سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ الشريم: الدعاء لولي الأمر ديانة واعتقاد ويخطئ من ظن انه مجرد تزلف القاسم: مخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعاً خطبتا الجمعة في الحرمين الشريفين ..
أوصى امام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم المسلمين بتقوى الله سبحانه فهي العدة في الامور والزاد اذا بُعثر ما في القبور وحُصل ما في الصدور. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم امس في المسجد الحرام «عباد الله ان الشريعة الاسلامية الغراء هي الشريعة الخاتمة التي اكمل الله بها الدين واتم بها النعمة وجعلها صالحة للخلافة في الارض في كل زمان ومكان لاتبلى نصوصها ولا تهتز قواعدها ولأجل ذا صارت هي الاساس في حفظ الضرورات الخمس للحياة البشرية وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال فهي شريعة جلى تسعى لتحصيل المصالح وجلبها لتلك الضرورات كما انها في الوقت نفسه تقوم بالدفع قبل الرفع لاي مفسدة تخل بضرورة من الضرورات بل الضرورات الخمس برمتها. وأضاف لما كانت امور الناس ومصالحهم تدور رحاها حول تلك الضرورات الخمس وتحصيل مصالحها ودرء مفاسدها وحراسة ذلك وسياسته كان لزما ان يكون للمجتمع المسلم راس يجتمعون عليه ويضعون كفوفهم على كفه ليقيم الحق فيهم ويزهق الباطل ويسوسهم على ملة الاسلام يجتمعون بالبيعة الشرعية على إمامته وولايته امرهم وهذا مايسمى في الشريعة بالإمامة العظمى التي اجمع العلماء قاطبة على انها واجبة خلافا لبعض الخوارج والمعتزلة والمصلحة في تنصيب الامام ظاهرة جلية لا تحتاج الى كبير تأمل وبحث لأنه لايمكن ان يستقيم امر الناس ويصلح حالهم ويحفظ الخير لهم ويدرأ الشر عنهم الا بها بل انها مطلب شرعي ديني قبل ان تكون مطلباً سياسياً دنيوياً لأن قيامها وقيام الطاعة له من طاعة الله ورسوله لقوله صلى الله عليه وسلم «من اطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الامير فقد اطاعني ومن يعصي الامير فقد عصاني وانما الامام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فان امر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك اجرا وان قال بغيره فان عليه منه» رواه مسلم. ومضى امام وخطيب المسجد الحرام يقول ان لم يكن مثل هذا الامر عباد الله فليس للناس إلا الفوضى وغلبة الاهواء وتقاذف الفتن من كل جانب والتعدي على الدين والانفس والعقول والاعراض والاموال وان الامم مع تعاقب الازمان لاتدع واقعها سبهلا دونما سلطان يرئسها فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ان بني اسرائيل كانت تسوسهم الانبياء كل ما هلك نبي خلفه نبي وانه لانبي بعدي وانه سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا فما تأمرنا قال ببيعة الأول فالأول واعطوهم حقهم الذي جعله الله عز وجل لهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم». وأوضح انه يتضح لنا هنا حاجة الناس الى سلطان يسوسهم بشرعة الله ومنهاجه حماية لهم من الفتن والاهواء ان تعتريهم مشيرا الى ان الله قد اكرم امة الاسلام من بين سائر الامم بأن جعلها وسطا بينهم عدلا خيارا كما قال سبحانه {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}. وان من وسطية هذه الامة وعدلها نظرتها للامامة والولاية حيث تراها عهدا واجبا بين السلطان وعموم المسلمين وهذا العهد يقتضي السمع والطاعة في المنشط و المكره والعسر واليسر مالم يكن في معصية او منكر والا فلا لتكون الامة وسطا بين بعض اهل الجاهلية الذين يظنون ان مخالفة السلطان وعدم الانقياد له فضيلة ورفعة وان السمع والطاعة والانقياد دون وذلة ومهانة ونقص في الرجولة والعلم والكرامة وبين بعض اهل الكتاب الذين يغالون في السمع والطاعة حتى في معصية الله سبحانه كما في حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه قال «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الاية» { اتخذوا احبارهم ورهبانهم ارباباً من دون الله} فقلت انا لسنا نعبدهم فقال أليس يحرمون ما احل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت بلى قال فتلك هي عبادتهم». واردف الشيخ الشريم يقول كما ان منهج اهل الحديث والحق في الاسلام بين سائر الفرق هو المنهج الوسط في الامامة والولاية خلافا لمن ذهب الى تكفير الائمة والخروج عليهم وعدم السمع والطاعة بالمعروف لهم وخلافا لمن يرى المغالاة فيهم ويجعلهم معصومين من الخطأ والنقيصة والحق كل الحق والعدل كل العدل ما كان عليه ائمة الهدى والدين من السلف الصالح والتابعين الذين قالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير ديدنهم في ذلك سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في السمع والطاعة والالفة والاجتماع لافي المعصية والعناد والفرقة والابتداع لعلمهم الجازم بأن النبي صلى الله عليه وسلم بين ان من خرج من السلطان شبرا مات ميتة الجاهلية. وأكد ان من هذا المنطلق عني السلف الصالح بمسألة الامامة وجعلوها من جملة ابواب الاعتقاد واصول الدين واكثروا الحديث عنها وفصّلوا فيها القول وما ذاك الا لعظم شأنها وخطورة سوء الفهم تجاهها وان مبدأ التعامل معها مبني على العلم والأثر لا على العاطفة والنظر لما يترتب على ذلك من مراعاة المصالح والمفاسد العامة الطاغية على المصالح والمفاسد الخاصة ولهذا بين اهل العلم حاجة الامة الى السلطان ووجوب بيعته البيعة الشرعية كما بينوا وجوب السمع والطاعة في غير معصية الله عملا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث جيشا وامر عليهم رجلا فأوقد ناراً فقال ادخلوها فارادوا أن يدخلوها وقال آخرون انما فررنا منها فذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال للذين ارادوا ان يدخلوها لو دخلوها لم يزالوا فيها الى يوم القيامة وقال للآخرين لاطاعة في معصية انما الطاعة في المعروف. وقال لقد بين اهل العلم حرمة الخروج على السلطان او ملاقاته بالسيف وانه يجب على الرعية محض النصح له لقول النبي صلى الله عليه وسلم «ن الله يرضى لكم ثلاثاً ألا تعبدوا الا الله ولا تشركوا به شيئا وان تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وان تناصحوا من ولاه الله امركم» ولم يكتف ائمة العلم والهدى بمطلق النصح لولي الامر بل قيدوا ذلك في السر دون العلانية درءا للفتنة وخروجاً من التشهير والتعييب لما رواه ابن ابي عاصم في كتاب السنة مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال « من اراد ان ينصح لذي سلطان في امر فلا يبده علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك والا كان قد ادى الذي عليه له» ولما جاء في الصحيحين في الذين قالوا لاسامة رضي الله عنه« الا تدخل على عثمان فتكلمه فقال قد كلمته مادون ان افتح بابا اكون اول من يفتحه واما انا بالذي يقول لرجل بعد ان يكون اميرا على رجلين انت خير» الحديث. وأضاف الشيخ الشريم يقول وقد نقل الحافظ بن حجر رحمه الله كلاماً عن معنى هذا الحديث وهو أن قصد اسامة رضي الله عنه بقوله قد كلمته سرا دون ان افتح بابا اي باب الانكار على الائمة علانية خشية ان تفترق الكلمة ثم عرفهم انه لايداهن احدا ولو كان اميرا بل ينصح له في السر جهده» وقد نقل ابن عبدالرب عن ايوب ابن القرية قال» احق الناس بالاجلال ثلاثة العلماء والاخوان والسلطان فمن استخف بالسلطان افسد دنياه والعاقل لا يستخف باحد». وأوضح ان البيعة الشرعية فيها حقان احدهما حق للإمام وأما الاخر فهو حق للرعية بإقامة شرع الله فيهم ونشر الحق والعدل بينهم والسعي في مصالحهم العامة والخاصة وتدوين الدواوين ومرعاة المصالح المرسلة التي تعتري الناس بين الحين والاخر ومنع الظلم والبغي والفساد وما يسبب الفرقة بين المسلمين وحاصل الامر عباد الله ان استقامة الناس واستقرار المجتمع وحفظ الضرورات لا يكون الا بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واولي الامر منا لقوله تعالى {يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلا} وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره ان اولي الامر هم اصحاب الامر وذووه وهم الذين يامرون الناس وذلك يشترك فيه اهل اليد والقدرة واهل العلم والكلام فلهذا كان اولو الامر صنفين العلماء والامراء فاذا صلحوا صلح الناس وإذا فسدوا فسد الناس. وقال امام وخطيب المسجد الحرام انه يجب على الرعية تجاه سلطانهم وولي امرهم المبايع بالبيعة الشرعية مثل ذلكم الحق في محض الدعاء له بالتوفيق والسداد والصلاح للمسلمين لان في صلاحه صلاحا للاسلام والمسلمين وانه ليخطىء من ظن ان الدعاء للسلطان مجرد تزلف يشين بصاحبه كلا بل هو ديانة واعتقاد باهمية ذلكم واثره في صلاح المسلمين وقد اشار جملة من أئمة الدين الى هذه المسألة من باب الديانة وتصحيح الفهم تجاه هذه المسألة وقد تحدث الامام احمد رحمه الله عن الخليفة المتوكل قائلاً اني لادعو الله له بالصلاح والعافية وقال لئن حدث به حدث لتنتظرن ما يحل بالاسلام وقد دعا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله لسلطان زمانه بالتأييد والتسديد والزيادة في العلم وكلام اهل العلم في هذا الباب متواطىء على القول باستحباب الدعاء لولاة الامور بالتوفيق والصلاح والمعافاة دون مجازفة ومن أشهر من قال بذلك الطحاوي والفضيل واحمد والبيهقي والنووي وابن تيمية وغيرهم من العلماء وائمة الدين وانما نقول مثل هذا عباد الله لنؤكد موقف ائمة الدين من اهل السنة والجماعة تجاه هذه المسألة ولنصحح بعض المفاهيم المشوشة في هذا الجانب من باب الديانة والالتزام بالحق ليس الا لاسيما في هذا الزمن الذي غاب فيه الوعي الديني فيما يخص حقوق الراعي والرعية والذي قل فيه الالفة والتناصر وجامع الامر في هذا هو قول النبي صلى الله عليه وسلم« خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم» الحديث رواه مسلم والصلاة في هذا الحديث بمعنى الدعاء على احد التفسيرين. وبمناسبة مارزئت به بلاد الحرمين الشريفين بفقد امامها وولي امرها الراحل لنسأل الله جلت قدرته ان يتغمده بواسع رحمته وان يرفع درجته وان لا يحرمنا اجره ولا يفتنا بعده ويغفر لنا وله كما نسأل المولى جل شأنه ان يحفظ امامنا وولي امرنا ويوفقه لما فيه صلاح المسلمين وان ويجعله وولي عهده ذخراِ لما فيه خير البلاد والعباد انه سميع مجيب. ٭ وفي المدينةالمنورة قال فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة امس المعنونة ب « مناصحة الحاكم » بعث الله نبينا محمدا لتقصد قلوب الافراد والجماعة الاله وحده وشعائر الاسلام تعلو بأمر الله بالفة واجتماع وأفراد المجتمع على هذا الدين بعثه ربه والناس أشد تقاطعا وتعاديا وأكثر اختلافا وتماديا فأتى بأمر روابط أواصر المودة بين أفراده ليفردوا خالقهم بالعبادة وجعل ذلك من أوليات قواعد الدين يقول عمرو بن عبسة رضي الله عنه دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقلت له من أنت(قال أنا نبي فقلت وما نبي قال أرسلني الله فقلت وبأي شيء أرسلك قال أرسلني بصلة الارحام وكسر الاوثان وأن يوحد الله لا يشرك به شيء) رواه مسلم ودعا الى لحمة الائتلاف بين المسلمين وحرم ضدها فقال (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله اخوانا)متفق عليه . وأشار فضيلته الى ان الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن الهجر فوق ثلاث ليال فقال (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث) متفق عليه ولما هاجر عليه الصلاة والسلام الى المدينة كان من أول أعماله تاليف القلوب على طاعة الله فالف بين الاوس والخزرج بعد حروب طاحنة بينهم فزالت احنهم وانقطعت عداواتهم وصاروا بالاسلام اخوانا متحابين وبالفة الدين أعوانا متناصرين قال تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا} فكانت تلك نعمة سابغة امتن بها على الانصار فقال عليه الصلاة والسلام(يا معشر الانصار الم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي وكنتم متفرقين فالفكم الله بي) متفق عليه. وأوضح فضيلته أن المجتمع المتالف ينتصر على أعاديه ويؤدي الاسلام رسالته وتقوم الشريعة كما أمر الله مفيدا ان من القواعد التي استقرت عليها الملة وجاءت بها الفطرة ضرورة اقامة وال على الرعية يسوس الدنيا بالدين ليصدر التدبير عن دين مشروع وتجتمع الكلمة على رأي متبوع فلا دين ينتشر الا بجماعة ولا جماعة الا بامامة.. قال الماوردي رحمه الله ولولا الولاة لكانوا فوضى مهملين الوالي يحفظ الله به الدين ليكون محروسا من الخلل وينفذ الاحكام بين الاخصام فلا يتعدى ظالم ولا يضعف مظلوم ويذب عن الحرمات ليأمن الناس في المعاش يحفظ الحقوق ويقيم الحدود لتصان محارم الله عن الانتهاك يرفع راية الدعوة الى الله ويظهر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ليذوق الناس حلاوة الدين به تقام شعائر الملة وأعلام الاسلام. وقال فضيلته ان عبء أمانة الولاية ثقيل يعين على حمله النصيحة الصادقة المخلصة من الرعية للراعي يقول النبي صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم) متفق عليه قال ابن رجب رحمه الله (النصيحة لائمة المسلمين معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم برفق ولطف والدعاء لهم بالتوفيق وحث الاغيار على ذلك) ونصح الولاة من الاعمال الفاضلة التي يحبها الله ويرتضيها يقول النبي صلى الله عليه وسلم (ان الله يرضى لكم ثلاثا أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) رواه أحمد. وأضاف يقول ان النصيحة تكون سرا بين الناصح الصادق وبين الوالي لتكون أخلص عند الله وعلى هذا سار السلف الصالح سئل ابن عباس رضي الله عنه عن أمر السلطان بالمعروف والنهي عن المنكر فقال ان كنت فاعلا ففيما بينك وبينه قال الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله الواجب مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما كان عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس . وأردف امام وخطيب المسجد النبوي الشريف يقول ان مخالفة ذلك واعتقاد أنه من انكار المنكر الواجب انكاره على العباد فانه غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا . ورأى فضيلته أن توقير الولاة مع النصح لهم من الفقه في الدين يقول سهل بن عبدالله رحمه الله (لا يزال الناس بخير ما عظموا السلطان والعلماء فان عظموا هذين أصلح الله دنياهم وأخراهم واذا استخفوا بهذين فسدت دنياهم وأخراهم) ونصحهم يكون بتلطف في العبارة وحكمة ولين قال ابن القيم رحمه الله (مخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا ولذلك تجد الناس كالمفطورين عليه وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب رؤساء العشائر والقبائل). وقال من تمام النصح دعوة صادقة خفية لولي الامر ابتغاء ثواب الله وكان الامام أحمد والفضيل بن عياض يقولان لو كانت لنا دعوة مستجابة لدعونا بها للسلطان وواجب على الرعية مع النصيحة السمع والطاعة له في غير معصية الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم (تسمع وتطيع للامير وان ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع) رواه مسلم قال ابن رجب (السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين فيها سعادة الدنيا وبها تنتظم مصالح العباد في معاشهم وبها يستعينون على اظهار دينهم وطاعة ربهم). وأوضح أنه بالالفة بين الراعي والرعية يظهر الدين ويهنأ العيش ويطاع الرب بالعمل بنصوص الشريعة في ذلك فترتفع منزلة العبد عند الله في الاخرة وتحقق له الرفعة مستشهدا بقوله تعالى {يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير وأحسن تأويلا}. واختتم امام وخطيب المسجد النبوي الشريف خطبته قائلا « الموفق من اغتنم عمره بالطاعة وعمر حياته بأعمال من البر متنوعة ممتثلا أمر الله {فاستبقوا الخيرات} وقد كان لخادم الحرمين رحمه الله يد طولى في ذلك وتمتد الرفعة بعد العجز عن العمل بانقطاع الحياة بالدعاء والصدقة الجارية قال صلى الله عليه وسلم (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)» رواه مسلم ومن حقه على الرعية الدعاء له بالمغفرة والرضوان وما قدم لرعيته وللمسلمين من أعمال صالحة .