رغم أن وثائق ويكيليكس بالإنكليزية إلا أنه لاشيء أثمن من الإطلاع المباشر دون وسيط على أكبر فضيحة تسريب معلومات سرية في التاريخ وتثبت أن أمن المعلومات الرقمية هو مجرد سراب، وهي متوفرة على الرابط: http://cablegate.wikileaks.org/origin/6_0.html اكد موقع "ويكيليكس" الاحد تعرضه لعملية قرصنة معلوماتية مشددا على ان هذا الامر لن يمنعه من نشر وثائق اميركية حساسة في العديد من وسائل الاعلام، وذلك بالتزامن مع إرسال الحكومة الأمريكية خطابا إلى مؤسس الموقع "جوليان أسانج"، تحذره فيه من أن النشر الوشيك للوثائق من شأنه تعريض أرواح "عدد لا حصر له" للخطر وتقويض الأمن العالمي. واورد ويكيليكس في رسالة عبر موقع تويتر "نتعرض حاليا لهجوم كبير يعطل خدمتنا". كما ذكرت رسالة اخرى عبر الموقع نفسه ان صحف "ال باييس ولوموند وشبيغل وذي غارديان ونيويورك تايمز ستنشر العديد من برقيات السفارات الاميركية هذا المساء رغم اصابة ويكيليكس بعطل". وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية خطاب اليوم الأحد، تطالب فيه "ويكليكس" بإعادة جميع الوثائق التي تسربت بشكل ينتهك القانون الأمريكي، زاعمة أن الموقع ينتهك القانون الأميركي, رافضة أي تفاوض مع الموقع بشان نشر وثائق تم الحصول عليها بصورة غير قانونية. وقال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية هارولد كوه في رسالة موجهة إلى مؤسس الموقع جوليان اسانج ومحاميه نقلتها وكالة الانباء الفرنسيةانه "في حال حصلتم على أي من هذه الوثائق, التي تدعون أنكم ستنشرونها, من أي مسؤولين حكوميين أو أي وسيط آخر بدون الأذن المناسب، فيكون ذلك تم بانتهاك القانون الأميركي, وبدون الأخذ بالعواقب الخطيرة المترتبة عن هذا العمل". وكانت صحيفة "صاندي تايمز" قد ذكرت في عددها الصادر الاحد نقلا عن مصادر بريطانية حكومية ان المراسلات السرية التي كانت تقوم بها وزارة الخارجية الامريكية، والتي هدد موقع "ويكيليكس" بنشرها، تحتوي على مواقف معادية للاسلام عبر عنها دبلوماسيون من امريكا وبريطانيا ، مما قد يتسبب في تعريض حياة مواطني هذين البلدين المتواجدين في الدول الاسلامية الى الخطر. واضافت الصحيفة ان الوثائق تحتوي كذلك على مواقف سلبية ازاء الدول الاسلامية الحليفة للولايات المتحدة. وكتبت الصحيفة ان "الحكومة البريطانية حذرت من ان رعاياها في كل من باكستان والعراق وايران ومناطق اخرى من الدول الاسلامية قد يتعرضون لردة فعل مصاحبة بأعمال عنف بسبب المشاعر المسيئة للاسلام التي ستعكسها الوثائق في حال نشرها". واضافت ان "حكومة المملكة المتحدة قلقة من ان تبادل وجهات النظر بين الدبلوماسيين في بعض الاحيان من الممكن ان يحوي على مواقف امريكية او بريطانية مسيئة لتلك المناطق التي تتطلب موقفا حذرا وحساسا". يذكر أن الموقع يستعد لنشر عشرات الاف الوثائق السرية الاميركية التي تتناول "كل الموضوعات الكبرى", وفق ما اعلن في وقت سابق مؤسس الموقع جوليان اسانج، وذلك بعد أن اكتسب الموقع أهمية كبرى بعد نشره وثائق تتعلق بالعمليات العسكرية للقوات الأميركية في كل من أفغانستان والعراق, حيث نشر أكثر من 400 ألف وثيقة دفعة واحدة, لتكون المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يتم الكشف فيها عن هذا الكم الهائل من الوثائق العسكرية لحرب لا زالت قائمة, ما جعل الإدارة الأميركية تدخل في حالة من الارتباك والذهول في ظل استخدام الموقع لتقنيات تشفيرية وقانونية غير مسبوقة. وصرح موقع ويكيليكس الشهر الحالي أنه يعتزم الإفراج عن 7 أضعاف العديد من الوثائق التي سبق أن نشرها في الشهر الماضي على موقعه, وهي 400 ألف وثيقة حول الحرب في العراق. - تحديث - الفرنسية تراوحت ردود الفعل في الأوساط الدبلوماسية في العالم بين الصدمة والإحراج، إثر قيام موقع "ويكيليكس" بنشر مضمون نحو ربع مليون برقية دبلوماسية أمريكية، كشفت بشكل خاصّ الخوف الكامن لدى الكثير من الدول إزاء البرنامج النووي الإيراني. فعلى صدر صفحتها الأولى نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية في عددها الصادر اليوم الاثنين موضوعًا بعنوان "تسرُّب البرقيات الأمريكية يشعل أزمة دبلوماسية عالمية". وكانت الجارديان حصلت على هذه الوثائق من موقع ويكيليكس مثلها مثل أربع من كبار الصحف العالمية الأخرى هي نيويورك تايمز الأمريكية، والموند الفرنسية، والباييس الإسبانية ودر شيبجل الألمانية. وبخلاف التسريبات الأولى لويكيليكس حول أفغانستان في يوليو التي لم تتضمن سوى القليل من الأسرار، وحول العراق في أكتوبر التي ركزت على التجاوزات التي تقوم بها الفصائل المتنازعة في العراق، فإن الوثائق الأخيرة ألقت الضوء بفجاجة على خلفيات الدبلوماسية الأمريكية ووضعت الولاياتالمتحدة في موقف حرج. من دعوة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز واشنطن إلى التدخل لضرب إيران، إلى حصول إيران على صواريخ متقدمة جدًّا من كوريا الشمالية، إلى الطلب الأمريكي بالتجسُّس على مسئولين في الأممالمتحدة، وتعليقات غير لائقة بحق الكثير من القادة في العالم، تسبب الكشف عن هذه المعلومات بصدمة، ولا يزال من الصعب معرفة التداعيات الكاملة لهذا العمل. وحاولت الدبلوماسية الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية الحدّ من الأضرار عبر الاتصال بنحو عشرة بلدان لحثها على تفادي أي ردود فعل سريعة، وسارع البيت الأبيض أمس الأحد إلى إدانة العمل "غير المسئول والخطير" المتمثل بنشر هذه الوثائق، محذرًا من تداعياته على حياة الكثير من الناس. وسار حلفاء واشنطن على المنوال نفسه. فدانت بريطانيا "أي نشر غير مسموح به لمعلومات سرية" معتبرة أن هذا الأمر يمكن "أن يعرض الأمن القومي للخطر". وفي فرنسا، أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية فرانسوا باروان الاثنين أنّ باريس "متضامنة تمامًا مع الإدارة الأمريكية" ضد نشر هذه الوثائق الذي قد يشكّل حسب قوله "تهديدًا للسلطات الديمقراطية". وفضلت الأممالمتحدة عدم التعليق على الوثائق التي تشير إلى طلب الجانب الأمريكي جمع معلومات حول كبار موظفيها في العالم، إلا أنّها شددت على ضرورة "احترام الدول الأعضاء" لحصانة موظفيها. وفي الشرق الأوسط أعلن مسئول إسرائيلي كبير اليوم الاثنين أنّ إسرائيل تشعر بالارتياح بعدما كانت تخشى إحراجًا جديًا بفعل مضمون الوثائق الأمريكية التي نشرها موقع ويكيليكس. وقال مسئول حكومي كبير رافضًا الكشف عن اسمه تعليقًا على ما نشره الموقع حتى الآن "خرجنا بصورة جيدة". وتتضمن هذه الوثائق إعادةً للموقف الإسرائيلي التقليدي الذي يدعو إلى الحزم الشديد في التعامل مع إيران بخصوص برنامجها النووي، ويشكك بسياسة اليد الممدودة لإيران التي ينتهجها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلا أنها كشفت أيضًا القلق الكبير لدى الدول العربية إزاء البرنامج النووي الإيراني، حيث دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز واشنطن لضرب إيران لمنعها من تطوير سلاح نووي. ويمكن لهذه المعلومات أن تزيد من حِدّة التوتر في المنطقة. وعلق مستشار حكومة سعودي على نشر هذه المعلومات بالقول: "كل هذا سلبي وغير جيد لبناء الثقة". من جهته، أعلن موقع ويكيليكس أنه أراد بنشر هذه الوثائق إبراز "التعارض" بين الموقف الرسمي الأمريكي "وما يقال خلف الأبواب الموصدة". ولم توفر انتقادات الدبلوماسيين الأمريكيين حلفاء الولاياتالمتحدة. ويوصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب"الحساس والمتسلط"، ورئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني ب"غير المسئول"، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل بأنها "تفتقر كثيرًا إلى الخيال". وكتبت صحيفة الموند الفرنسية في هذا الإطار أن من واجبها "الإطلاع على هذه الوثائق وتحليلها صحفيًا ووضعها في متناول القراء".