قالت الشاعرة السعودية حصة هلال (ريمية) إن "تهديدها بالقتل لن يثنيها عن مواصلة طريقها، في قول ما تراه صواباً"، مؤكدة أنها ستظل تواجه التيار المتشدد، و"تعارض فتاوى التكفير وسفك الدماء والإرهاب، طالما ظلت تلك الفتاوى تؤرق المجتمع، ولن تتبرأ من قصيدتها مهما حدث". وكانت صحيفة "الوطن" السعودية نشرت الخميس 11-3-2010 مقالاً للكاتب عضوان الأحمري قال فيه إن "موقعاً إلكترونياً ينشر مقاطع مرئية لتنظيم القاعدة وعملياته الإجرامية، طالب بعض أعضائه بقتل الشاعرة حصة هلال، وتساءل أحد الأعضاء: هل قتلها واجب حداً أم تعزيراً؟". وذكر الكاتب في مقاله الذي حمل عنوان "احتاروا كيف يغتالون ريمية!": "هذه التعليقات والتفاعل ضد القصيدة لم يكن من باب السخرية بل كلها كانت جادة، وتم وصف الشاعرة بأوصاف قذرة جداً لا تخرج من رجل مسلم، فما بالكم بمن يدّعي انتماءه للمدرسة الدينية أو شيء منها". انتقادات وسباب وقالت ريمية ل"العربية.نت" إنها "علمت بما ورد في الموقع الذي يحمل اسماً إسلامياً، وقلقت في بادئ الأمر"، لكنها تعتقد أن الأمر مجرد تهديدات لإثارة الخوف داخلها حتى تتبرأ من قصيدتها، وهو ما لن يحدث. وأضافت "تعرضت لانتقادات شديدة على المواقع الالكترونية بعد إلقاء قصيدتي التي تنتقد فوضى الفتاوى، ووصل الأمر إلى سبّي والإساءة لشخصي، لكنني متمسكة بموقفي". وألقت ريمية قصيدتها في المهرجان الشعري "شاعر المليون" أمام حشد من الجمهور العربي والخليجي قبل أيام. واعتبر شعراء في المهرجان أن القصيدة جاءت في وقتها، اذ تتصدى للفتوى التي أطلقها عالم الدين السعودي الشيخ عبدالرحمن البراك بقتل من يجيز الاختلاط في ميادين العمل والتعليم. أمة مثل القنفذ وقالت ريمية التي اتصلت ب"العربية.نت" عقب نشر التهديد على الموقع الإلكتروني، إنها "توقعت تعرضها للتهديد والسبّ، لأنها وقفت في وجه التيار المتشدد"، لكن "ذلك لن يثنيها عن موقفها، فهي لا تخاف الموت". وأضافت "قصيدتي فيها حرص على الأمة العربية من هؤلاء الظلاميين والمتشددين الذين حولونا الى "أمة تخاف منها الأمم". وتكمل "لقد جعلنا هؤلاء أمة مثل القنفذ لا يُرى منه سوى الشوك، والعالم لا يرى العرب سوى أناس يدعون للحرب ولا يحبون التعايش السلمي، وأعطوهم ذريعة مستمرة للإساءة لنا". وتابعت بالقول "أدعو من هددوني وأساءوا لي بأن يتحلوا بروح السماحة والفضيلة والتقوى، ويتخلوا عن التشدد وإرهاب الآخرين". المرأة مُطالبة بالتصدي للظلاميين وحول ما اذا كانت ستكتب قصائد أخرى تنتقد فيها الفتاوى، قالت "أنا شاعرة أكتب في كل القضايا التي تهم المجتمع وتؤرق الناس، وما بقي هناك اشخاص يصدرون فتاوى ظلامية تخنق المجتمع فسوف أكتب قصائد تعارضهم". وتابعت الشاعرة "أنا منذ سنوات عدة أدعو المرأة إلى أن تخرج لتعلن رأيها وتقدم الحجة والدليل ضد من يسعون إلى الانغلاق وتهميش المرأة وحجبها عن المجتمع". وأضافت "غياب المرأة عن المشهد الفكري يضر المجتمع، ولابد لها أن تقف ضد من يدعو إلى خنقها".