الرياض: قال الداعية السعودي الدكتور خالد بن عبد العزيز الجبير إن النوم في الميزان الشرعي يعني الموت وبعض القلوب تكون نائمة وتستيقظ وتستمر في استيقاظها، لانها قلوب حية تمشي على الصراط المستقيم، وهناك قلوب تود أن تستيقظ ومع الأسف هناك قلوب لا تفكر بالاستيقاظ. وطبقا " لشبكة الإعلام العربية - محيط - " التي أوردت الخبر اليوم فقد بين الجبير في محاضرة بعنوان "قلبي يستيقظ ولكن!"، أن التدخين أعظم حرمة من الخمر، كما قال ابن جبرين، لأن الخمر لا يقتل لكن التدخين قاتل لثلث الأمة ومن يدخن كأنما يتحسى السم بنفسه ويقتل نفسه بنفسه. وأشار الجبير الى ان البعض، مع الأسف، نجده يصلي في الصف الأول ويقيم الليل لكنه يتعامل بالربا، وبعضهم يزني وآخر يغتاب الناس وآخر يشرب الخمر ورابع تجده يحشش لأن الشيطان، مع الأسف، مسيطر عليه، قائلا: "وجدت احد الاشخاص لا يترك فرضا بالمسجد ويقرأ جزءين من القرآن بعد كل فرض، لكنه حليق لا يربي لحيته وعندما سألته قال اللحية ليست واجبا ورأيت بعض الذين يقومون الليل وللأسف نجدهم من المدخنين وآخرين يشتمون الناس ويغتابون ويفعلون الكبائر التي قد يدخلون النار بسببها لانهم مازالوا نائمي القلب وغير مستيقظين". وتساءل الجبير ما الحل؟ مع رجل كبير في السن يصوم ويصلي لكنه مع الأسف يغتاب الناس ولا يتراجع عن ذلك ويموت على تلك الأفعال ولم يستيقظ، فماذا يفعل الجاهل صاحب المعاصي الذي يستمع للشيطان الذي زين لهم أعمالهم واستسلموا له، فعمر بن الخطاب رضي الله عنه اسلم وقضى على شيطانه، لكن أباجهل أحكم العرب لم يسلم لأن الشيطان زين له عمله والشيطان بريء منه. وبين ان الشيطان والنفس والهوى ثلاثة مصطلحات يعتمد كل منها على الآخر فالنفس هي اللجام للهوى الذي لا يتحرك والشيطان يحرك الهوى والنفس تحيط به فلا يمكن للشيطان ان يدخل للهوى الا اذا ضعفت النفس، والشيطان لا يلام "فلا تلوموني ولوموا أنفسكم"، فالشيطان لا يركب الا النفس الضعيفة، ويحرك الهوى في نفس ضعيفة ولا يمكن ان يحرك نفسا قوية، والهوى لا يتحرك الا اذا ضعفت النفس ضعفا كليا أو جزئيا. وأشار الجبير الى ان الشيطان لديه أسلحة قوية لكنه بالمقابل ضعيف جدا أمام قوي الإيمان "ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"، وانما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير، ولذلك يجب ان تبدأ حربنا مع الشيطان، فما من مولود يولد إلا ووخزه الشيطان فيستهل حياته صارخا عندما يأتي الى الدنيا، وأخطأ أهل الطب عندما حللوا بكاء الطفل عند ولادته بأن تلك الصرخة بسبب تمدد الرئة فجانبهم الصواب في ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "انها من وخزة الشيطان" منذ أول حبة أكسجين يستنشقها الطفل يخزه الشيطان، باستثناء سيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم عليها السلام لم يخزهما الشيطان عند ولادتهما.