وصل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى مكةالمكرمة في زيارة إلى المملكة يلتقي خلالها مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز للبحث في آخر تطورات الأوضاع في المنطقة وخصوصا علاقات دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران. وذكر مصدر مطلع ان الزيارة «تحمل في طياتها العديد من الملفات وهي تأتي في نهاية الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني احمدي نجاد إلى الدوحة». وألمح إلى أن أمير قطر «يبحث مع العاهل السعودي مقترحا إيرانيا لتطوير التعاون بين طهران وعواصم الدول الخليجية الست، إضافة إلى الملف النووي الإيراني الذي يثير قلق دول الخليج». وأضاف المصدر أن الشيخ حمد يحمل إلى الملك عبد الله رسالة تطمينية من نجاد حول الملف النووي الإيراني وتأكيده «على سلمية الملف». كما يبحث الجانبان السعودي والقطري العلاقات بين البلدين والوضع في الخليج والعراق وتطورات الساحة اللبنانية، ومفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة. وكان امير قطر والرئيس الايراني قد اكدا في الدوحة على ضرورة توثيق التعاون الاقليمي، وركزا خلال محادثاتهما على ضرورة رفع مستوى الامن وخفض التهديدات الاجنبية في المنطقة. هجمات 11 سبتمبر: تشكيك من جهته، شكك الرئيس احمدي نجاد ليل الاحد الاثنين في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر، معتبرا انها كانت ذريعة لاجتياح افغانستان ومقتل عشرات الالاف، كما اتهم الغرب بزرع الشقاق بين ضفتي الخليج. وقال لعدد من السفراء قبل مغادرته الدوحة «حصل شيء ما في نيويورك ولا احد يعلم حتى الآن من الذين كانوا الفعلة الحقيقيين». واضاف انه بعد هذه الهجمات «قالوا ان ارهابيين كانوا مختبئين في افغانستان، وحرك الحلف الاطلسي كل قدراته وهاجم افغانستان. يقولون ان الفي شخص قتلوا في التجارة العالمي، وفي افغانستان قتل حتى الان اكثر من 110 الاف». واعتبر ان القوى الاستعمارية تحاول ان تخلق التوترات بين دول منطقة الخليج «بهدف خلق شقاق بينها»، اي بين ايران ومجلس التعاون، وهذه القوى «تستمر في بث حملات البروباغاندا والحروب النفسية للتفرقة بين دول المنطقة ولايجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بها». ورأى الرئيس الايراني ان هذه القوى، اي الولاياتالمتحدة والغرب، «لن تفلح»، مجددا، في منع التقارب بين بلاده ودول الخليج. استبعاد الحرب على إيران قبل ذلك استبعد احمدي نجاد توجيه أي من الولاياتالمتحدة أو اسرائيل ضربة ضد بلاده، واعتبر في مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر ان «الكيان الصهيوني في طريقه الى الاضمحلال، وهو يأمل، عبر حوار ليس له نتيجة، الحصول على نتيجة تمكنه من البقاء والحياة». وحذر من أن أي عمل تقوم به اسرائيل ضد ايران «يعني محوها من الجغرافيا السياسية». وكرر دعوته لقيام «نظام عالمي جديد قائم على العدل والمحبة والصداقة»، ولا يقوم على هيمنة الدول الكبرى. ورأى ان النظام العالمي الحالي يتجه نحو نهايته. من جانبه أشاد الشيخ حمد بالعلاقات الوثيقة مع ايران. وحول الوضع في قطاع غزة اكد ان «حصار غزة مسؤولية عربية»، معربا عن شكره الجزيل لايران وتركيا، «اذ لولا دورهما منذ نحو ثلاث الى اربع سنوات لكان وضع الفلسطينيين في بؤس أكبر».