جاءت النصوص الصريحة والأخبار الصحيحة وتقرير علماء الإسلام بأهمية البيعة الشرعية لإمام المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في المنشط والمكره والعسر واليسر بوجوب طاعة ولاة أمور المسلمين في غير معصية الله، قال تعالى (يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا) . "سورة النساء آية59". قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير هذه الآية "أمر الله الرعية بطاعته أولا ثم بطاعة رسوله ثم بطاعة الأمراء " . "الجامع لأحكام القرآن". ويتضح من هذا البيان أنه يجب على الرعية السمع والطاعة لمن قادها بكتاب ربها وسنة نبيها مالم يأمر بمعصية ,فعن علي رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لاطاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف "متفق عليه . كما على الرعية النصح والدعاء له والاجتهاد في جمع الكلمة معه تحت راية الإسلام وعلى الراعي مراعاة مصالح العباد ومايصلح دينهم ومعاشهم , فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال :"لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم "رواه مسلم، وفي أثرٍ لعمر بن الخطاب في الصحيحين قال "وأحسنوا مؤازرة من يلي أمركم وأعينوه وأدوا إليه الأمانة " . ومن أصول أهل السنة: الدعاء لولاة الأمر بالهداية والرعاية والصلاح والتوفيق والسداد. فقد ذكر الطحاوي رحمه الله في متن الاعتقاد عن الأئمة والولاة قوله"وندعو لهم بالصلاح والعافية " . قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله "فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير والطاعة في المعروف وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد والشر والفرقة والانحلال "ا.ه . " من مجموع الفتاوى والمقالات –الجزء السابع" . وُيعلم مما تقدم أن نصب الإمام واجب على المسلمين ويثبت بإجماع المسلمين عليه وبمبايعة أهل الحل والعقد في الأمة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أعطى إماماً صفقة يده وثمرة قلبه فلُيطعه مااستطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر"رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه , ثم إنه لا بد أن يعلم أن البيعة قضية شرعية تبادلية قائمة على كتاب الله وسنة نبيه ومراعاة مصالح الناس وعلى السمع والطاعة في المنشط والمكره كما بينت النصوص الشرعية , ثم إننا نبارك لأنفسنا ولولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – على الجهود التي تبذل من قبله -سدده الله- وإخوانه ولي عهده والنائب الثاني لخير العباد والبلاد , حفظ الله لهذه البلاد دينها وأمنها واستقرارها. * عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية