طمأنت الولاياتالمتحدة اسرائيل يوم الثلاثاء الى أن الدولتين بينهما "رباط لا ينفصم" لكنها واصلت الضغط من اجل تجديد التزام اسرائيلي بمحادثات السلام مع الفلسطينيين. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في محاولة لوضع حد لخلاف دبلوماسي هز العلاقات بين واشنطن وأوثق حليف لها في الشرق الاوسط "لدينا التزام مطلق بأمن اسرائيل. ولدينا رباط وثيق لا انفصام له بين الولاياتالمتحدة واسرائيل." وتمثل تصريحات كلينتون تحولا بعد أن تحدثت الولاياتالمتحدة على مدى أيام بلهجة مشددة في أعقاب اعلان اسرائيل الاسبوع الماضي عزمها الموافقة على مشروع لبناء وحدات سكنية استيطانية جديدة في القدسالشرقية. واثارت هذه الخطوة غضب الفلسطينيين وأحبطت الامال في استئناف محادثات السلام في الشرق الاوسط. وتعرض البيت الابيض لانتقادات من مشرعين أمريكيين وجماعات الضغط المؤيدة لاسرائيل بسبب موقفه القاسي تجاه اسرائيل ويقول محللون ان هذه الانتقادات فد تكون أحد الاسباب وراء النبرة الاكثر لينا تجاه اسرائيل. وأرجأ جورج ميتشل المبعوث الامريكي للسلام في الشرق الاوسط يوم الثلاثاء خططا للعودة الى المنطقة وألحت كلينتون على اسرائيل من جديد لتظهر أنها جادة بشأن التحركات الجديدة لاحلال السلام في المنطقة. وقالت كلينتون أثناء ظهورها مع وزير خارجية أيرلندا الذي يزور الولاياتالمتحدة "نحن منخرطون في مشاورات نشطة للغاية مع الاسرائيليين بشأن الخطوات التي نعتقد أنها ستظهر الالتزام الضروري بالعملية." ويقوض الاعلان الاسرائيلي اتفاقا توصل اليه ميتشل بين اسرائيل والفلسطينيين لاجراء مفاوضات غير مباشرة تأمل الولاياتالمتحدة أن تكون خطوة أولى نحو استئناف المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين التي توقفت قبل أكثر من عام. وطالب الفلسطينيون اسرائيل بأن توقف خطة لبناء 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة رامات شلومو وهي مستوطنة دينية داخل الحدود التي رسمتها اسرائيل للقدس قبل أن يتسنى استئناف المحادثات لكن اسرائبل عاندت. واشتبكت الشرطة الاسرائيلية مع مئات من رماة الحجارة الفلسطينيين يوم الثلاثاء في عدة مواقع بالقدسالشرقية وأطلقت الغاز المسيل للدموع والاعيرة المطاطية. وقال بي.جيه. كرولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان ميتشل لا يزال يتطلع الى الاجتماع مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين "في أقرب وقت ممكن" لكن هذا لن يحدث قبل اجتماع لرباعي وسطاء السلام في الشرق الاوسط الذي سيعقد في موسكو يومي الخميس والجمعة كما كان يعتزم أصلا. وقال كرولي ان المسؤولين الامريكيين يتوقعون ردا رسميا من اسرائيل قريبا على عدد من المطالب المحددة التي قدمتها كلينتون لحكومة نتنياهو الاسبوع الماضي وان هذا الرد سيحدد الخطوات الامريكية التالية بشأن القضية. وقال مسؤول أمريكي كبير ان الرد سيأتي على الارجح في اتصال هاتفي سيجريه نتنياهو مع كلينتون قبل أن تغادر متوجهة الى موسكو يوم الاربعاء. وسعى روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الابيض أيضا الى عدم التهويل من حجم الخلاف حول المستوطنات مكررا موقف كلينتون. وقال "العلاقات الثنائية الناضجة يمكن أن تشهد خلافات وهذا واحد من تلك الخلافات... انه لا يكسر الرباط الذي لا ينفصم" مع اسرائيل. وكانت الوزيرة الامريكية وصفت الاعلان الاسرائيلي قبل بضعة أيام بأنه "اهانة" لكنها رفضت اليوم الثلاثاء ما تردد عن أن العلاقات الامريكية الاسرائيلية تمر بأسوأ أزمة في عقود. وقالت كلينتون "نحن نتفق في الايمان بقيم مشتركة والالتزام بمستقبل ديمقراطي للعالم وكلانا ملتزم بحل يقوم على دولتين" لاسرائيل والفلسطينيين. وأضافت قائلة "لكن هذا لا يعني اننا سنتفق (في كل شيء). نحن لا نتفق مع اي من شركائنا الدوليين في كل شيء." وأضافت أنه بينما تعلن الولاياتالمتحدة لاسرائيل "استياءها وخيبة أملها" بسبب المستوطنات فانه حان الوقت الان للسير قدما. ومضت قائلة "اعتقد أننا سنرى ما تحمله لنا الايام القادمة.. نتطلع الى عودة السناتور ميتشل الي المنطقة وبدء محادثات التقريب."