أكّد الداعية السعودي سراج الزهراني لبرنامج "صناعة الموت" الذي تقدّمه ريما صالحة على "العربية" الجمعة 19-2-2010، أن الصورة المثالية التي يحاول البعض إسباغها على مرحلة الجهاد الأفغاني في الثمانينات ليست صحيحة، وذلك بعد أن عاين بنفسه الكثير من المُوبقات الشرعية التي كانت تسود في مراكز تجميع وتدريب المتطوعين العرب في مدينة بيشاور، لدرجة تعاطي الحشيش وارتداء التمائم التي يعتقد البسطاء من الأفغان أنها تحميهم من الموت، وهو ما يعدّ مخالفة شرعية تقترب من الشرك. وكان الزهراني قد ذهب إلى بيشاور في منتصف الثمانينات ضمن المئات من المتطوعين السعوديين الذين تأثروا بدعاوى الجهاد ودفعتهم حماستهم الدينية للتطوع لقتال السوفييت ومعاونة الشعب الأفغاني المسلم. وبعد أن أمضى وقتاً في مراكز التدريب واختلط بالجماعات الموجودة هناك أدرك الزهراني -على حدّ قوله- أن الكثير من القيادات هناك كانت تمارس الزيف والخديعة مستغلّةً طاقات الشباب وحماستهم. وتطرّق في الحلقة إلى موضوع كرامات الشهداء، فقال إن القادة آنذاك كانوا يقومون بإذكاء الحماس الديني لدى الشباب عن طريق اختلاق الكثير من القصص والروايات المغلوطة التي تتحدث عن كرامات وتهويلات كثيرة لا تتفق مع الدين الصحيح، بل وتُعد في حدّ ذاتها من الكبائر، مثل ادعاء أن الطيور تأتي لتصدّ القنابل التي كانت تلقيها الطائرات على المجاهدين، أو القصة التي كانوا يروونها عن أبٍ جاء لزيارة ابنه فأبلغه رفاقه بنبأ استشهاده وإصطحبوه إلى قبره، فجلس الوالد بجوار القبر يبكي وطلب من ابنه (الميت والمدفون) أن يخبره بأنه فعلاً شهيد، ليجد يدَ ابنه تمتدّ من داخل القبر وتصافحه، وليسمع صوت ابنه يدعوه ألا يحزن لأنه أصبح شهيداً! طبعاً هذه القصة وغيرها من الخرافات تتناقض مع صحيح الدين، وكانت تُستخدَم لدغدغة مشاعر الشباب البسيط. ويبث برنامج "صناعة الموت" على "العربية" الجمعة في تمام الساعة 07:00 مساءً بتوقيت عرينتش، 10:00 مساءً بتوقيت السعودية.