استأثرت مشاهد اعتداء جماهير نادي الوصل الاماراتي على طبيب نادي النصر السعودي، وعدد من اللاعبين، في لقاء الأربعاء بنصف نهائي كأس الأندية الخليجية، على المشهد الرياضي في السعودية والامارات، وساهمت اللقطات التلفزيونية التي أظهرت تراخي شرطة دبي في التعامل مع المخربين، من خلال اعادتهم بهدوء إلى المدرجات، دون اعتقالهم، في زيادة فتيل الأزمة بين جماهير الناديين. الثغرة الأمنية التي استندت عليها جماهير النصر السعودي في غضبتها التي تجاوزت المحيط، اثر اعتداءات جماهير الوصل الاماراتي، على طبيب النادي وعدد من اللاعبين في لقاء نصف النهائي "خليجي 25"، تدور حول طريقة شرطة دبي في تعاملها مع المشاغبين. فرجال الشرطة، الذين يرتدون الزي الرسمي لشرطة دبي، باشروا في محاولة صد هجوم المشاغبين، ظهر عليهم اللين، والتعامل الهاديء مع جماهير الوصل، ولم يعتقلوا المخربين كماهي العادة في مباريات كرة القدم، بل أعادوهم الى المدرجات بعد احتواء الأمر. وتشهد مباريات كرة القدم عادة، مثل هذه الأحداث، التي يكون أبطالها جماهير المدرجات، الذين يفقدون أعصابهم لشدة الحماس، ولكن جرت العادة أيضاً أن يتم اعتقال كل من له يد في الشغب، ومن هنا فقد شكل موقف "الشرطة" في أرضية ملعب الوصل الإماراتي، علامة استفهام حين أعادت الجماهير بهدوء إلى المدرجات، بعد انتهاء المعركة التي راح ضحيتها طبيب نادي النصر السعودي وعدد من اللاعبين. الموقف الآخر، الذي أثار المتابعين، كان تصريح مدير الكرة بنادي الوصل، حميد يوسف بعد انتهاء اللقاء، حين أكد في برنامج " في المرمى" أن ما حصل كان يستحقه طبيب النصر، لأنه استفز الجماهير، وهو ما اعتبر تصريح في غير محله، من مسئول رياضي كان يفترض فيه أن يساهم في تهدئة الأجواء، خصوصاً وأن اللقاء جرى في أرض الامارات، وليس في مكان آخر. ويستند على صحة ما ذهب إليه المتابعين، فيما يخص تصريح حميد يوسف أن رئيس النادي أحمد بن فهد قدم اعتذاره واعتذار مجلس إدارة النادي وجميع الرياضيين بالإمارات لرئيس نادي النصر السعودي الأمير فيصل بن تركي ولاعبيه وجماهيره، حول الاعتداء، وهو ما وصف بالاعتذار الشجاع لمسئول النادي الأول. وخلال استضافته في برنامج في المرمى سأل بتال القوس، مدير الكرة بنادي الوصل، حميد يوسف عن الأسباب التي دعت جماهير الوصل إلى النزول للملعب وضرب طبيب النادي واللاعبين، فقال إنه استفز الجماهير بطريقة لا يمكن شرحها امام الكاميرا، وهو ما جعل بتال يسأله بحيرة هل ما فعله طبيب النادي يستحق كل ما حدث؟ فكانت الإجابة نعم. جماهير الناديين، وعبر منتدياتهم الإلكترونية، تبادلوا الشتائم بطريقة تجاوزت المعقول، وخرجت عن سياق الروح الرياضية، التي هي شعار كرة القدم، وجعلت البعض يتخوف من كون ما حدث، بداية لأزمة رياضية طويلة الأمد، بين السعودية والامارات، لن تنتهي بسهوله، خصوصاً وأن العديد من الفرق السعودية والاماراتية تخوص حاليا مواجهات في دوري أبطال آسيا. ويواجه الوصل الإماراتي قطر القطري في نهائي النسخة ال25 لبطولة الأندية الخليجية بعد تغلبه على ضيفه النصر السعودي بركلات الترجيح عقب انتها الوقتين الأصلي والاضافي بفوز أصحاب الأرض 4-2، وكان النصر قد فاز في لقاء الذهاب في الرياض 3-1. وفسر البعض الصمت الرسمي لمسئولي نادي النصر، ورفضهم التصريح بعد المباراة، حول الاعتداءات التي تعرض لها فريقهم، بأنه جاء احتراماً للحزن الذي تعيشه الامارات، بسبب وفاة أخ رئيس الامارات، الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، الذي قضى في المغرب، وأعلن على إثره الحداد لمدة ثلاثة أيام بدءً من الثلاثاء الماضي.