تناول الدكتور عبد الله مناع تجربته في كتابة السيرة الذاتية من خلال كتابه ( بعض الأيام .. بعض الليالي) والذي أشار فيه إلى أجزاء من قصة حياته، وبعض من مذكراته وذكرياته مع أصدقاءه وأقرانه من المثقفين والأدباء والصحفيين، وتأريخ الحقبة الزمانية التي عاصرها ، وذلك خلال محاضرة ألقاها خلال الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب أمس السبت . واستعرض الدكتور مناع في بداية محاضرته عدد من التجارب الناجحة للسير الذاتية والمذكرات الشخصية في العالم والوطن العربي وما أعطته من أبعاد إنسانية وفكرية معرجا على تجربة الكتاب السعوديين بقوله : أما نحن وعلى مستوى الوطن فلم يخض رجالتنا ممن ساهموا في صناعة القرارات الكبرى طوال العقود العثمانية في كتابة المذكرة السياسية0ربما خوفا وربما حذرا وربما مجاملة إلا أننا خضنا في كتابة السير الذاتية على استحياء بدءً من هذه حياتي لحسن كتبي إلى تجربتي الشعرية للقرشي إلى ذكريات الجاسر الصحفية انتهاء بحياتي في الإدارة للدكتور غازي القصيبي . وأوضح مناع أنه لم يكن عنده نية للكشف عن شيء من سيرته الذاتية أو نشر تجربته الشخصية في كتاب إلا أن الفضل يعود إلى صديقه الصحفي الأستاذ خالد المطرفي والذي دعاه لأن يكون ضيفا في برنامجه الإذاعي ليحكي جزءا من ذكرياته وكانت البداية ليسترجع ذكرياته عن الصحافة والدراسة والعمل بشكل متسلسل ثم يقوم بإرسال التسجيل مع نسخة منه مفرغة طالبا استكمال بعض القصص الخاصة بالذكريات حتى بلغت 16 حلقة على مدى ثلاثة شهور، غير أنه ظل مترددا فترة من الوقت هل ينقح ما كتب ويعتزم نشرها أم يبقيها حبيسة الأدراج. ويضيف : بين ال (لا) المتراخية وال (نعم) الحاسمة كنت أعاود قراءة ما كتبت حتى أصل إلى قرار حاسم إما النشر أو عدمه، ثم تغشاني يقين بعد عامين أو ثلاثة أعوام أن ما كتبت يستحق النشر وحينها قررت نشره صيف العام قبل الماضي بعنوان ( بعض أيام .. بعض ليالي)، ولكني بعد أن طبعته وأصبح بين يدي امتنعت عن توزيعه، وعدت إلى أرجوحة أخرى التوزيع أم عدمه، إلا أني هذه المرة لم أركن إلى أحكامي الشخصية بعد أن وقعت أسير فوبيا القلق من ذكر أسماء زملاء وأصدقاء ورفاق صحبتهم وصحبوني تصريحا أحيانا وتلميحا حينا آخر مما تضمنته السيرة، ورأيت أن أحكم أحد أصدقائي ممن أثق بأحكامهم فكان هو أخي وصديقي الأستاذ قينان الغامدي الذي عرضت عليه قراءة الكتاب قراءة متمهلة ومتفحصة إذ أنه وعلى ضوء ما يقول سيكون مستقبل الكتاب إما التوزيع على المكتبات أو نسيانه في المستودعات، ليعود بعدها مهللا ليقول سر على بركة الله. ويتابع الدكتور عبد الله حديثه قائلا: " وسرت على بركة الله، وبدأت بتوزيع الكتاب على مستوى الأصدقاء الخلص الذين كانوا قريبين من الكتاب فكانوا بتهنئاتهم وتعليقاتهم وتصويبات بعضهم لبعض الأخطاء السياسسية والدبلوماسية والمطبعية أسرع مما أتصور وقد طلب مني الأستاذ قينان أن تتحول هذه المذكرات إلى ثلاثة سير سيرتي الخاصة وسيرتي في الصحة وسيرتي في الإعلام لتتلاحق علي بعض ذلك دعوات تقديم الكتاب للإعلاميين والصحفيين والفنانين والقراء". ويختتم مناع حديثه مبديا سعادته بنجاح تلك السيرة التي هي في طريقها الآن للطبعة الثالثة مؤكدا على أن أعظم قصة يكتبها الكاتب هي قصته عن نفسه وبنفس القدر بأن أسوأ من يتحدث عن كتاب هو كاتبه. لقطات - تداخل في نهاية المحاضرة نخبة من المثقفين والأكادميين منهم الدكتور عبد العزيز العسكر والدكتور محمد آل زلفة والأستاذ عبد الله الماجد والذين أشادوا بالكتاب. - أبدى الدكتور محمد آل زلفه استياءه من رداءة الصوت في القاعة التي وصفها بالفاخرة غير أن الأستاذ خالد السليمان والذي تداخل بعده نصحه بمراجعة طبيب للأذن لأن الصوت ممتاز برأيه . - الحضور كان محدودا للغاية إذ لا يتجاوز ال60 شخصا غالبتهم من المثقفين والأكاديميين والصحفيين من أصدقاء الدكتور مناع.