أوضح الدكتور عبدالله مناع، أن أعظم قصة يكتبها الكاتب هي سيرة حياته، مشيراً إلى أن ولادة سيرته الذاتية في «بعض الليالي والأيام» كانت في شارع التحلية في جدة، عندما تكون مجلساً ثقافياً يضم بعض المثقفين في جدة كل يوم سبت. وتحدث مناع في محاضرة قدمها السبت الماضي ضمن البرنامج الثقافي لمعرض الرياض بعنوان «تجربتي في كتابة السيرة الذاتية»، وأدارها الدكتور حسن النعمي عن بداية علاقته بفن السيرة، وقال: «كنت أريد أن أعرف كل شيء عن التاريخ والأدب والفن والسياسة، وأود معرفة كل شيء عن الإنسان وحياته ومصيره لشعوري بالوحدة»، متطرقاً إلى فترة الستينات «التي كانت أفلامها السينمائية وكتبها زاخرة بالأفكار القومية والتحررية»، لكن مناع كان يبحث عن شيء مختلف «لم أجد ضالتي إلا في كتب السيرة الذاتية، وقادتني إليها أيام طه حسين التي اتصفت بالحزن». وتناول المحاضر الفرق بين كتابة السيرة وكتابة المذكرات، متوقفاً عند أول سيرة كتبت في الإسلام، وهي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كتبها محمد بن إسحق في كتابه «المغازي والسير»، وهي السيرة نفسها التي اعتمد عليها ابن هشام من بعده. ثم انتقل إلى الحديث عن بعض السير في العصور الإسلامية، مثل «سيرة بني هلال» التي كانت أقرب إلى الملاحم الشعرية أكثر منها سيرة ذاتية، مشيراً إلى أن الساسة العرب «خاضوا في كتابة السيرة من أواخر القرن التاسع عشر»، وقال مناع إنه وبعد أن بدأ في تدوين ذكرياته تردد في مسألة نشرها، لكنه تجاوز تردده واتجه لطباعتها، مشيراً إلى أنها صدرت قبل عام ونصف العام، لافتاً إلى أن الكتاب ستصدر منه قريباً الطبعة السابعة.