وجه فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك ( الداعية المعروف) عدداً من النصائح والتوجيهات للوزراء والمسئولين الجدد وكذلك إلى العامة وبيان واجبهم تجاه من تولى أمرهم مشدداً على وجوب الاعتصام بحبل الله تعالى والتعاون على البر والتقوى والطاعة لولي الأمر وبين فضيلته أن المراد بولي الأمر ليس الحاكم وحده ولكن من ولاه الحاكم كذلك أمراً من الأمور فإن طاعته واجبة في غير معصية الله وذلك في خطبة الجمعة 25/صفر 1429ه الموافق 20/فبراير/2009م ،التي ألقاها بجامع الأمير خالد بن سعود بظهرة البديعة بالرياض. ودعا الشيخ سعد البريك من تولى أمراً من أمور المسلمين إلى مراقبة الله عز وجل و استشعار عظم المسئولية والأمانة الملقاة على عاتقه، وتذكر الحساب يوم القيامة مذكراً بقوله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته.." . كما حذر فضيلته من الوقوع في غش الرعية والوعيد الشديد على ذلك لما ورد في حديث معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) . وأكد الدكتور البريك على أن الواجب في القيام على الرعية الإحسان إليهم والرفق بهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقق عليه)، مذكراً بما كان عليه الصحابة من الرفق واللين مع الرعية وقضاء حوائجهم مشيراً إلى قصة عمر بن الخطاب رضي الله وما كان عليه من تعهد الأرامل والمساكين. وحذر الشيخ البريك الموظفين من المال الحرام وأكل الرشوة وقبول الهدايا و بين خطورة ذلك في الدنيا والآخرة،كما حث فضيلته المواطنين على التعاون على القضاء على هذه المشكلة حال وقوعها بإبلاغ الجهات المسئولة . ووجه الشيخ البريك الدعوة إلى من اقتطع مالا بغير حق خلال فترة عمله في أي جهة حكومية أن يتوب إلى الله عز وجل وإن يرد ذلك إلى صندوق إبراء الذمة وهو حساب مصرفي أنشأه بنك التسليف السعودي بأمر سامي،ويقوم البنك باستخدام تلك المبالغ في وجوه الخير، منوهاً على أن ذلك يتم في إطار من السرية وعدم المساءلة القانونية. كما بين فضيلته واجب الناس تجاه المسئولين في عدة نقاط على رأسها: الدعاء لهم بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة وأشار إلى أن ذلك عائد نفعه الأكبر إِلى الرعية أنفسهم، فإِن ولاة الأمور إِذا صلحوا، صلحت الرعية، واستقامت أحوالها . و دعا البريك الرعية إلى النصح للولاة والمسئولين بالرفق واللين امتثالاً لما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه من بذل النصيحة للمسلمين كما في حديث جرير بن عبد الله t "الدين النصيحة". قلنا: لمن؟ قال:"لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم". واختتم الدكتور سعد البريك الحديث بالتحذير مما أسماه شائعات الإنترنت مبيناً خطورة ذلك على المجتمع داعياً الجميع إلى وجوب التثبت وإحسان الظن بالمسلمين تغليباً لجانب الخير في المسلم على الشر، كما قال تعالى في سياق حادثة الإفك : "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين".