نقلا عن صحيفة المدينة : لم يكن حواراً عادياً فصالح عبدالله كامل، الرجل الذي ذاع صيته في العالم العربي أجمع من عدة اتجاهات «اقتصادية، إعلامية، اجتماعية» لايزال لديه الكثير والكثير لكي يقوله ويفصح عنه ويطرحه ويعمل من اجله.. برغم الحوارات الصحفية الكثيرة ل صالح كامل، إلا انني استعجبت من رغبته وإلحاحه ان اجري معه هذا الحوار في سيارته الخاصة وهو متجه الى مناسبة بعيدة عن جدة، ففي عرض الحديث الذي تجاوز الساعة لاحظت نظرات «العم صالح» تتجه حول نوافذ السيارة يشاهد المناطق التي أحاطت بجدة مثل بحرة وحدا والجموم وهو يتذكر انه زار هذه المناطق عندما كان طالباً في المتوسطة او الثانوية. لم يكتف «العم صالح» في حديثه عن هموم الغرفة والغرف الاخرى، لكنه ظل يسأل بعد فترة واخرى عن برنامجه الأسبوعي في قناة «اقرأ الفضائية» – السوق – ويفكر في استثمار الاهداف الثلاثة عشر لغرفة جدة في حلقات البرنامج ذي الاهداف التربوية والاخلاقية أولاً.. وأعجبني تفاعل الدكتور أحمد وايضا هموم الغرفة الإسلامية التي يرأسها يحمل بين عواصم الدول الاسلامية همومها ومعاناتها في مجابهة المعوقات التي تواجه هذه الغرفة وابتعادها مع مقر تواجد الرئيس، وعندما وجدت نفسي احرجت «العم صالح» بسؤاله عن صحة انه هو من يمول ميزانية الغرفة الاسلامية «أخذني» في زاوية عريضة عن عدم اهتمام الحكومات الاسلامية بهذه الغرفة. وأحسست ان «العم صالح» يتحدث بحرقة عندما وصلنا الى محور «أخلاقيات المهن» وكأن الحال به يريد ان تعود الاخلاقيات الكريمة التي جاء بها الاسلام والتي كان يعمل بها اجدادنا. صالح كامل كان صريحًا في حواره مع «المدينة» كعادته وشفافًا في التطرق لكل القضايا التي تهم القطاع الخاص والمجتمع عمومًا فهو لا ينكر مسؤولية القطاع الخاص من الناحية الاجتماعية والثقافية ويعتبره واجبًا ولكنه في الوقت نفسه لا يريد أن ينسيه هذا الواجب العمل الأساسي للغرفة وهو خدمة الاقتصاد الوطني والقطاع الخاص، فأصبح يفكر جليًا في استحداث الفرص الاستثمارية والتنموية التي تسهم في تطوير المجتمع وتنميته ولذلك فحمل على عاتقه المساهمة في تطوير العشوائيات وهو المشروع الذي يتبناه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.. فإلى الحوار مع صالح كامل: تفاجأت بإمكانيات وخدمات الغرفة ** الشيخ صالح: وصلت إلى رئاسة غرفة جدة من خلال التعيين، ولديك رؤية الآن لمستقبل هذه الغرفة والدور الذي ستلعبه في المرحلة المقبلة، ما هي هذه الرؤية؟ * عندما شرفت من قبل وزير التجارة والصناعة بتعييني في مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة لم أكن أتخيل ان هذه الغرفة لديها هذه الامكانيات والمقومات والفعالية القوية، لأنني لم يسبق ان دخلت انتخابات عضوية مجلس الادارة او عينت في هذا المجلس؛ ولذلك فإن الفكرة السابقة لديه هي نفس الفكرة التي موجودة لدى معظم رجال الاعمال ان الغرفة هي مجرد ادارة للاستراكات والتصاديق وعلى الرغم من حجم الشركات والمنشآت التي اشارك فيها فعلاً لم يكن لدي الفكرة الكاملة عن حجم الخدمات التي يمكن الاستفادة منها من خلال الغرفة التجارية، فالمجالس السابقة للغرفة قامت بجهود كبيرة في السابق ونجحوا في توسيع قاعدة الخدمات التي تقدم للقطاع الخاص والخدمات الاجتماعية، ولكنني اعتقد ان الجهاز الإعلامي لم يتفاعل مع هذه الخدمات ولم يمنحها الفرصة في تعريف المنتسبين والمشتركين للاستفادة منها. الغرفة التجارية في الفترة الماضية اهتمت بالنواحي الاجتماعية والمجتمعية أكثر من اهتمامها بالعمل الاقتصادي وهذا لا يمكن فنحن غرفة تجارية صناعية فلابد ان نقوم بعملنا الاساس أولاً في تنمية الاقتصاد وعلينا في الوقت نفسه مسؤولية اجتماعية وثقافية من واجبنا ان نقوم بهذه المسؤولية، ولكن بشرط الا ننسى الجانب الاقتصادي وهو الاساس في انشاء الغرفة، وفي الاهداف الجديدة للغرفة ركزنا على الجوانب الاقتصادية في عدد من الاهداف من تحسين بيئة الاستثمار في جدة وتنطوي تحتها اربعة او خمسة اهداف اقتصادية. وكذلك تنمية رابغ والليث والقنفذة وهذا هدف اقتصادي وايضًا البحث عن الفرص الاستثمارية، وكذلك دراسة وترويج الفرص الاستثمارية. في كل انحاء العالم هناك سوق أولية وسوق ثانوية، لكن لدينا في المملكة اهتممنا بالسوق الثانوية فقط ونسينا السوق الأولية. فليس لدينا شركات البحث عن فرص الاستثمار والتي عادة في الدول الاوروبية وأمريكا تسمّى رأس المال المخاطر (فينتشر كابيتال) والتي أسمّيها أنا وحسب ثقافتنا الإسلامية (رأس المال المبادر او المعمر)، ولم نهتم بهذا الجانب، قد يكون اهتممنا بهذا الجانب كأفراد لان المبادرين في العالم قلة، فطالما انهم قله فلابد ان ننظم انفسنا بما يسمح لنا الاستفادة من هذه القلة. فالمرحلة المقبلة نريد ان تركز الغرفة على بحث الفرص الاستثمارية في جدة ودراستها دراسة جيدة ودعوة الناس للاشتراك فيها، فعندما تدرس الغرفة هناك موثوقية بخلاف ان يأتي شخص منفرد فيدعو الى مثل هذه الشركة يبقى فرد، والاعتماد على الغرفة في انشاء هذه الشركات جزء اساسي من التنمية الشاملة التي نتأمل ان تحققها الغرفة لمنطقة مكةالمكرمة. أسمح لي أن أذكر لك مثالاً حيًّا نعيشه الآن في منطقة مكةالمكرمة وهي العشوائيات والتي يمكن ان تقام من أجلها عشرات الشركات، لا أخفيك سرًا ان صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكةالمكرمة في اجتماعنا معه قال بالحرف الواحد (العشوائيات اذا لم تتمكنوا من استقطاب اناس لتطويرها فأنا لدي أناس من الخارج مستعدون لذلك). وهذا وضعنا امام تحدٍّ كبير ، فنحن لابد ان ندرس جميع العشوائيات وكل فترة واخرى يتم طرح الجاهز منها للمشاركة من المواطنين، فعندما تطرح شركة العشوائية التي درستها الغرفة التجارية يكون هناك فرق في الموثوقية والحيادية في التطوير. فإذا ركزنا على الأقل في البداية على تطوير العشوائيات فهذه تحتاج الى ستين شركة ومن خلالها نكون ساهمنا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية الشاملة في الوقت نفسه لمنطقتنا. وأيضًا نشاط العمالة والذي اعتقد انه هم يراود كل رجال وسيدات الاعمال بكل فئاتهم ونشاطاتهم وكل يوم لدى رجال الاعمال صداع اسمه التأشيرات والعمالة وعدم توفرها وقد حاولت الغرفة من خلال اتفاقيتها مع وزارة العمل في انشاء مكتب تسهيل والذي يحاول تجاوز كثير من العقبات التي تواجه القطاع الخاص في هذا المجال، وأنا شخصيًا احلم ان تكون هناك شركة لاستقدام وتأجير العمالة بالساعة او اليوم او الاسبوع الشهر او الستة شهور او السنة، فمثلًا المقاول لماذا يستقدم عمال للتسليح بتأشيرات ويقيمون على كاهل هذا المقاول طوال السنة بدون استفادة الا في أوقات محددة، فما المانع في ان يكون هناك شركة لتأجير العمالة في اوقات محددة حسب حاجة صاحب العمل، وحسب الوقت الذي يريدهم فيه؟ وبالتالي نقلل من العمالة ونقلل من تكلفتها، وهذا أحد المشاريع الذي سنقوم بدراسته دراسة جيدة لتحقيق الفائدة للقطاع الخاص. صالح التركي عملي ومنجز ** «عم صالح»: الغرفة التجارية الصناعية بجدة، قبل ان يتم تعيينك وانتخابك رئيسًا لمجلس الادارة كانت (تغلي) بالاحداث، حتى وصلت الى ان رئاسة المجلس تعاقب عليها ثلاث شخصيات في اربع سنوات فلم تمنحهم الفرصة الكافية للإنتاج، كيف سيتم التغلب على اختلاف الافكار والرؤى بين أعضاء المجلس لعدم الوقوع فيما حصل سابقًا؟ * كلمة حق من المهندس عبدالله المعلمي ومن ثم صالح التركي ومن ثم محمد الفضل، من وجهة نظري انه كان من افضل مجالس الادارات التي مرت على الغرفة، إلاّ ان أساليب الإدارة تختلف. والاعمال التي قام بها الاخ صالح التركي للغرفة «ستؤرخ» فقد كان رجلاً منجزًا وعمليًّا، اما اختلاف الرؤى بين بعض الاعضاء وبينه واثارة البلبلات التي ليس لها داعي هو الذي أدّى إلى صورة قاتمة عن غرفة جدة، وقد أعزو هذا الشيء إلى السن، ففارق السن الان بيني وبين الإخوان أعضاء المجلس كبير، فيعطي هذا الأمر نوع أكثر من الاحترام، والعم اسماعيل ابوداوود -رحمة الله عليه- كان نفس الوضع بالنسبة لي، بينما الاخ صالح التركي يأتي في سن متقارب مع بقية اعضاء مجلس الادارة، فالبعض منهم يرى (لماذا صالح التركي هو الرئيس؟ وفي الحقيقة انهم هم الذين أنتخبوا صالحًا رئيسًا). هذه الحساسية اعتقد انها الان غير موجودة بفضل الله أولاً، وبمحبة واحترام اخواني اعضاء المجلس لشخصي الضعيف، واذا الجهاز التنفيذي وجد مجلس الادارة منقسم ينتهز الفرصة ويلعب دور ليس جيدًا، واذا الجهاز التنفيذي وجد مجلس الادارة على رأي واحد وفكر واحد، فهو نفسه يؤدي عمله على انسجام وفعالية. أريد ان أؤكد ان الحساسيات في مجلس الادارة انتهت واستطيع ان أقول انها انتهت تمامًا هذا اليوم، لانني حددنا اهداف وكلفنا لجان ووضعنا اسماء ووظفنا جهد اعضاء مجلس الادارة في انجاز هذه الاهداف الثلاثة عشر، والكل راضٍ والكل سينشغل في الهدف الذي خصص له، ومن لديه طاقة فليعمل في انجاز الهدف الذي حدد له. التركي استثمر قرار المعلمي ** ولكن كان يقال عن صالح التركي انه كان منفرداً بالقرار وكان مهمشاً لدور الامانة العامة، واعضاء مجلس الادارة لا يشاركون في اتخاذ القرار؟ * حقيقة الأمر تهميش الامانة العامة لم يبدأ في عهد صالح التركي وانما اتخذ قرار في عهد المهندس عبدالله المعلمي بأن يكون رئيس مجلس الادارة هو الرئيس التنفيذي للغرفة وصالح التركي جاء وتصرف في حدود قرار صادر من مجلس الادارة في عهد سابق لرئاسته، وهذا القرار انا طالبت الان ان يلغى وطلبت ان توضع صلاحيات للأمين العام ولنواب الرئيس وللرئيس وللجنة التنفيذية ولمجلس الادارة ولايوجد احد ينفرد بالقرار وانما القرار جماعي، فالمدرسة التي كانت لم يبدأها صالح التركي ولكنها جددت له في وقت لاحق ومن ثم جددت ايضا لمحمد الفضل وعندما جئت وفي محضر انتخابي رئيساً للغرفة كُتبت عبارة (بمطلق الصلاحيات) وتعمدت ان أشطب هذه العبارة لانه لايوجد شيء اسمه مطلق الصلاحيات، فطلبت ان يتم تحديد صلاحيات لكل منصب فهناك من هو أعلى من رئيس مجلس الادارة وهي اللجنة التنفيذية والأعلى مني مجلس الادارة. ** يعني ذلك ان الأمين العام في غرفة جدة سيعود لممارسة دوره الطبيعي كما نص عليه النظام وحسب ماهو معمول به في جميع الغرف ؟ * الأمين العام هو المسؤول عن الجهاز التنفيذي للغرفة ويمارس دوره بشكل كامل، والحقيقة ان صالح التركي لم يهمش الأمين العام عندما كان رئيساً للغرفة ولكنه حصل على الصلاحيات التي كانت للرئيس الذي سبقه وهو عبدالله المعلمي فأصبحت لديه السلطات والصلاحيات والتي كان يمارسها من خلال الامين العام او الأجهزة والادارات المرتبطة بالأمين العام. أوقفت عقداً لإحدى شركاتي مع الغرفة ** المجلس الحالي يحاول الابتعاد عما يرتبط من علاقة بين الاعمال الخاصة لاعضاء المجلس وبين ما يعملونه في نشاطهم التطوعي في الغرفة، كيف ستتغلبون على هذا الامر لان هناك بعض اعضاء مجلس الادارة لديهم نشاطات مرتبطة بأجهزة الغرفة؟ * ما ركزنا عليه في مجلس الادارة وأكدنا عليه انه لن يكون هناك عضو في مجلس الادارة يحصل على عمل او احدى شركاته تحصل على عمل في الغرفة إلا بالإفصاح بإن يذكر ذلك في المجلس والجمعية العمومية، وقد كشفنا عن بادرتين حيث ان الدكتور عبدالله دحلان وقبل ان يصبح عضواً في مجلس الادارة كانت لديه ميزه تفضيلية لكلية ادارة الاعمال التي يملكها بإنها مستأجرة من احد مباني الغرفة بسعر تفضيلي لكونها جهة تعليمية، وقد أفصح عن ذلك وطلب ان تعامل كلية ادارة الاعمال كأي جهة مستأجرة من الغرفة، وكذلك أنا تفاجأت بإن احدى شركاتي -ولم أكن اعلم عن ذلك-، وهي شركة دلة عبر البلاد العربية، لديها عقد لصيانة ونظافة مدينة المستودعات في جدة التابعة للغرفة منذ عام 2007، بمبلغ 700 الف ريال، وقد كتبت للإدارة التنفيذية في الغرفة بعدم تجديد العقد مع شركة دلة عبر البلاد العربية، وهذا ما نقصد به في الشفافية والافصاح. ** لكن يبدو أن ما يثار في هذا الاطار مايخص مركز المعارض والمنتديات ومركز الاعمال ومجلس جدة للتسويق ومدينة المستودعات، كيف سيتم التغلب على عدم الازدواجية بين نشاط الاعضاء واعمال هذه المراكز ؟ * قررنا يوم الاربعاء الماضي تشكيل مجلس ادارة جديد لمدينة المستودعات برئاسة المهندس سليم الحربي، أما مركز المعارض والمنتديات له مجلس ادارة سيتم تغييره او تجديد بعض اعضائه ولم نقرر بخصوصه حتى الان وكذلك الأمر بالنسبة للمراكز الاخرى، ولكن مبدأ الشفافية والافصاح وعدم تضارب المصالح هذا مبدأ اساسي في عملنا كمجلس ادارة للغرفة وكل المجالس السابقة كانت تحرص عليه. الوفود تحرجنا بالوقت الضيق ** نشاط الغرفة الخارجي والدولي، هناك انتقاد من قبل المنتسبين ان جميع الوفود التجارية التي تأتي الى الغرف يستحوذ اعضاء مجلس الادارة في البداية على نسبة تفضيلية في المقابلة والاتفاق مع الوفود المهمة وكذلك الشركات العالمية التي جاءت لابرام اتفاقيات مع رجال وسيدات الاعمال في السعودية، ولذلك لا يحصل منتسبو الغرفة على الفرصة المناسبة مثلما يحصل عليها اعضاء مجلس الادارة، كيف ستتغلبون على ذلك؟ * لا أظن ان الامر بهذه الصورة، ولكننا نعاني مع الوفود التجارية الخارجية التي تأتي الى الغرفة بإن معظمهم لايبلغنا في الغرفة إلا قبل وصول الوفد بثلاثة ايام وبالتالي من الصعوبة ان يتم دعوة رجال الاعمال وترتيب اللقاءات، ولذلك كتبنا الى جميع القنصليات بضرورة تبليغنا عن أي وفد تجاري قبل موعده بشهر على الأقل لكي يتم الترتيب له بشكل مناسب ونظهر بصورة مشرفة ويتم دعوة رجال الاعمال المهتمين، وللأسف ان ضيق الوقت احياناً يتسبب في انطباع هذه الوفود بإننا لم نهتم بهم. رجال أعمال يحرجوننا مع الوفود الخارجية ** نفهم من ذلك ان اعضاء مجلس الادارة لن يكون لديهم ميزة تفضيلية في مقابلة الوفود التجارية الخارجية والحصول على الأولوية في اقتناص الشركات الخارجية؟ * أبداً أؤكد انه لن يحصل أي عضو في مجلس ادارة الغرفة على أي ميزة تفضيلية في مقابلة الوفود التجارية والباب مفتوح لجميع رجال وسيدات الاعمال ومنتسبي الغرفة للحضور والمشاركة في مقابلة أي وفد تجاري يأتي الى الغرفة. ولكنني في الوقت نفسه أرجو من رجال الاعمال الذين يحضرون هذه الاجتماعات ان لا ينسوا ان هؤلاء ضيوفنا، فأحيانًا تصدر كلمات جارحة وهذا لايجوز، فمن لديه مشكلة مع أحد البلدان وعندما يأتي وفد تجاري من ذلك البلد يفضل ان يتم ايصال المشكلة بأدب وبهدوء او يتم تبليغها لرئيس الغرفة وبالتالي يتفاوض معهم لحلها بأدب، ويجب الا يتم مهاجمة ذلك الوفد والبلد الذي يمثلونه وهذا يجعل موقف الغرفة محرجًا امام الضيوف والوفود، وقد اضطررت في احدى الزيارات التي قام بها وفد تجاري للاعتذار نيابة عن رجل الاعمال الذي أساء للوفد الذي كان يزور الغرفة لانه ليس من حسن الضيافة مقابلة الوفود بتلك الصورة السلبية. اللجنة التي لا تنجز سنغيرها ** ذكرتم في اهدافكم للدورة العشرين التركيز في التنمية على المحافظات المجاورة لجدة مثل رابغ والليث والقنفذة، اسمح لي بالقول ان بعض مجالس ادارات الغرفة السابقة كانت تضع ذلك الموضوع كأهداف في كل مرة ولكنها لاتنجز شيئاً، كيف ستستطيعون استثمار الامكانيات المتوفرة كالمدن الاقتصادية والجامعات والصناعات في رابغ مثلاً ؟ * لدينا اهداف كبيرة ولكن وضعنا لكل هدف لجنة، وطلبنا من هذه اللجان ان تقدم خطتها خلال شهر مع آليات للتنفيذ ومعايير لقياس الاداء فسوف نحاسب اللجان عن أي تأخير يحدث في تحقيق الاهداف التي وضعت لهذه اللجان واللجنة التي تتأخر عن تنفيذ اهدافها بنسبة 50 في المائة يتم تغيير اعضائها، فالمسألة ليست تشريفا ولكنها تكليف وعمل لابد ان يؤديه كل عضو في مهمته. الغرفة الإسلامية «أتعبتني» ** البعض يقول ان الشيخ صالح كامل الذي تقلد منصب رئيس غرفة جدة وفي ذات الوقت تقلد منصب رئيس مجلس الغرف وكذلك رئيس اتحاد الغرف الخليجية ومن قبل ذلك رئيس الغرف الاسلامية، ومن قبل ايضا رئيس المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية، أين الوقت الكافي الذي تمنحه لهذه المؤسسات؟ * الحمد لله الذي بارك لنا في الوقت، ومعظم هذه الغرف والاتحادات والمؤسسات لديها اجهزة ذات كفاءة فلا يحملوني عبئاً كبيراً، فمجلس الغرف السعودية لديهم أمين عام ممتاز وجهاز تنفيذي ممتاز يقوم بعمله على أكمل وجه، واتحاد الغرف الخليجية ايضا لديهم أمين عام ممتاز، وغرفة جدة فوجئت ان لديها جهازا افضل مما كنت اتصور، أما الغرفة الاسلامية فهي التي «أتعبتني» في جهازها التنفيذي لان مواردها ضعيفة. ** يقال انك شخصيًا تصرف على الغرفة الاسلامية ؟ ويقال إن لديكم خطة لنقلها الى جدة هل هذا صحيح؟ * الحمدلله ربنا يوفق، ولكن فعلاً ليس لديها موارد مالية كافية، وليس لها اهتمام من أي حكومة اسلامية. وانا فعلاً اتمنى ان يتم نقل ادارتها التنفيذية الى جدة، في ظل أوضاع باكستان الحالية ولكن أولاً الحكومة السعودية هي صاحبة القرار في الاستضافة فيما ان الجمعية العمومية للغرفة هي صاحبة القرار في النقل، فالجمعية العمومية فوضتني لاتخاذ قرار النقل لأي بلد سواء السعودية او مصر، ولكن حتى الان هذان البلدان لم يتخذا أي قرار بهذا الخصوص، لا أعرف هل هو لحرص هذين البلدين لعدم الاساءة لباكستان على الرغم من انه لاتوجد اساءة من اتخاذ قرار كهذا. الاختلاط في غرفة جدة شرعي ** نعود الى غرفة جدة.. فهي متهمة بأن يوجد بداخلها اختلاط بين الجنسين في العمل بشكل علني، كيف تواجهون مثل هذه الانتقادات ؟ * أولاً كلمة اختلاط بين الجنسين تعتبر دخيلة على الاسلام، فالاسلام حرم الخلوة ولم يحرم الاختلاط، وها هو الطواف في بيت الله الحرام منذ ايام الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والى الان الجنسان يطوفان بالبيت العتيق مع بعضهم البعض. الحجاب الشرعي واجب لا نتنازل عنه ومن غير المسموح ابداً لأي سيدة تدخل الغرفة التجارية الصناعية بجدة بدون الحجاب الشرعي، او بمكياج او بعطر، وقد أكدت ذلك بتعميم الى جميع الادارات في الغرفة مؤخراً، وليس لدينا في غرفة جدة سيدة ورجل في مكتب واحد حتى لا تكون هناك خلوة، ولا يوجد لدينا سيدات ورجال في مكتب واحد مع ان هذا يجوز، فالسيدات في مكتب والرجال في مكتب، ولكن طالما انها ملتزمة باللباس الشرعي وملتزمة بغطاء الشعر فما المانع ان تعمل في الغرفة التجارية وفي غير الغرفة ايضا. فخادم الحرمين الشريفين ينادي دائماً بحقوق المرأة وبعمل المرأة وحسب الضوابط الاسلامية، وقد قام -حفظه الله- مؤخراً وكما شاهدنا بتكريم الدكتورة خولة الكريع بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، فأنصح بعض الاخوان -جزاهم الله خيرا- « ألا يزايدوا» فالمفروض ان يهتموا بأمور اكثر اهمية واهتمام للناس، فمنذ ان جئت للغرفة وصلتني مابين 40-50 خطابا من مشايخ وقضاة يتحدثون عن الاختلاط، ولم يأتني خطاب واحد يتحدث عن الفساد الاداري او يتحدث عن الرشوة والظلم، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي من اهم الأمور في الاسلام ولكن اذا عرفنا ماهو المعروف وماهو المنكر، ولكنني في المقابل لم اسمع خطبا تتحدث كثيرا عن الرشوة، وهذه داء في مجتمعنا لا احد ينكره، وهي أسوأ مليون مرة من الاختلاط ومنهي عنها في احاديث وآيات قرآنية صريحة، ولكن لاتوجد آية واحدة تمنع الاختلاط، فأنا في هذا الموقف لا أدعو للتبرج ولا أؤيد التبرج ولابد ان نحافظ على شريعتنا ولكن الشريعة التي جاءت من السماء والسنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، أما العادات والتقاليد فليست دينًا. علاقتي مع المشايخ ممتازة ** هل نرى ان هناك علاقة جديدة ستتكون في المرحلة المقبلة بين غرفة جدة ورجال الدين والمشايخ ؟ * نحن نحترم جميع المشايخ وجميعهم لهم قدرهم وتقديرهم ولدي صداقات كثيرة مع بعضهم والبعض منهم يمنحنا النصح الصادق ونحاول ان نسدد ونقارب، واعتقد ان هناك مجموعة كبيرة من المشايخ المتمكنين من علمهم ونرحب بهم وهم لايدخلون انفسهم في أمور شكلية ولكن يعرفون علمهم ومراكزهم وقدرهم. المنتدى سيعود لبريقه ** منتدى جدة الاقتصادي .. كان يمثل التظاهرة الاقتصادية الابرز في المنطقة، وثقلا اقتصاديا كبيرا سنويا ولكن في العام الماضي فقدت جدة هذه التظاهرة ، هل تعتقد انه سيعود الى البروز من جديد ام انه أطفئ، ام هناك محاذير امام هذا المنتدى ؟ * بالعكس ، منتدى جدة الاقتصادي لايوجد عليه أي محاذير، إلغاء المنتدى في العام الماضي كان بسبب التأخر في الحصول على تأشيرات للمتحدثين وهذا اجراء اداري وللاسف انه ضخم اكثر من اللازم وفي هذا العام حصلنا على التأشيرات وإن شاء الله ان كل الوفود تأتي في موعدها وقد اختير عنوان مميز وهو (اقتصاد العالم في عام 2020) وستكون الجلسات متنوعة تتحدث في مختلف قطاعات الاقتصاد واعتقد ان المتحدثين العالميين والمحليين يستفاد من خبرتهم، ولكن من خطتنا في غرفة جدة بخلاف منتدى جدة الاقتصادي، يجب ان يكون لدينا منتديات لاعمال اخرى ، فجدة بوابة الحرمين اتمنى وان شاء الله سنعمل بعد التنسيق مع الجهات المعنية على اقامة منتديات ومؤتمرات اسلامية عالمية في جدة. إعادة أخلاقيات المهن .. مهمة صعبة ** ايضا تركزون في اهدافكم لهذه الدورة على جزء مهم وهو اخلاقيات العمل ، والتي فقدت في المجتمع ، ماهي الآليات التي تريدون ان تعيدوا من خلالها بعض هذه الاخلاقيات ؟ * هذا اصعب سؤال .. وأصعب هدف .. من اجل ان نبني اخلاقيات كريمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انه بعث ليتمم مكارم الاخلاق ، فهذه ليست عملية ندوة ومؤتمر ولابرنامجا تلفزيونيا ولا حديثا صحفيا ولا اثنين ، ولكنها هي كثير من الآليات التي تتداخل مع بعضها البعض، يجب ان ندرس الاخلاق الكريمة من الروضة وفي العاب الاطفال وفي الابتدائية وفي كل مرحلة بما يتناسب مع عمرها ، وفي الغرفة يجب ان ندرس المهن، وجميع المهن لها اخلاقيات، ولايكفي ان تمنح شخصاً اخلاقيات المهنة التي يعمل فيها، ولكن يجب ان يربى على ذلك من صغر سنه وانما مانقوم به هو علاج للوضع الحالي ، فالأهم هو الصغار من الروضة وبقية المراحل، وهذا هو اصعب هدف وأهم هدف لدينا في الغرفة يجب ان يكون ليس للغرف التجارية فقط بل انه هدف لكل المجتمع والدولة والوزارات ومؤسسات المجتمع المدني والتعليم والاعلام وهذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحقيقي. وقد اقمنا ندوة اشتركت فيها ست وزارات بحضور صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل وقد اعدت توصيات وسترفع الى المقام السامي ، وننتظر ان شاء الله الأمر الكريم ووضعنا آليات، وقد شاهدنا في هذه الندوة تجارب بعض الوزارات التي قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال، مثل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم. وأنا متفائل ولكنني أقول ان هذا هو أهم هدف وأصعب هدف اذا ما عدنا الى اخلاقنا الاسلامية وبالاخص كمجتمع تجاري، فأجدادنا التجار نشروا الاسلام في آسيا وافريقيا بالقدوة الحسنة، ونحن في هذا الوقت للاسف اننا عندما نصيغ عقدا فيما بين التجار عندما أمرر مادة على الطرف الآخر أكون مبسوطاً، وأنسى (أحب لاخيك ماتحب لنفسك) وهذه ليست شطارة. اعتقد ان البدايات ستكون عبارة عن دورات اختيارية ستقام لاصحاب المهن والمتخصصين في اخلاقيات المهن التي يؤدونها، ونأمل ان تتطور الفكرة الى ان تكون دورات إلزامية لجميع اصحاب المهن مثل المهندسين والاطباء وحتى سائقي التاكسي، لكي تكون هذه الدورات التدريبية من اساسيات العمل في بلادنا، اما المناهج الدراسية فقد لمسنا من صاحب السمو الامير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم اقتناعه التام بهذا الهدف، وقد قطعت الوزارة مراحل طويلة، وايضا وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة.. انا متفائل ولكن الأمر ليس سهلاً ويحتاج الى تفاعل من جميع الجهات والمجتمع أولاً واخيراً. هم المؤسسات الصغيرة في التأهيل وليس التمويل ** غرفة جدة من بين اهدافكم المؤسسات الصغيرة والتي تمثل النسبة الأكبر من النشاط الاقتصادي في المملكة وغيرها، لكن هذا لايزال هدفا لدى كل الغرف وكل مجالس الادارات السابقة واللاحقة، ولم تتوصل أي غرفة او مجلس ادارة سابق لحل معظلة مزمنة لهذه المنشآت الصغيرة وهو التمويل؟ * كلامك صحيح ولكن ان شاء الله نتطلع الى ان نجد الحل التمويلي وايضا غير التمويلي، ولكن البعض للاسف انه يعتقد ان الغرفة او الجهة التي ستموله هي جمعية خيرية، فقط همهم يحصلون على المال .. ولكن الحقيقة يجب ان يتم التأكد من أهليته للقيام بهذا العمل، وليس عيباً ان يتم تدريب صاحب هذه المنشأة الصغيرة قبل ان يحصل على التمويل، ولايمكن الاكتفاء بالحصول على القرض وبعد ذلك يترك ليتخبط في السوق بدون علم، فالجهة التي ستموله لابد ان تتأكد أولاً انه سيعمل بهذا القرض ويستفيد منه في منشأته ويطورها ويعود عليه وعلى البلد وعلى الممول بعودة الأموال التي اقترضها. فنحن امام طرفين لابد ان يكونا متعاونين وفاهمين بعضهم البعض، فإذا كانت النظرة لدى صاحب المنشأة الصغيرة انه سيأتي ليستغل هذه الجهة الممولة، ولدى الممول ان هذا صاحب المنشأة الصغيرة جاء ليحصل على امواله، فهنا لن ينجح احد منهما. فيجب ان نطور هذه الثقافة بين الطرفين ليستفيد الطرفين من امكانيات وخدمات وخبرات بعضهما البعض، فالمنشآت الصغيرة تحتاج الى بضعة ألوف لكي تقوم بنشاط تحتاجه البلد جميعاً. فلا يوجد مايمنع الشاب ان يعمل ب «بسطة» في حلقة الخضار وبالتالي الحصول على عائد بسيط في البداية يعول به اسرته ويطور نفسه شيئاً فشيئاً. للاسف ان معظم الاعمال والنشاطات التجارية الصغيرة اهملها اهل البلد وتحولت الى العمالة الوافدة وتكونت فيها مايشبه العصابات التي تحارب الشاب السعودي عندما يدخل الى هذا النشاط، ولذلك يجب علينا ان نحارب لاعادة هذه المهن والنشاطات التجارية الى ابناء الوطن. ** علاقتك مع الاعلام من مستثمر الى مواجهة الى شخصية في الواجهة .. ماذا تقول للاعلاميين ؟ * الاعلام سلاح خطير ، ونحن في غرفة جدة ذكرنا انه من اهدافنا الارتقاء بأخلاقيات المجتمع ، ومن اهم المهن التي يجب ان نرتقي بأخلاقياتها الاعلام لأن الكلمة مسؤولية سواء كانت مكتوبة او مرئية او مسموعة، فأنت محاسب على ماتقول ، وفي الحديث الشريف قال الرسول صلى الله عليه وسلم (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم) وهذا منسي للاسف الشديد. وإنني آمل انه اذا بدأنا بالارتقاء بالقيم الاخلاقية في المهن بأن نبدأ بقطاعي التعليم والاعلام فهؤلاء تأثيرهم كبير جداً وايضا قطاع الاعمال، فإنني اناشد اخواني رجال وسيدات الاعمال بأن يتقوا الله في اعمالهم لكي يبارك لهم الله في رزقهم.