرعب". و نسبت إحدى البرقيات إلى الرئيس المصري قوله في إحدى البرقيات إنه أبلغ الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي بأن ينصح خلفه محمود احمدي نجاد بألا يستفز الأمريكيين. واعتبر مبارك أنه نتيجة الغزو الأمريكي للعراق وسعت إيران نفوذها في كل مكان. أما مدير المخابرات المصرية عمر سليمان فنسبت إليه المراسلات قوله إن بلاده حذرت إيران من التدخل في الشؤون الداخلية لمصر وعواقب دعم حركات إسلامية في المنطقة مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس الفلسطينية. واوضح أن مصر تلقت ردا ايجابيا للغاية من رئيس المخابرات الايرانية الذي تعهد له بعد التدخل في شؤون مصر. وقال سليمان إن بلاده ستستمر في تجنيد العملاء داخل ايران الذين سينفذون ما يطلب منهم اذا ما اصرت ايران على التدخل في شؤون مصر على حد وصفه. وأوضح أيضا أنه لو كان الرئيس أحمدي نجاد قد حضر قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في شرم الشيخ في يوليو/تموز 2009، كان الرئيس مبارك سيلتقي به ويؤكد له ضرورة توقف طهران عن التدخل في الشان الداخلي للدول العربية. ورأى سليمان خلال لقاء مع الجنرال ديفيد بتريوس في يوليو/ تموز 2009 بعد الانتخابات الايرانية أن التحدي يتمثل في إعادة العراق إلى العالم العربي وحشد التأييد لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وأضاف عمر سليمان أن الرئيس مبارك طلب من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز ألا يبحث عن بديل للمالكي وأن يقبل به ويدعمه كزعيم للعراق. وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والمصالحة الداخلية قال مدير المخابرات المصرية للجنرال بتريوس إن لمصر ثلاثة اهداف رئيسة في التعامل مع الفلسطينيين وهي الحفاظ على الهدوء في قطاع غزة، وتقويض حركة حماس، وبناء دعم شعبي للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأوضح أن إضعاف حماس يتم من خلال وقف تهريب الاسلحة والاموال لها، ما سيؤدي إلى جعلها اكثر مرونة عن ذي قبل. وفي الشأن اللبناني والسوري، وقبل اسبوع من توقيع اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين، قال عمر سليمان إن سورية تسعى للتوصل إلى اتفاق مع اسرائيل والولايات المتحدة بشأن إعادة مرتفعات الجولان وإلغاء المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مقابل الحد من تدخلها في الشأن اللبناني. وفيما يتعلق بالانتقادات الأمريكية لملف حقوق الإنسان في مصر اكد مبارك على العلاقات الجيدة مع واشنطن لكنه قال إن الإدارة الأمريكية لا تتلقى المعلومات الصحيحة مضيفا "أنا صبور بطبعي".