حذر الأستاذ خالد المشوح الخبير السعودي المتخصص في شؤون الجماعات الارهابية والمشرف العام على مركز الدين والسياسة للدراسات من استراتيجية جديدة يسعى تنظيم القاعدة إلى تنفيذها وتهدف للقيام بعمليات اغتيالات في المرحلة القادمة لقيادات سياسية وعلماء دين وعسكريين وذلك بهدف إعادة الوهج الاعلامي اليها بعد أن منيت بالهزيمة بعد أن فشلت عدة مرات من اغتيال الامير محمد بن نايف. ونبه الى أن 40% من مواقع المتطرفين على شبكة الانترنت تديرها نساء أعمارهن ما بين 18 - 25 عاماً، هذا خلافاً الى تنوع المهام التي تقوم بها نساء القاعدة، حيث لا يقتصر دورهن على الخدمات المساندة من إعداد المسكن والمأكل والمشرب ونشر الأخبار والترويج لتنظيم القاعدة، بل بتهريب الاسلحة وتنفيذ العمليات الانتحارية .. جاء ذلك في لقاء أجرته معه جريدة الميثاق اليمنية وفيما يلي تفاصيل الحوار الذي أداره الزميل خالد الشعباني: - كنتم قد ذكرتم في احد حواراتكم ان طبيعة المجتمع السعودي السلفي المتدين، أكثر تأثرا بقضية الشهادة والجهاد في سبيل الله والزهد في الدنيا وحب الآخرة والجنة، اتمنى ان تعطينا ما هو تقييمك لوضع عناصر القاعدة في المملكة ؟وهل نجحت السعودية في محاربة القاعدة؟ - الاجابة على هذا السؤال تتكون من شقين الاول من الناحية الامنية والثاني من الناحية الفكرية.. فمن الناحية الامنية لاشك ان الجميع يقر ان المملكة العربية السعودية نجحت بشكل كبير في القضاء على تحركات القاعدة وذلك بالتتبع المستمر لكل التحركات التي تكللت بإحباط عشرات العمليات والقبض على الخلايا النائمة في مناطق متعددة من المملكة ، كما ان الجهد الامني شمل التضييق على القاعدة في تدفق الاموال وجميع اشكال الدعم اللوجستي وهو ما جعل القاعدة في السعودية تندمج مع فرع اليمن وتنتقل بكاملها الى هناك. اما من الناحية الفكرية فصحيح انني ذكرت ان المجتمع السعودي المتدين اكثر تقبلا لافكار القاعدة لاسيما فيما يتعلق بالشهادة والجهاد.. الا ان الجهود الفكرية التي جربت السعودية الكثير منها كان لها تأثيرات واضحة على الوعي بالتنظيمات الارهابية كالمناصحة والحوار عن طريق الانترنت والمراجعات التي وان كانت لا ترقى الى مراجعات الجماعة الاسلامية في مصر ولا الى مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة في ليبيا ، الا انها وضعت الكثير من النقاط على قضايا مهمة.. لاسيما وان الوضع في السعودية يختلف عنه في مصر فلا تنظيمات ولا احزاب ، ومن خلال ذلك يمكن القول إن السعودية نجحت على المستوى الامني وتقدمت بشكل مميز على المستوى الفكري، على الرغم أن هناك اخطاء وملاحظات وتجارب تحتاج الى مزيد من الوقت لتقييم نجاح اي تجربة لاسيما فيما يتعلق بجانب الافكار، فالافكار تضمر ولا تموت. ناتج عن الجهل من خلال خبرتك ولقاءاتك الحوارية مع العناصر الإرهابية وبصفتكم المشرف الإعلامي على حملة السكينة للمناصحة والحوار هل تطلعونا على ابرز ما وجدتموه في نفوس وعقول تلك العناصر ؟ وهل مازالت أفكارهم قادرة على جذب الشباب اليها ؟ - الشباب المنتمي للقاعدة او المتأثر بأفكارها في الغالب انه ناتج عن جهل في الدين لذا نجد ان أغلبهم مابين سن الثامنة عشرة والثامنة والعشرين، كما ان غالبيتهم ليس من المتخصصين في العلم الشرعي، لذا من السهل ان تُسوّق لهم شبهة في استباحة الدم ليكونوا مقتنعين بذلك، وتلك التنظيمات تعتمد بشكل كبير على الغيبيات التي تجعل الشاب اسيراً لافكار التنظيم لان الغيبيات في الاساس غير قابلة للنقاش. المشكلة ان افكار القاعدة ليست افكاراً من لا شيء بل هي افكار مستمدة من قراءات ناقصة او من مقولات تاريخية ونقولات من التراث، تحتاج الى اهل الاختصاص ليبينوا سياقها التاريخي ومناسبتها الشرعية ، وهذا بلا شك يحتاج الى جهود بحثية مؤسساتيه مركزة للوصول الى مانسعى اليه من خلال مركز الدين والسياسة للدراسات. عمليات نوعية كشفت قبل فترة عن استراتيجية للقاعدة ترتكز على اغتيال القيادات الامنية العليا في اليمن والمملكة.. فهل نستطيع القول: إن هذه الاستراتيجية قائمة خاصة بعد ان تم الكشف مؤخراً عن فشل اربع محاولات لاستهداف الامير محمد بن نايف؟ - لا شك ان القاعدة بحاجة ماسة اليوم الى عملية نوعية تستهدف قيادات سياسية تعيد لها الوهج الاعلامي الذي صاحب عملياتها الفاشلة طيلة الفترة الماضية، لذا فالمحاولات الفاشلة التي كانت تستهدف الامير محمد بن نايف اثرت بشكل كبير على توازن التنظيم ، والقائمة لدى التنظيم كبيرة تشمل سياسيين وعلماء دين وهي لاتزال قائمة، ولا اتصور انها مرحلة انتهت بل هي مرحلة مازالت في بداياتها. كيف تقيّمون الإجراءات التي تقوم بها اليمن في محاربة الارهاب.. وهل ترون انها حققت اهدافها ؟ وما المطلوب من اليمن والدول التي توجد بها عناصر ارهابية القيام به لاجتثاث ذلك الخطر؟ - اليمن يواجه تحدياً كبيراً جداً لاسيما وان طبيعة أراضي اليمن تختلف عن دول عدة إضافة الى التركيبة القبلية المعقدة او حتى الاسلحة وسهولة توافرها والوصول اليها !، كل هذه الاشياء تجعل اليمن أمام تحد كبير وتحتاج الى وقوف دول الجوار معه. صحيح ان اليمن اليوم استطاع ان يواجه القاعدة امنيا الا ان التحدي الكبير يكمن في قدرة اليمن على الاستمرارية على المواجهة. كما ان اليمن يحتاج الى فتح الحرب الفكرية لوقف تجنيد القاعدة ، وذلك من خلال نوافذ متعددة يمكن تحديدها لاحقاً. تنسيق كبير الكثير من الخبراء والمختصين يرون ان اندماج فرعي القاعدة في اليمن والمملكة يشكل خطراً كبيراً على المنطقة سيما ما بقي «بن لادن» على قيد الحياة؟.. هل ترون ان التنسيق الامني بين اليمن والمملكة عند المستوى الذي يمكّن البلدين من القضاء على القاعدة وافكارها ؟ - اعتقد ان هناك تنسيقاً كبيراً بين البلدين على مستوى الاتفاقات الامنية وعلى اعلى المستويات كافة وهناك تبادل خبرات، اما على مستوى التجارب الفكرية فليس لدي اية معلومات متوافرة في هذا الجانب لكن اتمنى ألّا تتأخر اليمن في الدخول الى السياق الفكري لان نتيجته بطيئة ولا تظهر الا على مدار سنوات، لكنها سوف تكون مؤثرة على استقرار اليمن. يلاحظ ان اعمال القاعدة تخدم مخططات وأجندة واستراتيجيات أجنبية في المنطقة خاصة بعد ان أُعلن عن تنسيق بين القاعدة وايران؟.. كيف يمكن للبلدين مواجهة ذلك ؟ ايران هي لاعب كبير في المنطقة وتسعى بشكل واضح الى استغلال اية ثغرة امنية لتعزيز نفوذها والقاعدة احد الألاعيب السياسية التي يمكن ان تستفيد منها ايران.. لذا فالسعي الى وحدة المنطقة والتوقف عن التصعيد والالتزام بأمن كل دولة وعدم التدخل سيعود على الجميع بالخير. إنذار تلقيتم قبل ايام تهديدات من عناصر القاعدة.. ماطبيعة تلك التهديدات وكيف ترد عليها ؟ - بالفعل تلقينا في مركز الدين والسياسة للدراسات تهديدات اذا لم نوقف المركز وجاء التهديد عبر رسالة من شخص يدعى (أبو المقداد الحضرمي) جاء فيها اعلم أننا لن نسكت أمام تطاولك على فريضة الجهاد وسبك وقذفك للمجاهدين وإلصاق التهم الباطلة بهم وبعون الله إخواننا قادرون على رد كيدك وفريتك وتدمير موقعك هذا لكننا قد أنذرناك وقد أعذر من أنذر ). ويرجع السبب في ذلك الى اننا المركز البحثي الاول المتخصص بالقاعدة ونملك -ولله الحمد- في المركز اضخم قاعدة معلومات وهدفنا هو نشر قيم الاسلام الحقيقية التي تدعوا الى الوسطية عملاً بقوله تعالى: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً». لوحظ ان القاعدة تقوم بتجنيد النساء واستخدامهن في معظم الامور المادية والمعنوية.. وما قصة التنظيم النسائي في السعودية واستراتيجية القاعدة في تحريك خلاياه عبر الاطفال؟ - المرأة في المجتمعات الإسلامية المحافظة يغلب عليها أن تكون تابعة ، لكنها في بعض الأحيان لا تكون كذلك ولاسيما مع التنظيمات الجهادية الحديثة التي تقفز على كثير من أبجدياتها لأجل مصالحها الحزبية، لذا يخطئ من يعتقد أن النساء المنتميات لتنظيم القاعدة مغرر بهن دائما ويقعن فريسة جهلهن ومداراتهن لأزواجهن وذويهن. ويؤكد ذلك خروج «وفاء الشهري « من بلادها إلى اليمن متحملة الغربة ومخاطر السفر ومشقة ووعورة الطريق. والمستقرئ لتاريخ النساء في القاعدة يلاحظ تنوع المهام التي يقمن بها، فلا يقتصر دورهن على الخدمات المساندة من إعداد المسكن والمأكل والمشرب لذويهن فحسب، وإنما لعبن دوراً مهماً في نشر أخبار التنظيم والترويج لها عبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت)، و انتهاءً بتهريب الأسلحة وتنفيذ العمليات الانتحارية. تقول إحصائية صادرة عن أحد مراكز الأبحاث إن 40% من مواقع أصحاب الفكر المتطرف كانت تديرها نساء أعمارهن ما بين ( 18- 25) عاماً، وكان لهن الدور البارز في التأثير على الأخ أو الزوج ودفعه للانضمام إلى جماعات الفكر الضال مع تقديم الدعم المعنوي أو التقني لهذه التنظيمات!.