في شريط فيديو جديد بثته عدة مواقع على الإنترنت الأحد ، بعث القيادي بتنظيم القاعدة آدم يحيى غدن المعروف باسم "عزام الأمريكي" برسالة تهديد واضحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما حذر خلالها من شن هجمات جديدة على غرار أحداث 11 سبتمبر في حال عدم انسحاب القوات الأمريكية على الفور من الأراضي الإسلامية والعربية من أفغانستان إلى الصومال. وهاجم غدن وهو الأمريكي الوحيد بين قيادات القاعدة أوباما بشدة ، واصفا إياه بأنه غدار وضيق التفكير ومتعطش للدماء كسابقيه. ولم يقف الأمر عند ما سبق ، بل إن غدن دعا أوباما إلى تطبيق عدة شروط من أجل تجنب هجمات جديدة من أبرزها سحب جميع القوات الأمريكية من الأراضي الإسلامية والعربية من أفغانستان إلى الصومال ووقف جميع أنواع الدعم لإسرائيل ومنع الاستيطان في القدس ، بالإضافة إلى وقف جميع أنواع الدعم والمساعدة لأنظمة العالم الإسلامي التي وصفها ب " لبغيضة". وطالب غدن أيضا الرئيس الأمريكي بوقف جميع أشكال التدخل في شئون العالم الإسلامي الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحكومية وكذلك وقف التدخل الأمريكي المباشر وغير المباشر في مناهج العالم الإسلامي التعليمية ووسائل إعلامه ، قائلا :" عليك أن تمنع جميع أنواع البث الإذاعي والتليفزيوني الذي يستهدف المنطقة الإسلامية ". وأكد أيضا ضرورة تحرير جميع الأسرى المسلمين من السجون والمعتقلات والمعسكرات الأمريكية وبدون أي محاكمات ، وتابع " وللتوضيح يا أوباما نقول إن الانسحاب من العراق وحده بغير تطبيق لبقية مطالبنا المشروعة لن ينفعكم ، فكفاك تضييعاً للوقت يا أوباما وعليك بالشروع في التحركات الجادة" . وحذر من أن عدم استجابة الرئيس الأمريكي لهذه المطالب سيجعل الشعب الأمريكي يصاب بخسائر ضخمة ويواجه معاناة كبيرة تفوق هجمات 11 أيلول/ سبتمبر على واشنطن ونيويورك . ويبدو أن غدن تعمد ربط تحذيراته في هذا الصدد بما حدث من اختراقات أمنية داخل الولاياتالمتحدة لكي يؤكد أن تهديدات القاعدة الجديدة ليست مجرد دعاية جوفاء . فقد شكك في قدرة إدارة أوباما على إجهاض هجمات جديدة داخل الولاياتالمتحدة ، قائلا :" إن من يفشل في منع دخول متطفلين إلى البيت الأبيض لن يمنع حصول هجمات جديدة في أمريكا ، يا أوباما وبما أنك الرئيس الذي أثبت للجميع عدم قدرتك على منع المتطفلين من دخول قصرك الرئاسي فكيف تريد من أحد أن يصدق وعودك بالنجاح في محاولاتك لإبعاد المجاهدين عن القارة الأمريكية بأكملها؟!"، وذلك في إشارة إلى حادثة دخول أشخاص غير مدعوين إلى البيت الأبيض أكثر من مرة في الشهور الأخيرة . وأشار إلى التقارير الأخيرة حول تراجع شعبية أوباما ، قائلا :" إن على الأخير أن يفكر في الفترة المقبلة بأن عدد القتلى من الأمريكيين على يد تنظيم القاعدة أقل بكثير من قتلى المسلمين ، ما يؤكد أن تنظيم القاعدة لم يبدأ بعد في الاقتصاص الحقيقي من واشنطن ، وقد لا يلتزم الكبت وضبط النفس الذي كان قد التزمه مع الإدارة الأمريكيةالجديدة". وواصل مخاطبة أوباما قائلا :" لست اليوم بذلك الرجل الشعبي الذي كنت قبل سنة تقريباً ، فكما ظهر جلياً في طرد حزبك أخيراً من مقعده التقليدي عن ولاية ماساشوستس في مجلس الشيوخ وكما اعترفت أنت به شخصياً ، فهناك عدد كبير من الأمريكيين باتوا يفقدون صبرهم عليك" . وتابع " أوباما مشغول بإدارة أمور إمبراطورية زائلة محاصرة وإثبات كونه رئيساً أمريكياً محارباً غداراً وضيق التفكير ومتعطشاً للدماء ، متى ستدرك أنت ومن يقف خلفك الحقيقة وهي أن الحل لمشاكل أمريكا الأمنية وهمومها الدفاعية لا يكمن في فرض الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة ولا في قتلكم أو أسركم لهذا القائد الجهادي أو ذاك ولا في إرسالكم هذا المشتبه في كونه مجاهداً أو ذاك إلى زنزانة مظلمة؟". ودعا غدن الرئيس الأمريكي إلى عدم التركيز على مواجهة تنظيم القاعدة ، قائلا :" هناك مئات الملايين من المسلمين المستعدين لمواجهة أمريكا من خارج تنظيم القاعدة ، الرائد نضال حسن الذي أطلق النار على رفاقه في قاعدة أمريكية ليس عضواً في تنظيم القاعدة وقد تصرف للدفاع عن معتقداته ". واختتم قائلا :" عند المقارنة بين الأرقام الهائلة للقتلى والجرحى والمشردين من أبناء المسلمين وغيرهم ممن تتحملون أنتم المسئولية عن معاناتهم وبين الأرقام الصغيرة نسبياً لعدد الأمريكيين الذين قتلناهم حتى الآن فيتضح جلياً أننا لم نبدأ بعد في الاقتصاص الحقيقي منكم ولذلك في المرة القادمة قد لا نلتزم الكبت وضبط النفس الذي ألتزمناه معكم من قبل ، فاتخذ خيارك يا أوباما قبل فوات الأوان". وعلقت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الامريكية على الشريط السابق قائلة إن غدن وهو أول أمريكي يصدر بحقه حكم بالخيانة العظمى منذ الحرب العالمية الثانية كان ظهر في شريط فيديو في مارس/آذار الماضي وبعد ساعات قليلة من نشر الشريط ، أعلنت مصادر باكستانية عن اعتقاله قبل أن تعود واشنطن وتنفي صحة هذا الأمر.