تستضيف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي في محاولة لاستئناف محادثات السلام المباشرة بعد توقفها 20 شهرا. وعقد أوباما اجتماعين منفصلين أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض. ويتوجه نتنياهو وعباس إلى وزارة الخارجية اليوم حيث من المقرر أن يبدأ المحادثات المباشرة في اجتماع تستضيفه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وهنا، تفاصيل عن اللاعبين الرئيسيين في عملية السلام: * رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بأن يذهل المتشككين ويقدم على مجازفات سياسية من أجل السلام وأن يضمن في نفس الوقت ألا يهدد أي اتفاق لإقامة دولة فلسطينية أمن اسرائيل. وربما تكون الخطوات التي يتخذها بشأن البناء في المستوطنات اليهودية متى ينتهي تجميد محدود في 26 سبتمبر (أيلول) محوريا لاستمرار المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية. وكانت علاقة نتنياهو بأوباما غائمة وهو يحرص على ألا يخسر دعم الرئيس الذي تتطلع إليه إسرائيل ليقود جهود كبح جماح طموحات إيران النووية. واتخذ نتنياهو عددا من الخطوات المحسوبة لتخفيف حدة الخلافات بشأن تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي خطاب سياسي مهم ألقاه العام الماضي، قال نتنياهو للمرة الأولى إنه مستعد أن يشهد إقامة دولة فلسطينية وهو مطلب أمريكي رئيس بشرط أن تكون منزوعة السلاح. وتحت ضغط الولاياتالمتحدة فرض تجميدا محدودا للبناء الاستيطاني في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة ولمدة عشرة أشهر. ولم تلب هذه الخطوة المطالب الفلسطينية بتجميد دائم. لكن الولاياتالمتحدة أشادت بها وأدت إلى دعوة من البيت الأبيض كرر فيها دعوة نتنياهو للفلسطينيين ببدء المحادثات المباشرة مع إسرائيل دون شروط مسبقة. وفي هذه المفاوضات مع الفلسطينيين يجب أن يضع نتنياهو في اعتباره أثر أي تنازلات إسرائيلية على ائتلافه الحاكم الهش الذي تهيمن عليه أحزاب مؤيدة للمستوطنين بما في ذلك حزبه ليكود. * الرئيس الفلسطيني محمود عباس سعى عباس إلى إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل التي بدأت في مايو (أيار) قبل اتخاذ أي خطوة لإجراء محادثات مباشرة. وتحدث عن ضغط دولي لم يسبق له مثيل لإقناعه باستئناف مفاوضات السلام المعلقة منذ أواخر عام 2008. وهدد بالانسحاب من المحادثات إذا مضت إسرائيل قدما في بناء المستوطنات بعد انتهاء التجميد في 26 سبتمبر. ولا يبسط عباس نفوذه سوى على الضفة الغربيةالمحتلة منذ فقد السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة حماس في اقتتال داخلي عام 2007. * وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون على الرغم من أن وزيرة الخارجية الأمريكية مناصرة قوية لإسرائيل، فانها وجهت بعض الكلمات القاسية لهذا البلد في وقت سابق من العام الحالي. ففي مارس (آذار) الماضي وصفت السلوك الإسرائيلي بأنه مهين عندما أعلنت إسرائيل عن إنشاء المزيد من المنازل للمستوطنين في محيط القدس خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. ورغم ذلك بادرت كلينتون إلى الإشادة بإسرائيل لقرارها تقييد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية لعشرة أشهر، مع أن ذلك لم يرق إلى الهدف الأمريكي وهو التجميد الكامل. وفي ذلك الوقت قالت كلينتون إن فترة العشرة أشهر ستساعد في تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. والآن سيقوم جورج ميتشيل مبعوث السلام الأمريكي في الشرق الأوسط بمساعدة نتنياهو وعباس على وضع بنود اتفاق للسلام. وكانت كلينتون التي تعهدت باتباع نهج عملي للدبلوماسية الأمريكية قد قالت إن الولاياتالمتحدة تعتقد أن جميع القضايا الرئيسة بين الإسرائيليين والفلسطينيين يمكن حلها في غضون عام. * مبعوث السلام الأمريكي ميتشل تنقل الدبلوماسي المخضرم بين عباس ونتنياهو على مدى الأشهر القليلة الماضية في محاولة للتغلب على الحواجز الأخيرة في طريق المفاوضات المباشرة. ويقول إن الولاياتالمتحدة مستعدة لتقديم اقتراحاتها لتضييق هوة الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكن معظم المفاوضات ستترك لخصمي الشرق الأوسط لحلها. وميتشل الذي ساعد في التوسط في اتفاق للسلام أنهى سنوات من الصراع بين الروم الكاثوليك والبروتوستانت في أيرلندا الشمالية قضى سنوات أيضا في بحث قضايا الشرق الأوسط الشائكة ويعرف عنه أنه مفاوض رائع معسول الكلام. واختار الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون السناتور السابق ميتشل ليقود مجموعة دولية لتقصي الحقائق بشأن العنف في الشرق الأوسط. ودعا تقريره الذي صدر عام 2001 الإسرائيليين إلى تجميد بناء المستوطنات الجديدة ووقف إطلاق النار على المتظاهرين العزل وأن يقوم الفلسطينيون من جانبهم بمنع الهجمات ويعاقبوا مدبريها.