قال وزير الخارجية السعودي ،الأمير سعود الفيصل، إن اتجاه الإصلاح قد تم إقراره في المملكة، مشيرا الى انه ليس هناك من فرصة للنظر إلى الوراء. كما أكد على حقيقة الاتجاهات المستنيرة والحرة التي بدأت تشهدها المملكة، مقارنا ذلك بالحركة الدينية المتطرفة في إسرائيل. وقال الأمير سعود الفيصل، في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن السعودية "تتحرر الآن من أغلال الماضي. وتسير في اتجاه مجتمع ليبرالي. وما يحدث في إسرائيل هو العكس، حيث يمضون هناك صوب ثقافة موجهة إلى تيار أكثر تدينا وصوب سياسية محددة بشكل أكثر تدينا ونحو شعور متطرف للغاية بالقومية". وأضاف الوزير الذي كان يتحدث إلى الكاتبة والمعلقة في الصحيفة مورين دوود، وهو جالس في مزرعة منزله مترامية الأطراف، حيث يوجد اسطبل للخيول العربية الأصيلة: " تقوم المؤسسات الدينية في إسرائيل بإحباط كل جهد ممكن لتحقيق السلام". وتؤكد النيويورك تايمز أن إسرائيل عبارة عن مجتمع علماني، لكن البعض يرى أنها بدأت تشهد تراجعا متزايدا في هذا التيار، في ظل وجود المسؤولين الدينيين المتشددين وكذلك الحاخامية الكبرى التي ترغب في فرض تفسير قاس وحصري لليهودية على المجتمع بأكمله. ثم تمضي الصحيفة الأمريكية لتؤكد على أن كلمة "التقدمية"، تكون ذات طابع نسبي إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية. وقال الفيصل معلقا على ما يحدث في اسرائيل "هي تتحرك نحو مجتمع يحدد ثقافته وسياسته الدين مما يشكل له حسا متطرفا بالهوية الوطنية" وان "هذا المجتمع يتحرك نحو حافة الغليان". وتطرقت الصحيفة في هذا الجانب إلى القيود التي فرضتها لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند الاحتفال بعيد الحب، ثم لفتت للقانون الجديد الذي أعلنته المملكة أخيرا، ويسمح للمحاميات بالمرافعة أمام المحاكم للمرة الأولى، وذلك فى إطار قضايا الطلاق وحضانة الأطفال. ونوهت أيضا للقرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز الشهر الماضي، في ما يتعلق بتعيين أول امرأة في مجلس الوزراء، وافتتاحه العام الماضي لأول جامعة مختلطة في المملكة. وكذلك تشجيعه للتطويرات السكنية بالشكل المعماري الذي يسمح للأسر والفتيان والفتيات داخل الأسر، بالتواصل بقدر أكبر من الحرية. وانتقلت النيويورك تايمز في السياق ذاته، لتؤكد من خلال المقابلات التي أجرتها مع مجموعة من الفتيات السعوديات، على نجاح الملك المحبوب في التخفيف من حدة التعامل الذي يقابلونه في بعض الأحيان من رجال الشرطة الدينية المنوطين بمراقبة الشوارع. وبعد تطرقها للفتوى التي أطلقها الأسبوع الماضي رجل الدين، عبد الرحمن البراك، بتكفيره دعاة الاختلاط بين الجنسين بالتعليم والعمل، عاودت الصحيفة لتنقل عن الأمير فيصل قوله "أعتقد أن اتجاه الإصلاح قد تم إقراره، وليس هناك من فرصة للنظر إلى الوراء. كما أن رجال الدين الذين يأتون بين الحين والآخر بتصريحات في الاتجاه المعاكس، يعبرون عن احباطهم أكثر مما يعتقدون بأنهم قادرون على وقف هذا الاتجاه وإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء".