أحبطت السلطات الأمنية محاولات تنظيم «القاعدة» في السعودية، في استخدام المرأة و«عباءتها» السوداء، لتنفيذ أعمالها اللوجستية، من خلال تجنيدها للأغراض الدعوية والتمويلية، بهدف استقطاب عدد منهن لتنفيذ أعمالهن الانتحارية أو تهجيرهن للخارج لاسيما أن خلايا الفئة الضالة تطالب المرأة بوجود (المَحْرَم) الشرعي لها، فيما أكدت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن هيلة القصير أعلنت عن ندمها لدى المحققين في الرياض، عن أدوار التجنيد والتمويل اللوجستية التي قامت بها، وأن العاطفة غلبت عليها، بحسب زعمها. وأوضحت مصادر مطلعة ل «الحياة»، أن تنظيم «القاعدة» في اليمن، اتجه إلى إشراك المرأة ضمن عناصره، لتنفيذ مخططاتهم، كونها تحمل حصانة تلقائية في المجتمع السعودي، وذلك بعد أن فقد التنظيم غالبية خططه العسكرية في عمليات استباقية نفذتها أجهزة الأمن السعودي. وقالت المصادر، إن التخبط الذي يعيشه التنظيم في الوقت الحالي، بعد أن أعلن عن هوية السعودية هيلة القصير التي قبض عليها رجال الأمن في منطقة القصيم (400 كيلو شمال الرياض) في بيان صوتي الخميس الماضي، على لسان نائب تنظيم «القاعدة» في جزيرة العرب والمطلوب الأمني لدى السلطات الأمنية في السعودية واليمن سعيد الشهري، وذلك بعد أن استقطبوا نساء من دون محرم، لاسيما أن التنظيم كان ينادي بعدم الاختلاط أو خروج المرأة من دون محرم، حتى انكشفت خسارتهم لكثير من المبادئ الدينية، التي كانوا يتدثرون بها. وأضاف: «إن التنظيم لا توجد به قيادات نسائية، ولكن ارتباط المرأة القصير بعناصر التنظيم، يدل على ارتباك واضح داخل الخلايا النائمة، وتجاوز المحظورات الشرعية التي يناشدون بها، مقابل التمويل والدعم المادي التي توفرها سيدة القاعدة للتنظيم في اليمن بواسطة التقائها بالنساء في الأسواق النسائية المغلقة أو حلقات تحفيظ القرآن أو في مواقع تجمعاتهم داخل أوكارهم، وتستخدم أسلوبها في تجنيدها للنساء، خصوصاً بعد العمليات الاستباقية التي حققتها السلطات الأمنية واعتقال عدد من العناصر وإحباط أعمال إرهابية فاشلة، كان آخرها في مركز الحمراء في منطقة جازان». وأشارت المصادر إلى أن هيلة القصير اعترفت خلال التحقيقات في الرياض، بندمها على استجابتها للأعمال اللوجستية لعناصر التنظيم وانضمامها لهم، وأن العاطفة غلبت عليها، خصوصاً أن فترة التحقيق لم تستمر طويلاً، لاسيما أنها كانت تؤدي أدواراً قيادية وكانت نشطة في عملية التجنيد والتمويل. وأضافت: «ان هذا الندم من هيلة القصير يؤكد أنه غرر بها من عناصر التنظيم كونها تزوجت بأحد المعتقلين وآخر قتل في عملية انتحارية وما زالت تحتفظ بأفكارهم التي تلقتها من زوجيها، وأصبحت مشاعرها سهلة للتغرير بها». وكان عناصر تنظيم «القاعدة» فقدوا قدرتهم على استقطاب الشبان إلى الخلايا النائمة، واستخدموا عنصر المرأة في عملية التغرير بهم وتجنيدهم في التنظيمات الإرهابية، وذلك بعد أن أعلنوا اطلاق حملة «مثنى وثلاث ورباع» للزواج من زوجات الشهداء، منذ أشهر عدة، عبر رسائل نشرت على أكثر من 500 موقع على شبكة الانترنت، بهدف «اصطياد» هؤلاء وجذبهم إلى التنظيم. من جهة أخرى، لجأ التنظيم إلى استخدام المرأة كوسيلة جديدة في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، بعد أن دعت زوجة نائب التنظيم في اليمن سعيد الشهري نساء الحرمين إلى الهجرة إلى اليمن في حال عجز رجالهن عن الدفاع عنهن، وذلك بعد إحباط العديد من العمليات الانتحارية التي استهدفت رجال الدولة، ومن بينها محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في منزله في آب (أغسطس) الماضي، إضافة إلى أكثر من 31 عملية إرهابية استهدفت مصافي النفط ومنشآت اقتصادية، ومواقع أمنية. في المقابل، أكد نائب تنظيم القاعدة أيمن الظواهري لجماعات التنظيم خصوصاً في فرعيه بجزيرة العرب، وذلك في حوار له نشر عبر مواقع تابعة للجناح الإعلامي للتنظيم، أن جماعة قاعدة الجهاد ليس فيها نساء، وأن نساء المجاهدين يقمن برعاية بيوتهن وأبنائهن. وأوضح الباحث في شؤون الجماعات المسلحة أحمد الموكلي ل «الحياة»، أن التنظيم يعيش حال تخبط واضحة خلال المرحلة الماضية، بعد أن فقد كثيراً من عناصره داخل السعودية من خلال الضربات الاستباقية المتوالية التي وجهتها له قوات الأمن السعودي، وقضت على معظم عناصره، وفرار آخرين لليمن والعراق وأفغانستان، وبدأت تتساقط عناصره في هذه الدول أيضاً الواحد تلو الآخر خصوصاً في اليمن المعقل الجديد لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال الموكلي، ان أيمن الظواهري أشار إلى عدم وجود نساء، ولا يرغب في دعوتهن للمشاركة ميدانياً، وتقتصر مشاركتهن على المساندة الإعلامية من خلال شبكة الانترنت، وهو ما سبق أن أكده قائد التنظيم أسامة بن لادن حين امتدح المجاهدات عبر الانترنت فقط، بيدا أن تنظيم «القاعدة» في العراق وتحت قيادة زعيمه هناك (آنذاك) أبو مصعب الزرقاوي تبنى سياسة أخرى تمثلت في استخدم النساء في تنفيذ عمليات إرهابية، ما جعل الجيل التالي من القاعدة في الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن مقراً له أن يسير في هذا الاتجاه وينفذ التجربة ولكن بطرق أخرى. وأشار الباحث في شؤون الجماعات المسلحة الى أن هذه الطريقة تتمثل في تنكر عناصر التنظيم وهم يرتدون الزي النسائي، لتنفيذ عملياتهم مثلما فعل القتيلان يوسف الشهري ورائد الحربي اللذان قتلتهما قوات الأمن السعودي في مركز الحمراء في منطقة جازان قبيل تنفيذ مخططهم الإرهابي. وأضاف: «اتجه التنظيم إلى تجنيد العنصر النسائي وتطبيق تجربة القاعدة في العراق، والمفارقة هنا أن قادة التنظيم يدعون النساء للانخراط في الأعمال الجهادية – بحسب وصفهم – ولا يرضون بالتالي مشاركة زوجاتهم وأقربائهم في أعمالهم الإرهابية، فزوجة نائب التنظيم في اليمن وفاء الشهري مثلاً كان بإمكانها أن تحل محل شقيقه يوسف الشهري أو رائد الحربي، لكن سياسة «القاعدة» التي دائماً ما تزج بالآخرين ويبقى قادتهم وعائلاتهم بمنأى عن ذلك».