اشتعلت المواجهات التى بدأت منذ ساعات الصباح الأولى بين الفلسطينيين الغاضبين فى القدسالمحتلة وبين قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلى وامتدت إلى الضفة الغربية والخط الأخضر أراضي 48 تنديدا بالهجمة الاستيطانية والتهويدية الشرسة التى تستهدف مدينة القدس. وكانت أحدث حلقات التهويد افتتاح كنيس الخراب بالقرب من المسجد الأقصى المبارك الاثنين واعتزام جماعات يهودية متطرفة الثلاثاء وضع حجر الأساس لما يسمى بالهيكل الثالث المزعوم إيذانا ببدء العمل الرسمي ببنائه مكان المسجد الأقصى. وكانت المواجهات قد تجددت صباح الثلاثاء بين المواطنين الفلسطينيين وطلبة المدارس وبين جنود الاحتلال في العديد من أحياء مدينة القدسالمحتلة وداخل أسوار البلدة القديمة وخارجها في وقت أغلقت فيه المحال التجارية أبوابها وعم الإضراب التجاري المدينة. وتتركز المواجهات حاليا في مخيم شعفاط وواد الجوز والعيسوية وسلوان, كما تدور في عدة أحياء من البلدة القديمة وخاصة في حارتي حطة والسعدية وشارع الواد وجميعها ملاصقة للمسجد الأقصى. وأفاد شهود عيان - بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية - أن المئات من الشبان هاجموا في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط إلى الشمال من مدينة القدس ورجموا جنوده بالحجارة والزجاجات الفارغة بعد محاصرتهم داخل الحاجز, مشيرين إلى أن قوات كبيرة من الشرطة الخاصة وحرس الحدود استدعيت إلى المخيم واشتبكت مع الشبان مستخدمة قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي, فيما أطلقت النار في الهواء دون أن يبلغ عن إصابات, في حين تم اعتقال شابين صادف مرورهما في منطقة المواجهات. وتدور أيضا مواجهات قوية في عدة مناطق بالبلدة القديمة ومحيطها تتركز في حي واد الجوز أصيب خلالها عدد من الشبان واعتقل عدد آخر ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الاقتراب من الحي لنقل المصابين بسبب الطوق العسكري الذي فرضته قوات الاحتلال على المنطقة. واندلعت مواجهات في حي سلوان حيث هاجم الشبان بالحجارة البؤر الاستيطانية خاصة بناية يوناتنان التي يقيم فيها العشرات من المستوطنين, ووقعت أيضا مواجهات قرب باب الناظر أحد بوابات المسجد الأقصى استخدمت الشرطة القوة لتفريقها. وفي مخيم قلنديا إلى الشمال من مدينة القدس لا تزال مواجهات واشتباكات تدور بين المئات من تلاميذ المدارس وجنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لتفريق الشبان, فيما اعتقل جنود الاحتلال فتى في الخامسة عشرة من عمره. وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت بالكامل معبر قلنديا العسكري الذي يقع بالقرب من المخيم وذلك بسبب ضراوة المواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين, وانها تحاول عبر الدفع بتعزيزات عسكرية إضافية السيطرة على الموقف إلا أن المواطنين الفلسطينيين وشبانا ملثمين واصلوا رشق الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة والآلات الحادة, فيما واصلت قوات الاحتلال الرد على الشبان بإطلاق الرصاص المطاطي والحي والقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع. واعتقلت الشرطة الإسرائيلية عشرات الشبان المقدسيين المشاركين فى هذه المواجهات, وشددت حصارها على البلدة القديمة وتحديدا على المسجد الأقصى, ومنعت بعض النساء من دخول المسجد, فيما حظرت بصورة مطلقة إدخال المواد الغذائية مع بعض النساء كبيرات السن. ووقعت عدة إصابات بين الشبان في بلدة العيسوية وسط مدينة القدسالمحتلة لكن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الدخول إلى البلدة بقرار من قوات الاحتلال. وما زالت المواجهات العنيفة تدور في شوارع البلدة وسط طوق عسكري إسرائيلي محكم. وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل غاز سامة من نوع جديد أثارت الكلاب الضالة في المنطقة للانقضاض على الشبان. ونصبت الشرطة الإسرائيلية منذ ساعات الصباح الباكر حواجز في منطقة الجليل لمنع حافلات فلسطينيي العام 48 من الوصول إلى القدس والمسجد الأقصى. يذكر أن الجليل منطقة في شمال فلسطين التاريخية وتقع اليوم ضمن حدود إسرائيل (داخل الخط الأخضر), ومن أكبر مدنها الناصرة وصفد.. ويعيش في الجليل اليوم عرب ويهود, ويشكل العرب فيها حوالي نصف عدد السكان الإجمالي, ومن بينهم دروز ومسلمون ومسيحيون كما تسكن فيها أقلية شركسية. ومنعت الشرطة الإسرائيلية حافلة قادمة من بلدة مجد الكروم في أراضي 48 من الوصول الى مدينة القدس واعتقلت شابا (39 عاما) بعد أن اتهمته بضرب أحد عناصر الشرطة وذلك بحجة أن ركاب الحافلة متوجهون للمشاركة في المواجهات التي تدور داخل القدس. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن مجموعة من الشبان في قرية عسوفيا في منطقة الجليل رشقت الحجارة على سيارات للشرطة الإسرائيلية التي قامت بتفريقهم مستخدمة القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع دون أن يبلغ عن إصابات. ونصبت الشرطة الاسرائيلية الحواجز على العديد من مفترقات الطرق داخل مناطق ال 48, حيث تقوم بفحص كافة الحافلات الخارجة من المدن والقرى العربية بعد أخذ الموافقة من المستشار القضائي للحكومة الاسرائيلية. وشهدت العديد من الطرقات اختناقات مرورية نتيجة هذه الحواجز, حيث تم وضع حاجز عسكري على طريق عكا صفد, بالاضافة الى حواجز على مفترقات في منطقة الجليل والتي تهدف لمنع توجه المواطنين العرب إلى المسجد الأقصى المبارك بحجة الحفاظ على الامن داخل مدينة القدس أثر وصول معلومات امنية عن نية توجه المئات من المواطنين إلى الأقصى للتظاهر. وعمت منذ ساعات الصباح في مناطق عدة من محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية مسيرات طلابية تنديدا بما يجري في مدينة القدس من تهويد لها وآخرها البدء في بناء كنيس الخراب بالقرب من المسجد الأقصى.